الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاكمنا المرسل من السماء

محمد الشرقاوى

2005 / 7 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


سواء كنا مسلمين او مسيحيين او يهود .. فنحن إذن نؤمن بالقدر .. ونرضى بقضاء الله , ولهذ انتفى علينا ان نرفض ألأحكام المستبدة والتى يقوم بها وعليها حكم الرئيس"أطال الله فى عمره" .
فالحاكم المستبد قديماً كان يتلقى حق الحكم من مصدر إلهى .. فلا يكون للشعب إلآ أن يطيعه كما يطيع ألأنسان خالقة .. وكما يؤمن بحكمة السيد الرئيس "أطال الله فى عمره" والتى يتغنى بها كثيراً من جوقة النفاق وأقلهم كثير وألأمثلة أكثر -تماماً كما يؤمن ألأنسان بأسرار وحكمة القدر..
فحاكمنا "أطال الله فى عمره"جاء فى صورة رسالة سماوية عليا من عند الخالق .. رسالة إلهية معصومة من الخطأ حتى وإن ظن الشعب أنه يخطأ .. وهذا هو الخطأ فلا مجال للمقارنة بين عقل حاكمنا "أطال الله فى عمره" وبين جموع عقول الشعب ...!!
حاكمنا "أطال الله فى عمره" جاء إلى ألأرض الخاطئة ليطهرها ومن عليها من الجائم التى ارتكبت عليها .. والشك فى قدرة وحكمة وعدل حاكمنا "أطال الله فى عمره" كالشك فى العقيدة تماماً.. كلاهما شك يخرج من الجنة والشك فى العقيدة يخرج من رحمة الله أما الشك فى قدرة وحكمة السيد الرئيس "أطال الله فى عمره" فيخرج من الجنة ويُدخل جهنم وبئس المصير تحت الارض وفوق الارض ... معتقلات وزسجون وزنازين وما أكثرهم وزبانية التعذيب موزعين توزيع جغرافى بحسب الحملة القمعية"ألأمنية".
حاكمنا "أطال الله فى عمره" حمل على نفسه كسائر النظم الديكتاتورية ألأخرى إبعاد الشعب عن الحكم ,كما أنه جعل من نفسه -وهو الذى لا يرقى ألى هذا المنصب أساساً - قائداً وزعيماً وملهماً للأمة وله كل السلطات وتسقط عنه كل الواجبات اللهم الا واجبات النهب ورعاية اللصوص والمفسدين والقمعيين والى من هم على شاكلتهم ..
أظن أن هناك من سيقول بوجود ديكتاتوريات تعمل لمصلحة الشعب ولكنها قلما تسير فى هذا ألأتجاهطويلاً .. بل سرعان ما تنحرف وذلك بسبب اما نزاعات شخصية أو أختلاف فى الاراء أو بحث عن شهرة ومجد وعظمة فردية وأمامنا مثال ..
نابليون مثلاً كان يحكم فرنسا مستبداً ولكنه وفى بداية حكمه كانت حكومتة من أنجح الحكومات فى العالم ثم لم يلبث ألى ان أصبح هو سبب النكبة التى أودت بفرنسا ...
ولكن ما يجعلنا متفائلين بعض الشئ أن الديكتاتوريات لا تستمر طويلاً لان الديكتاتور مهما بنى حكمه على قاعدة الاستبداد والقمع وما الى غير ذلك فأنه يلجأ فى وقت أزمته أما الى مزيد من القمع بطيش وجنون او أما الى الشعب الذى ما أن يدرك ذلك حتى يحاسبه حساب الملكين ...
ولكن حاكمنا "أطال الله فى عمره" مستمر ومنذ 24عاماً فى حكم البلاد .. ولعل هذا لمحة تفاؤل فى أن ينهى بنفسه هذا الحكم ...
سواء بأخطاء تخرج الغضب من أقوال مكبوتة الى أفعال تنتهى بثورة يتحقق بها العدل والمساواة بين مواطني هذه البلاد ...
سيدى الرئيس .. "أطال الله فى عمرك" أرح نفسك قليلاً وتقاسم أنت وأبنك اعباء العائلة ... وأترك مصر للمصريين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال