الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهج الاقليم مشابه للنهج الاسرائيلي

عدنان جواد

2014 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منهج الاقليم مشابه للنهج الإسرائيلي
شهدنا طوال الفترة الماضية السياسة البرزانية، نهجا مشابها للنهج الاسرائليي في تعامله مع الحكومة المركزية كتعامل القادة الاسرائلين مع الفلسطينيين، فهو دائما يحاول زرع الخلاف والتنافس بين العرب السنة والشيعة أنفسهم، فالخلافات على أشدها بين العراقية التي تمثل أغلبية سنية مع كتلة دولة القانون التي تدير الحكم وغالبا ما يكون الاحتكام في تشكيل الحكومات وإقامة التوافقات في اربيل ، وربما تتعقد الأمور وتعود الإطراف وهي تتبادل الاتهامات، وكما فعلوا مع الصدريين الذين يحسون بالخطر الدائم على مصير حركتهم التي لاتمتلك اي تصور علمي مدروس في الحياة السياسية والاقتصادية حيث يدرك مستشارو السيد مقتدى الصدر أن الشرعية القائمة على الإرث الأبوي سرعان ما تفقد استمرارها وسط حجم التحديات التي يواجهها البلد ،فكما تتعامل إسرائيل مع جهة فلسطينية وتعتبرها معتدلة فهي تتفاوض معها من اجل قتل الوقت كحركة فتح، وأخرى تعتبرها عدوة لها كحركة حماس وغيرها من الحركات الجهادية التي لا ترى في التفاوض اي نتيجة، والمراقب للوضع السياسي العراقي يعتقد بان هناك خبراء اسرائيلين في الإقليم يؤخذ بتوجيهاتهم ونصائحهم، خاصة بالعلاقة والتعامل بين الإقليم والمركز فهناك تعابير ومفاهيم إسرائيلية درج السياسيون الأكراد على التكلم بها مثل(المناطق المتنازع عليها) فهو تعبير إسرائيلي استخدمه قادة إسرائيل لوصف الأراضي الفلسطينية موضع الصراع والتفاوض، والمقصود ان الفلسطينيين ليس لهم ارض خاصة بهم يطالبون بها كحق تاريخي، وإنهم ليسوا سوى مدعين، وإنها مناطق متنازع عليها، ولكن في العراق دولة واحدة اختار الجميع العيش بشراكه فيها ، لكن الإقليم يتصرف وكأنه دولة منفصلة، فهو لايسمح لسكان المحافظات الجنوبية والوسطى من الدخول للإقليم الا وفق ضوابط صارمة حتى الدول الأخرى لا تتبعها.
والأمر الآخر هو مطالب قادة الأكراد باعتبار ما تعرض له الشعب الكوردي (ابادة جماعية)، ويتناسون إن ما تعرض له عرب العراق على يد نظام صدام حسين يفوق الضحايا من الاكراد، وبنفس الطريقة التي فرضت فيها إسرائيل على حكومات أوربا الاعتراف بالمحرقة لليهود، اي الابادة الجماعية التي تعرض لها اليهود على يد النازية الهتلرية، والتي لازالت الشعوب الأوربية تدفع مليارات الدولارات كضرائب وتعويضات لدولة إسرائيل على جرائم لم ترتكبها تلك الشعوب !، والامر الواضح هو شخصنة الصراع واحد من أوجه التشابه بين السياسة الإسرائيلية والكوردية، أي جعل الصراع بالشخص فكما ادعى الاسرائلين في وقت من الأوقات ان المشكلة في المفاوضات مع الفلسطينيين متمثلة بشخص الرئيس(ياسر عرفات) ولكن بعد ان تم التخلص منه ماذا حدث؟!، فكما كان ادعاء الأكراد بتعطيل الدستور والمادة 140 من قبل رئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري وانه لايمكن ترشيحه لدورة لاحقه والتعامل معه، تعاد الكره اليوم مع شخص رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وتصريح البرزاني استحالة القبول بولاية أخرى للمالكي.
والحق في الحكم للشخصيات والعائلة النضالية ، للقادة الأكراد وخصوصا البرزاني فهناك حق حصري للعائلة صاحبة الملكية النضالية التي لايجوز الجدل او التشكيك فيه من قبل الاكراد انفسهم قبل غيرهم، وفي تل ابيب فان الصفة النضالية تطلق على من مارس القتل والابادة بحق الشعب الفلسطيني وجنوب لبنان وضرب الدول العربية الأخرى والاغتيالات وغيرها (كاريل شارون) وغيره من القادة المعروفين بالابادة ولا احد يحاسبهم دوليا او محليا.
واستغلال الفرص وفرض الأمر الواقع والتحالف مع الأقوياء من اجل الحصول على اكبر المكاسب، فبعد سقوط النظام عام 2003 تم سرقة الآليات وسلاح الجيش العراق بكافة أنواعه بعد تحالفهم مع الحاكم الأمريكي جي كارنر، واليوم حقق الاكراد كامل طموحاتهم في المناطق المتنازع عليها وهم يديرون المناطق داخل الاقليم وخارجه، دون ان يضحوا بقطرة دم واحدة او خسارة الية واحدة، ففرض الامر الواقع بات السياسة الحالية بوضع اليد على الاراضي بقوة السلاح والفراغ الامني ، فالاستيطان معروف لدى الصهاينة بقضم الارض من خلال زرع المستوطنات في الاراضي الفلسطينية، وما صفقة النفط التي تم إرسالها من الإقليم إلا بداية التعاون الفعلي على ارض الواقع ، لكي يتم تكييف المصافي الإسرائيلية مع النفط العراقي، ولكن ينبغي على الإقليم ترك المنهج الإسرائيلي لأنهم يعيشون في وسط دول لاترغب باستقلالهم كتركيا وإيران وسوريا، وان منطق القوة لا يمكن ان يدوم، فهاهي إسرائيل تعيش هواجس الرعب والخوف بالرغم من امتلاكها مختلف أنواع الأسلحة ، البالستية والنووية وغيرها من الصنوف العسكرية المتطورة، فهي تتجسس حتى على أصدقائها وحلفائها المقربين وان خير وسيلة للعيش بسلام هو أسلوب الحوار واحترام إرادة الآخرين، وإعطاء كل ذي حق حقه، فان لي الأذرع والتجاوز على حقوق الآخرين سوف لن يدوم طويلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما