الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في معنى حكومة انقاذ !

مهند البراك

2014 / 6 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فيما تتزايد خلافات الكتل المتنفذة الحاكمة من جهة، و تتزايد المطالبات الشعبية بمحاسبة من تسبب في استفحال منظمة داعش الإرهابية و احتلالها لغالبية الارض و المدن في محافظات الانبار و صلاح الدين و الموصل و اطراف من كركوك، فإنها اخذت تتمحور على مطلب اساسي و هو الانتصار على داعش و تحقيق الأمن بحكومة قوية بدون رئيس الوزراء المؤقت القائم . .
لأنه هو السبب الأساسي الذي ادىّ الى بلوغ الأخطاء و التقصيرات باتّباعه السياسة الطائفية (التحاصصية) التي تسببت بأضرار بليغة بالمكوّن السنيّ في وقت اساءت فيه للمكوّن الشيعي و دفعت المكوّن الكردي الى معارضته بشدة و الى سعيه لإعلان دولته بعيداً عن الفوضى و الارهاب، السياسة التي ادّت الى استفحال المخاطر و بلوغها هذه النتيجة و الى تهديد البلاد و بالتالي تهديد المنطقة باسرها بالإنقسام و التشظيّ و التقاتل الطائفي .
و فيما تتركز المطالب على تحقيق الملحّ و العاجل لمواجهة ما مرّ اعلاه، ترى اوسع الأوساط الأهمية القصوى لأصلاح العملية السياسية على اساس دستوري . . و الغاء نظام المحاصصة الطائفي العرقي و اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة بين المواطنين على اساس الإنتماء المتساوي للوطن لكل ابناء اطيافه القومية و الدينية و الطائفية و الفكرية، و ان يكون الإختيار لمواقع الدولة على اساس الكفاءة و النزاهة . .
و على اجراء التغييرات الدستورية الضرورية لذلك، التي تقوم على تقييم تجربة السنوات الاحدى عشرة التي مرّت على اسقاط الدكتاتورية و على بدء العملية السياسية، و تحديد النجاحات و القصورات و الأخطاء و من المسؤول عنها لإتخاذ مايلزم . . و تقوم على تحديد ماهية التحديات الأساسية العاجلة التي تواجهها داخلياً و اقليمياً و دولياً، سواء ماتواجهها الآن او تواجهها في المرحلة اللاحقة . .
ان البدء باقرار حقوق المحافظات الغربية و الشمالية، و البدء بإجراءات التشكيل العاجل لحكومة من كل القوى و الكتل النيابية دون المالكي هي حكومة الإنقاذ المنشودة، لإنقاذ البلد في مرحلة انتقالية تجري فيها تلك الإجراءات بصورة عاجلة لصيانة وحدة البلد و تحديث اسسها، و حمايته من الارهاب الذي تصاعد اخيراً على يد داعش و ما سميّ بـ (اخواتها) من ارهابيين و بعثيين و عسكريين صدامين سابقين، و كتعبير عن ان الحل هو سياسي اولاّ بكسب المكوّن السنيّ و الشعبي العام من كل الطوائف و الأديان و القوميات . . و ليس عسكرياً فقط !!
و فيما يجري التحشيد و الإستعداد و تجييش القوات لمحاربة داعش و الهجوم عليها بهدف انهائها في العراق، و القضاء على الارهاب و الجماعات الارهابية . . بالتمهيد باعادة بناء القوات المسلحة و هياكلها لتضمّ كل العراقيين دون تمييز و توفير مستلزمات التدريب و التسليح الضروري . .
و اتخاذ الإجراءات الرادعة لمعاقبة الفاسدين و صيانة الدولة من الفساد . .
ليصار الى عقد اجتماع لكل القوى و الكتل الفاعلة، القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية، الكتل البرلمانية و التي داخل و خارج البرلمان، القوى و الاحزاب المحركة الايجابية نحو البناء و التقدم و الرخاء، ممثلي كل الأديان و الطوائف، ممثلي القضاء، ممثلي الشباب و النساء، ممثلي الصحافة و الإعلام، و لامكان فيه للارهابيين و فلول بعث صدام و مؤسساته . . لإصلاح و تقرير ماهية مسيرة العملية السياسية اللاحقة و تشرف على انتخابات تشريعية لاحقة يُعمل بضوء نتائجها.
في وقت تشكّل فيه مبادرة السيد الصدر الداعية للمشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة سريعاً وحل الأزمة الراهنة، لإيقاف تدهور الوضع الأمني في العديد من المحافظات . . بالتركيز على الحوار مع السنة المعتدلين وتستثني الصداميين والتكفيريين، و على ان حلّ المشاكل الحالية يجب أن ينطلق من معالجة أزمة المحافظات التي تعاني و تشعر بالتهميش .
الأمر الذي ينسجم مع اهتمام المرجعية الدينية العليا لآية الله السيستاني بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة المقبلة بمشاركة الأطياف كافة . . و قد تفاعلت مع المبادرة غالبية الكتل السياسية
و تناقلت الأخبار تلقيّ استجابات بشأنها من التحالف الكردستاني وائتلافي متحدون للإصلاح والوطنية، حيث تتواصل الاتصالات المشتركة لتفعيل المبادرة وتشكيل الحكومة المقبلة واختيار الرئاسات الثلاث في أقرب وقت ممكن، و بوجوه جديدة . . حكومة ينبغي لها أن تسارع إلى تحقيق المطالب المشروعة لكثير من المكونات العراقية . .

30 / 6 / 2014 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب