الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالقتل وحده يُرضى الرب !!

محمد سليم سواري

2014 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الأيام حيث تلونت خارطة وطني بدماء أبنائها البررة على كل الأيدي القذرة.. يَكثٌر الكلام عن جملة من المفردات الوطنية والأماني المتواضة ، بحيث أصبح الإهتمام الأول والأخير للإنسان هو العيش بسلام والشعور بالأمان وهو غاية ما يتمناه المواطن بعيداً عن منطق الذبح والقتل وحز الرؤس وسياسة ما تتمناه لأخيك وهوما لا تتمناه لنفسك !
في هذه الأيام حيث نرى ما نرى ونسمع ما نسمع ؟؟ كتبتُ مقالاً عن الحب بعنوان ( عشقي لهذا العالم ) وأقصد به عالم الحب الواسع وليس عالم الحب الذي يعرفه قاصري الفكر والنظر حيث الجنس والحواري والشذوذ.. فكان هناك الكثير من الردود الإيجابية على ذك المقال ولكنني لمحت إشارة من صديقة أكن لها كل التقدير وكأنها تقول ، بأن الوطن في مصيبة كبرى ومحنة أُخرى وأنت تتحدث وتكتب عن الحب ؟؟
نعم أكتب وأتحدث عن الحب والخير والجمال.. وهل تنتظرين منى أن أكتب عن القتل والدماء وتدمير مدن بأكملها وتهجير أهاليها ؟ هل تطلبين مني أن أكتب عن السنة والشيعة والدولة الإسلامية ومناورات تركيا وإيران والسعودية وقطر وأمريكا وتراوح وتردد الكورد وكوردستناني الحبيبة بين هذه الأقطاب المتنافرة والمتصارعة وهي تقدم الأمن والمأوى لمن فقدها ؟ هل تتأملين مني أن أكتب عن خلع الأبواب على العذارى والباكرات للإنضمام إلى فيلق نكاح الجهاد وتهجير أبناء العراق الاصلاء من المسيحيين والمنداويين والإزيديين من بيوتهم ومساكنهم ؟ هل أكتب عن الحكام والمسؤولين الذين جعلوا من الوطن مشروعاً للنهب والسلب والسحت الحرام ومن رجالاتها الأصلاء أسرى لرغباتهم المريضة وأفكارهم المتحجرة ؟ هل أكتب عن الحقد والكره والبغض والخيانة والغدر والتنصل من الواجبات والمسؤوليات والعهود وشراء الذمم تحت مختلف الحجج الشعارات ؟؟
نعم أنا مؤمن بالحب وسأكتب عن الحب الذي أعرفه حتى الرمق الأخير.. ولن أكف عن ذلك مهما طال بيى المقام والمقال !! لأنني على يقين وثقة بأنه لو كان هناك حب حقيقي لما وصل حالنا وحال وطننا لِما نحن فيه ومما هو عليه الآن حيث الإحتلالات والمليشيات والصراعات والتهجير وقتل الأبرياء والذبح من الوريد إلى الوريد .. ألم تكن كل السنوات الماضية والمعاناة السابقة كافية لنتعلم كل طقوس الحب حيث يلغي كل مفردات الشر والأشرار ؟؟
نعم أنا واثق بأن البحث يجب أن يكون عن الأسباب وليس عن النتائج وإن شيوع الرغبة في القتل والذبح وشرعنتها هي النتيجة الطبيعية لسلوك ذوات فقدوا منطق الحب وغادروا عالم الحياة البهية ووقعوا في مستنقع الحقد والكراهية والسادية والشذوذ والسلوك المشين .
نعم عندما يودع الإنسان أي إنسان الحب ويغادر ربيع الحياة ينعكس ذلك على سلوكه فيفعل ما يشاء من الغدر والقتل والدمار وبدون إستحياء ، والذي لا يستحي يفعل ما يشاء .. والذين يفقدون الحب في حياتهم قولاً وفعلاً .. يدمرون كل شيء ويفعلون ما يشاؤون .
نعم قد ترفرف رآيات السلام والأمان لفترة معينة وفي مكان معين ولغايات معينة ولمنطق معين .. ولكن أصحاب القلوب العامرة بالحب والذوات الأبية تأبى نفوسهم إلا أن ترفرف تلك الرآيات بصدق ولغايات جليلة من أجل كل المعاني الخيرة من السلام ، الأمان ، وإسعاد الإنسان الآخر وتقبله بكل آرائه وطروحاته وعقائده وهم مؤمنون بأنه بالحب نستطيع أن نفعل الكثير من الأشياء ونحقق العظيم من الآمال وكما قال سيدنا المسيح عيسى عليه السلام.. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رقيق
مجدي سعد ( 2014 / 7 / 1 - 07:47 )
تحية للكاتب

نعم كم يشح الحب في بلادنا وكم نجد الكراهية والقتل بغذارة

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد