الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الكويت... انها المُحسن الصامت

عدنان فارس

2005 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


دول الجوار العراقي وغالبية الدول الاقليمية تلعب الآن دوراً حاسماً في استقرار أو تدهور الاوضاع في عراق مابعد صدام وبعثه وحيث تصطدم ارادة الشعب العراقي ومساعي وجهود قواه السياسية الديمقراطية في اعادة بناء العراق على اسس جديدة ومتينة وفي مقدمتها اقرار الأمن والقضاء على التسيب الاداري وتوفير الخدمات وتحقيق الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي وإرساء قواعد التأسيس الديمقراطي... العراق الجديد المثخن بالجراح جراء تركة جرائم النظام البعثي البائد وكي يفلح قادة هذا البلد وشعبه في انجاز مهمات الاعمار واعادة البناء فهو بحاجة الى معونة دولية وتحديداً اقليمية وحصراً من لدن دول الجوار معونة تضاهي في اهميتها وضخامتها حملة حرية العراق المظفرة ولكن الذي يحصل هو العكس حيث أكبر دولتين جارتين للعراق ليس فقط لم تتركا العراق وحاله يضمد جراحه وانما تعملان على عرقلة واعاقة أن يقف العراق الجديد على قدميه فلقد اختار النظام الايراني بالتحالف مع النظام السوري وبالتنسبق مع مختلف تنظيمات الارهاب العروبي والاسلامي المنتشرة من المحيط الى الخليج، اختاروا الدفع باتجاه تفشي التدهور الامني والعمل على عدم الاستقرار السياسي في العراق.. وللأسف انهم يحرزون مكاسب لا بأس بها في اللعب بهاتين الورقتين.
يتحمل أغلب السياسيين العراقيين الجدد القسط الأكبر من المسؤولية في نجاح أعداء العراق الجديد في إطالة أمد معاناة الشعب العراقي وذلك من خلال تصرفات وسلوك هذا (الأغلب) في خلق أو اختلاق هموم اضافية وإثقال كاهل الشعب العراقي بمشاكل مفتعلة تحججية مثل صراعات المحاصصة الطائفية والتحريض ضد فيدرالية كوردستان العراق السياسية والتلويح بكتابة دستور يغذي النعرات الدينية والعشائرية ويرسخ التمييز الظالم ضد نساء العراق ويفتت اللحمة الاجتماعية وهذا ما قرأناه في نصوص مسودة المشروع الدستور الدائم الذي طرحته (القائمة الشيعية) وفاجأت به الملأ في الايام الاخيرة، هذا المشروع الذي ينسف في نصوصه الاساسية كل طموحات العراقيين والعراقيات في بناء عراق حر ديمقراطي فيدرالي موحد قوي مسالم مستقر ومزدهر.
مواقف الحكومة العراقية الحالية غير الجدية، بما يكفي، أزاء الارهاب وتنظيماته وجيوشه وميليشياته الطائفية المتنوعة التي تعيث فساداً واجراماً في أغلب مناطق ومدن العراق قد شجّع وحرّض ضمناً، وقد يكون بشكل غير مقصود، على التحرش اللئيم من قبل الارهابيين البعثيين وأعوانهم المحليين والوافدين وكذلك من قبل الرعاع (تربية صدام) على حدٍ سواء بالاصدقاء والحلفاء وتحديداً قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام في العراق وضد دولة الكويت الجار الصديق الوفي... وألاّ بماذا نفسّر هذا التزامن في التظاهر من قبل (البعض) في بغداد ضد قوات متعددة الجنسيات بحجة انها قامت او تقوم هذه القوات بتصرفات مزعومة ضد نفر من أوغاد الارهاب والجريمة وبين تظاهرات الرعاع واعتداءاتهم التي وصلت حد إطلاق قذائف الهاون على الجانب الكويتي من الحدود في ام قصر.. من يحكم البصرة ياعراقيين؟ هل لسلطة الدولة في بغداد التي (انتقدت) اعتداءات الرعاع على مخافر الجانب الكويتي من الحدود.. هل لها نفوذ في البصرة؟
ارض دولة الكويت الطاهرة التي تحولت الى منطلق لجحاقل تحرير العراق.. دولة الكويت التي ساهمت كعضو في التحالف الدولي في إشفاء غليل العراقيين من صدام وبعثه.. مئات الكويتيين الذين دُفنوا أحياءاً مع العراقيين على يد صدام وأزلامه في مقابر جماعية.. نجازيهم بالتحرش والتظاهر المعادي وباطلاق قذائف الهاون؟.. دولة الكويت التي تحدّت الويل والتنكيل والاساءات العربية والاسلامية منذ 1990، والحبل على الجرار، جرّاء موقفها الصلب البطولي والعنيد عندما قالت لا لصدام وابتزازه بُعيد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وظلت وفية عند ( لاءِها ) حتى ساهمت في إسقاط صدام ونظامه.
لقد اقترنت التحرشات (العراقية) ومنذ فترة طويلة بدولة الكويت اقترنت بظروف الاضطراب السياسي وهيمنة سلطة العساكر والشقاوات على مقاليد الحكم في العراق وبقصد تصدير ازمات الهيمنة والاستبداد وكذلك بقصد الابتزاز... ولكن الآن وبعد تحرر الشعب العراقي من قبضة الانظمة الديكتاتورية، بمساعدة دولة الكويت كعضو في حملة حرية العراق المظفرة، وحيث الآن في العراق حكومة تمثل المصالح الحقيقية والعليا للعراقيين علينا ان نعتمد الأسس التالية في التعامل مع دولة الكويت:
اولاً: احترام سيادة دولة الكويت وانها حرة في التصرف داخل حدودها وفق معاهدات واتفاقات الدولتين المُصادق عليها في منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
ثانياً: توطيد وتعميق الصداقة العراقية الكويتية وفق معايير حسن الجوار وتوسيع المصالح المتبادلة بين الدولتين.. واعتماد الطرق المألوفة بين بلدين جارين وعضوين في هيئة الامم المتحدة في التفاهم الصريح والمخلص لحل بعض الاشكالات الحدودية وغيرها التي قد تحدث.
ثالثاً:علينا نحن العراقيين، احزاباً سياسية وتنظيمات شعبية وحكومة، الاستفادة من تجرية الكويت في بناء دولة تكون أرقى من المجتمع لسحب المجتمع دائماً وابداً الى أعلى.
وأخيراً ينبغي علينا نحن العراقيين وحيث نعيش الآن محنة الفزعة الارهابية العربية الاسلامية ضدنا أن لا ننسى ان العراق مطوّق بجوارٍ معادٍ يتحيّن بنا الفرص.. إلاّ الجار الكويتي.. ونعماً بدولة الكويت من جار صديق وفي.
ان تقوية أواصر العلاقة مع الحلفاء والاصدقاء هوضمانة أكيدة في إفساد نوايا المتربصين بحرية وديمقراطية العراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار