الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..

ناصر ثابت

2014 / 6 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..
بقلم ناصر ثابت

لستُ هنا بصدد إقناع عشاق نظريات المؤامرة من بني جلدتي بخطأ نظريات المؤامرة التي يرددونها. فهذا الأمر حاولت أن أفعله دائماً من خلال حواراتي المتواصلة معهم وبشكل هادئ ومفتوح. أنا هنا بصدد السخرية من نظريات المؤامرة التي يعتنقونها ويرددونها ويؤيدونها.
نعم، لم يتبقَّ لي إلا السخرية. ليس من الأشخاص إنما من الأفكار. من النظريات نفسها، من مبدأ الإيمان بها، وبصحتها.
فمثلا، ألا تستحق فكرة أن الغرب يتآمر على الشعب الفلسطيني السخرية؟ أنظر إلى الشعب الفلسطيني دون أن تربط ما يحدث فيه لا بالغرب ولا بالشرق. ألا تقوم الأحزاب والفصائل هناك بتخريب كل ما يمكنها تخريبه في القضية الفلسطينية دون تدخل من أحد؟ هل يحتاج الغرب إلى أن يتآمر على شعب فلسطيني منقسم يكره بعضه البعض الآخر، ويحلل البعض دم البعض الآخر؟
لا يحتاج الشعب الفلسطيني لمن يتآمر عليه ولا على قضيته، لأن هنالك من يقومون بهذا العمل من الداخل، يقومون به باحتراف واخلاص، من حيثُ يدرون ولا يدرون!
وكمثال آخر، ألا تستحق فكرة أن الغرب يتآمر على سوريا السخرية؟ ضعوا الثورة السورية وتبعاتها جانباً وفكروا قليلا. هل هنالك ما يستحق من الغرب أن يتآمر عليه في سوريا؟ بلد يعيش تحت قبضة نظام دموي، يحمي حدود إسرائيل من جهة ويحدثنا عن المقاومة من جهة أخرى، ويقمع شعبه بكل حقد، ويمنع الإبداع والحرية، ويسخِّر كل موارد البلد وطاقته للحفاظ على الكرسي؟ هذا التآمر الداخلي على سوريا من قبل النظام نفسه يجعل المؤمرات الخارجية ونظرياتها مدعاة للسخرية والاستخفاف.
أما من يعتقد أن هناك من يتآمر على مصر، فيستحقُّ سخرية أكبر بحجم مصر وشعبها. هل تحتاج مصرُ إلى من يتآمر عليها من الخارج؟ من الغرب أو الشرق أو الجنوب أو الشمال؟ إن في الداخل المصري من يقوم بهذه العملية بإخلاص شديد ومنقطع النظير. يدمرون مقدرات بلدهم ويجلدُ بعضُهم البعضَ الآخر ويتآمر عليه ويتمنى سقوطَه وفشلَه، ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن المصري. وهنا أنا أقصدُ طرفي النزاع الداخلي، دون انحياز إلى أي منهما.
إن الغرب لا يحتاجُ لأن يتآمر علينا. لأنه لا يضيِّع وقتَه في مشاريعَ لا حاجةَ له بها. بل أن الغرب عنده من الأمن والأمان والترف والرفاهية ما يكفي لكي يحمي نفسه من مجرد احتمال أن يقوم أحدُهم بضرب مصالحه. إن الاستقرار الذي يعيشه، يعطيه الفرصة لكي يستبقَ الأحداثَ ويدرس الاحتمالات ويحلل المعطيات ويضع الخطط التي تحفظ حدودَه وقوانينه ومجتمعاته. ولا يحتاج أبداً لأن يَشغَل نفسه في تخريب بلاد يقوم أهلُها بتخريبها بأيديهم!
بدل أن تفكروا وتؤمنوا بنظريات المؤامرة، من قبل قوى خارجية وأجانب يعملون لكي يخربوا أوطانكم، فكروا بطريقة تخرجون بها الأوطان من التجاذبات الداخلية القاتلة التي تدخلكم في دوامات لا تعرفون بدايتَها ولا نهايتَها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا


.. هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟




.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا


.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب