الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خيار إلاّ الاستقواء بالداخل

قاسيون

2005 / 7 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يزداد تعقد الوضع في المنطقة، ويشتد الضغط على سورية خارجياً وداخلياً. فالوضع في العراق يسير إلى استعصاءات لا حل سياسياً لها، مما يزيد من احتمالات الصدامات الداخلية التي تسعى إليها قوات الاحتلال الأمريكية وتوفر لها الأجواء المناسبة. كما أن الوضع في لبنان وفلسطين ليس أحسن حالاً، ويسير في الاتجاه العام في المنحى نفسه، كما أن نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية تقلق الأمريكيين وربما لن يجدوا أنفسهم إلاّ أمام ضرورة ارتكاب حماقات جديدة.
هذا الوضع كله يدفع الإدارة الأمريكية الحالية لتحميل سورية نتائج ما يحدث في جوارها بسبب الاستعصاءات التي تواجهها المخططات الأمريكية، وهي تزيد الضغط سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وإعلامياً بهدف إجبار النظام في سورية على تقديم تنازلات يجري الاستفادة منها لتقويضه بطريقة تسمح بتغيير بنية الدولة والمجتمع، كما يحدث في العراق اليوم.
أمام هذا الوضع المتأزم لا يبقى أمام القوى الوطنية الحقة الموجودة في النظام وخارجه إلاّ طريق واحد وهو طريق الاستقواء بالداخل عبر الانفتاح عليه والاعتماد على قوى المجتمع لتحصين البلاد أمام المخاطر الكبرى التي تواجهها، والتي لم تواجه مثلها في العصر الحديث، وخاصة أن الضغوطات الداخلية تتصاعد وتأخذ أسوأ الأشكال التي توقعناها والتي تدخل في سياق ما سميناه سابقاً بالحل المركب للضغط على سورية، وهي ذات أشكال عديدة اقتصادية يعبر عنها اتجاه قوى السوق الكبرى لتجيير مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي لصالحها، وسياسية تعبر عن نفسها بمحاولة زيادة مساحة بؤر التوتر الداخلية وإشعالها بهذا القدر أو ذاك.، واجتماعية تستند إلى نقاط التصدع في المجتمع نتيجة المشاكل الموجودة فيه وخاصة البطالة وانخفاض مستوى المعيشة.
أمام هذا الوضع، يبقى الطريق الوحيد لحماية الوطن والمواطن هو طريق الوحدة الوطنية وتعزيزها، فهي إن كانت تعاني من مشاكل، وليست على المستوى المطلوب، إلاّ أن أساسها موجود ويتطلب التطوير وليس الهدم.
وهنا يبرز اتجاهان خاطئان: الأول يهوّن والثاني يهوّل، فالأول يعتبر أن الأخطار ليست كبيرة إلى الدرجة التي تتطلب إجراءات استثنائية لاستنهاض قوى الشعب، والثاني يعتبر أن الأخطار هي قدر لا مرد له ويجب الانحناء أمامها والانصياع لها.
من هنا يرتدي أهمية كبرى سؤال: الوحدة الوطنية مع من ولماذا؟!.
لذلك إذا اتفق الوطنيون المخلصون أن الخطر هو العدوان الأمريكي ـ الصهيوني وهو ليس خطراً على نظام بحد ذاته، بل على الوطن كبنية دولة وعلى المجتمع كتركيبة تاريخية، وإذا اتفقوا أن لهذا الخطر مفرداته الداخلية المتمثلة بقوى الفساد الكبرى التي هي نقاط الارتكاز الأساسية للعدو الخارجي، لأصبح الجواب واضحاً: وحدة مع من ولماذا؟!
إن السياج الوحيد للدفاع عن الوطن هو سياج الجماهير الشعبية عماد الوحدة الوطنية التي بالدفاع عن لقمتها وكرامتها يتوفر الأساس الناجح للاستقواء بالداخل ضد مخططات الخارج مهما كان هذا الخارج قوياً. فالطرف الأضعف هو الطرف الأقوى إذا توفرت لديه الإرادة السياسية للمواجهة، والإرادة السياسية، كما برهنت تجربة التاريخ، ذراعها الوحيد هو الشعب وقوى المجتمع الحية المستعدة للتضحية إذا اقتنعت أن من يدير هذه العملية أهل للثقة عبر الممارسة العملية، لأنه يعبر عن مصالحها بالفعل وليس فقط بالقول.
وفي هذا السياق لا بد من التذكير أن إقرار مشروع الوثيقة الوطنية التي نشرتها «قاسيون» والتي كانت ثمرة ندوتين وطنيتين في عام 2004، أصبح ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل ولا عذر لأي تسويف أو مماطلة في قضية مصيرية من هذا النوع. فالهدف الذي يجب أن يسعى إليه الجميع هو تأمين كرامة الوطن والمواطن بعيداً عن أية حسابات شخصية أو حزبية ضيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة