الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور من حارتنا (6)

عبد الصمد فكري

2014 / 7 / 1
الادب والفن


التسلط باسم الدين
أصبحت صورة رجل الدين داخل الأوساط الاجتماعية على اختلافها الطبقي هي تلك الصورة الطاهرة البريئة المصلحة المشرقة... التي لا غرض لها في الحياة المنتهية (حسب نظرة رجل الدين) سوى المساعدة والمساهمة في توجيه وتنوير العامة من الناس... – إبتسامة - ... (هذا قول قديم بطبيعة الحال) فقد أصبح إنسان اليوم يجيد قراءة السلوكيات المحيطة من حوله... فهو لم يعد ينخدع بالمظاهر والمواقف التي من شأنها تقديم الإطلالة الحقيقة لبعض من يرتدون ثوب الدين لخدمة أغراضهم الشخصية وتلبية مطامعهم السامية... فالساكنة قد ذاقت ذرعا من تفاهتهم... ومن تصرفاتهم الهمجية المنحطة، مقنعون تحت اللحية الصعلوكية والجلباب الأبيض المنير، والكلمات الملفقة بالانتهازية... معظمها مظاهر خداعة غير حقيقية.
يجتمع هؤلاء قرب المسجد (...) يتبادلون الحديث... يتضاربون بالآراء والمواعظ... ينظرون لغيرهم بتنقيص كأنهم الأقرب إلى الله (تعبير مجازي) وغيرهم لا يساوي ثمرة... يتشاركون الكلام في ما بينهم والدخلاء عليهم هم أقل منهم "تدينا لا علما"... يظهرون بقوة في المناسبات الدينية الدنيوية، ويقدمون بعض الصور والميكانيزمات العقلانية (الغير عفوية) التي قد تنفعهم وتخدم مصالحهم الشخصية...
على كل لا يمكن أن أظلم البعض منهم لكي لا أتهم بعلمانيتي كُرهيَ لرجل الدين (المغشوش)، فأنا في نظر بعضهم كافر بالفلسفة التي درستها، وكل ما أقوله زندقة هرطقة...
على العموم، يترأسون الخدمات الإنسانية والاجتماعية : بناء مسجد بالحي برقم حساب وضعوه رهن إشارة العامة (سخرية) لكن يقررون ويتدارسون كل الجوانب المتعلقة بمصاريف الإصلاحات... يفتتحون محلا (l’magaza) يضعون بها كل لوازمهم وخدماتهم من خلال التكفل بجمع مصاريف المحسنين، وبتذكر مرتين في الشهر دُور أحد المسنين والأبناء المتخلى عنهم وتقديم المأكولات والمشروبات (تبارك الله عليكم)... وأثناء موعد الانتخابات، يترأسون الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية داخل الحي، يترأسون خدمة الإشهار وتوزيع الأوراق، وتحضير الندوات الدعائية ومحاولة التقرب من الساكنة بطريقة استفزازية لخدمة مصالحهم،... وفي جانب آخر يفتتح أحد الأحزاب السياسية المعروفة بالمغرب من الطينة السابقة محلا أخر يحتضن رعاة الدين حيث الأمداح النبوية والندوات العلمية والمساهمات الاجتماعية... كصور غرضها التقرب إلى قلوب المواطنين وترك انطباع إيجابي أثناء فترة الانتخابات...
لقد ظل القناع الديني داخل الحي يشكل ترسيمة نموذجية للوجه الذي يستغل به هذا المدخل المتوارث العريق الثابت منذ ألاف السنين من حيث ازدواجية الخير والشر، ذلك أن الوعي الاجتماعي للساكنة ارتقى إلى مستوى معياري حتم على هؤلاء المزيفين استخدام العديد من الطرق الحديثة والمستجدة التي تتناسب والأوضاع المرهونة (...)
أما العلاقة بين هؤلاء (القناع الديني/ الساكنة/جوهر الدين) فهي علاقة إستغلال ومصالح شخصية، لا دخل للمعتقد في تقرير تجلياتها وتطبيق قانونها وفرض تطبيقاتها ومشروعيتها، فدائما ما كانت العلاقة بين الصانع والرعية هي علاقة حب وود وعشق سامي فاضل وأسمى... هي علاقة انفرادية طاهرة بريئة لا دخل للمطامع المادية والعفوية في تبرير مسارها، والتدخلات الاستعباطية لها هي وسيلة ذو اتجاهين: إيجابي وسلبي، يمكن أن تساهم في إشراقها، ويمكن أن تحط من مكانتها إذا قدمت بطريقة فظة وغير واضحة المعالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????


.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ




.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش