الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الواحد العددي بعبع الدولة العربية

محمد بوجنال

2014 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


جدلية الواحد العددي بعبع الدولة العربية
-المغرب كنموذج-


الواحد العددي (الإنسان العربي) يتميز انطولوجيا بالتماثل؛ لكن كموجود يتحدد بالمكان(المجتمع العربي) علما بأنهما يتميزان بالتعدد؛ لذا، فالواحد العددي العربي ليس هو الواحد العددي الألماني، ولا السويدي، ولا الصيني؛ إنه العلاقة الجدلية بالمكان أو قل أنه على مستوى الموجود يستحيل الفصل بين الواحد العددي والمكان. فالواحد العددي هو التعدد والاختلاف الذي هو بنية المجتمع العربي ذاك؛ لذا، فهو يمثل دقة وأشكال العلاقات إما بالتوظيف الإيجابي أو السلبي،إما تجسيدا فعالا لهذه المجتمعات أو سلبا لها ؛والأخير هو ما أرادت وتريد أشكال الدولة السلبية العربية إذ أن العمل على تحريف العلاقة تلك يعني ،وباللزوم، استبعاد الدقة والعدالة لصالح علاقة التفاوت واللاتكافؤ والتجهيل لشرعنة التسلط؛ فوحدات الواحد العددي تتحدد على المستوى العلمي بتعدد العلاقات لكن بوصفها علاقات البناء والإنتاج والإبداع التي هي أساسا علاقات العدالة والحرية ورفض الوصاية والدونية والتمييز السلبي والطبقي. لذا ، فطبيعة هذا النوع من العلاقات بين مكونات الواحد العددي هو ما يمثل المنطق العلمي الذي يجب أن تبنى بمقتضاه ووفق مبادئه المجتمعات العربية حيث تصبح وفقه المجتمعات تلك قادرة على بناء وفهم دلالة تحمل المسئولية؛ فكلما تمكنت من استقلاليتها كلما امتلكت معرفة أدق لتصبح بالتالي مؤهلة ومتمكنة من ضبط وامتلاك حريتها التي هي الإبداع والعدالة أو قل النمو والتنمية في اتجاه التحرير من عادات الخضوع والعبودية وبالتالي الدفاع عن علاقات نوعية بين وحدات الواحد العددي وهو القصد من دلالة الوجود. ومن هنا أهمية قدرات وفعالية مكونات الإنسان العربي إذ كلما كان فعالا كلما كانت جدلية الواحد العددي والمكان إيجابية؛ وعليه، فبما أن الإنسان العربي يفتقر إلى قدرات خلق شروط بناء وهضم جدلية الواحد العددي والمكان، فسيبقى إنسانا متزمتا وتابعا وخادما لأشكال الدولة السلبية العربية بما في ذلك مجمل مثقفيه مهما كانت الحراكات وكلامولوجية مجمل مختلف المؤسسات سواء منها الرسمية أو الحزبية أو النقابية أو الجمعوية. فلا أحد من كل هذه الوحدات يستطيع أن ينكر علمية اللغة الرياضية والمنطقية، لغة تطرح حقيقة البنية المجتمعية ملتزمة عامل الزمن؛ ففيها وبها نتمكن من معرفة معنى تخلفنا والسبل الأنجع لنمونا وتنميتنا. فنحن وفق اللغة تلك نكون حتما أمام أحد الأوضاع الثلاثة: إما العدم أو وجود الموجود أو هما معا. لذا، نقول أن لغة الواحد العددي تتميز بالدقة العقلانية: فهي تتكلم عن العدم كلما كان ذلك مؤكدا بلغة جذر ناقص واحد أو قل الحسم في عدم وجود وحدات؛وعن الصفر كلما كنا في مصاف الحيوانات؛ وأعلى من الصفر أو للدقة الاقتراب منه، علما بأن المفروض، في بداية القرن الواحد والعشرين، في مجتمعاتنا العربي، هو حصول مستوى وجودي متقدم؛ مستوى يمكنها من التمتع بحريتها وامتلاك مصيرها في إطار الوعي بالمسئولية. هذا القول ترفضه أشكال الدولة السلبية العربية المعادية للبناء العلمي الذي هو بناء جدلية مكونات الواحد والمكان؛ ومعلوم أن القول بالبناء العلمي للعلاقة تلك يعني رفق الخرافة والشعوذة وإحياء الموتى ومختلف أشكال التسلط لصالح نمط علاقات تحضر له وتناقشه وتنقحه وتقوم بصياغته وتتحمل مسئولية تبنيه والسهر على تنفيذه ومتابعة خطواته وإنجازاته.وهذا هو معنى العلاقة التي ليست سوى الإبداع والحرية. فالعلاقة بهذا المعنى بين وحدات الواحد العددي والمكان لن تكون سوى النضال ضد أشكال علاقات التسلط والوصاية. هكذا،فأهمية النظر العلمي للعلاقة الجدلية بين مكونات الواحد العددي (الإنسان العربي) والمكان(المجتمع العربي) هي ما يخيف قوى التسلط بقيادة أشكال الدولة السلبية العربية. بإخفاء وتهميش هذا المعنى العلمي للواحد العددي والمكان كانت وما زالت أشكال الدولة السلبية العربية متحكمة تنظيرا وممارسة بدلالة مكونات الواحد العددي وكذا نوعية العلاقة بالمكان معتمدة التأسيس والدعم لمختلف المؤسسات التي أنيطت بها وظيفة التظاهر بالتوافق شكلا بين مكونات الواحد العددي والمكان والسيطرة ضمنا على تحديد العلاقات تلك حفاظا على استمرارية وضعية اقتراب مجتمعاتنا من مستوى الصفر؛ وقد زكت مجمل الأحزاب السياسية علاقة التوافق تلك وهو التوجه ذاته لمجمل النقابات والجمعيات.في هذا السياق، كان وما زال الواحد العددي والمكان يخضعان لرعاية ورقابة أشكال الدولة السلبية العربية حفاظا على المستوى الأدنى رياضيا للعلاقة تلك بين الطرفين وهو ما مكنها ويمكنها من تحريك مختلف مكونات الواحد العددي وفق العلاقة التي أفرغتها وتفرغها من مؤشرات الصراع والتسلط والاحتكار.
وإذا المغرب اليوم كنموذج نجد صحة أطروحتنا واضحة؛فالعلاقة بين الواحد العددي(الإنسان المغربي) والمكان(المجتمع المغربي) تتحدد في كونها علاقة توافقية شكلا ومتسلطة عمقا.فلا بد من أن نشير إلى أن شكل الدولة السلبية المغربية (العائلية) يدرك خطورة العلاقة الجدلية العلمية بين الواحد العددي والمكان. لذلك، أسس ويؤسس لمختلف الشروط الكفيلة بإبراز العلاقة تلك بغير حقيقتها مظهرا إياها بكونها علاقة المساواة والتسامح والمشروعية والعدالة الاجتماعية، وأن غيرها شيوعية يجب اجثتات وتجفيف ينابيعها؛ ومن هنا نفهم الاختطافات والمتابعات والتلفيقات ناهبك عن تهميش الكفاءات وتجميد التعليم؛ ولا ننسى أنه اليوم قد تمكن من استيعاب مجمل وحدات الواحد العددي النقيضة له سابقا علما بأنه يعمل جاهدا بمختلف مؤسساته على اختراق باقي الوحدات المستعصية لحفزها على التكيف وقبول الاحتواء, ومن هنا نفهم مواقف مجمل الأحزاب السياسية بقيادة حزب العدالة والتنمية إذ أن العلاقات بينها تفتقر العقلانية والفعالية والابداع؛ فالواحد العددي علميا لا يتضمن العفاريت والتماسيح ولا الميوعة ولا أشكال العنف اللفظي؛ فذاك هو أحد مواضيع الأمراض النفسية التي يتم عرضها على مستشفيات التحليل النفسي. فالمقدمات المريضة تفرز علميا البرامج والنتائج المريضة؛ وبلغة أخرى لا يوجد في العالم عالم رياضيات أو منطق أبرز وقدم لنا براهين عن أن وحدات الواحد العددي تضم الغيب، والنور والإحسان والجنة والنار، والقدسية، والخلافة، والشرفاء، والأولياء، والكفر، والملائكة، والشيطان، والتواكل، والقدر، والصبر، والوصاية، ونزول المطر، وهلم جرا. إن وحدات الواحد العددي بهذه الدلالة، وهو حال الواحد بالمغرب، هو واحد يوجد خارج التاريخ، وبالمعنى الفلسفي نقيض علمية الموجود. إذن نحن أمام واحد عددي يفتقر العلم والعقلانية وهو وضع أفرز ويفرز باقي الوحدات كأصفار أو أشباه أصفار أو قل أنه الإعدام الأخلاقي والحقوقي . وعليه، فوفق هكذا علاقات جاهلة بمعنى الوجود والموجود المغربي، نكون أمام تزييف وتهميش الوحدات الضحية داخل الواحد التي هي الطبقة المقهورة المغربية في بنائها الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الواحد العددي يقوده حزب العدالة والتنمية الذي أخرجه من وضعه الحقيقي – كما سابقوه- إلى وضع يتميز بالميوعة والعقد النفسية والمواقف المرتبكة والمتعصبة. ولا شك أننا برجوعنا إلى أدبيات التحليل النفسي، نجد أن هكذا مميزات تجد تفسيرها في القول أن" الرجل طفل مرحلته" التي إما أن توقف نموه وإبداعه ليكون ويستمر "حيا ميتا" وهو ما لا يقبله المنطق الداخلي للواحد العددي، وإما أن تؤسس للانفتاح الإيجابي لنموه وإبداعه. لقد سبق أن قلنا أن الواحد وحدات تربطها علاقات تم العمل على تحريفها وتزييفها وإظهارها بغير حقيقتها؛ وحدات تحددت وتتحدد تراتبيتها وفق ميزان القوى حيث الهيمنة لشكل الدولة السلبية المغربية، والتشريع والمحاسبة لبرلمان مفصل على المقاس، والتنفيذ والتدبير لحكومة تفتقر العقلانبة والنضج والتجربة، والتسخين والإطفاء لأحزاب متخاصمة شكلا ومتكتلة ضمنا؛ وهي مؤسسات تفتقر الاستيعاب والنظرة العلمية للعلاقة بين الواحد العددي والمكان أو قل مؤسسات التحريف وقلب الحقائق كل واحدة حسب المستوى المحدد لها. لذا ، فمكونات الواحد العددي المزيف بالمغرب، مكونات تتميز بالانفصال عن المجتمع المغربي التي تعتبر وجوده يساوي أو أقرب من الصفر؛ فالارتباط العلمي ملغى وغير مرغوب فيه لصالح الارتباط المزيف والشعبوي من قبيل الوعود الكاذبة والشكليات المناسباتية كدفن الأموات وتناول البيصارة ومسرحة الأحداث وهلم جرا.
وعموما، فالعلاقة العلمية بين مكونات الواحد العددي من جهة، وبينه وبين المكان من جهة ثانية موجودة وفق قوانين الوجود؛ فكلما توفرت شروط دينامية العلاقة تلك كلما كانت الشعوب العربية منتجة وناضجة ومسئولة وهو الوضع الذي يتوج بين الفينة والأخرى بما نسميه " بالحدث- المفاجأة " الذي إن هو سوى المستوى الأرقى لجدلية العلاقات بين مكونات الواحد العددي والمكان وبالتالي حصول العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات أو قل القطيعة بين عصر التسلط والفقر والانتهاكات وعصر الحقوق والواجبات. إلا أن هذه الشروط والإمكانات ظلت وبقيت سجينة أشكال الدولة السلبية العربية نقيضة العدالة والإنتاجية والإبداع والحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في