الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلسة البرلمان.. فاصل ونعود

حسين القطبي

2014 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


العيون مفتوحة، والاذان تصيخ السمع لاجهزة التلفزيون، عطلة رسمية في بغداد بسبب عقد جلسة البرلمان، والعراقيون يترقبون.. فقط لمعرفة اسم المرشح الشيعي لمنصب رئاسة الوزراء...
وسبب هذا الترقب الساخن هو التعويل على اسم الرئيس القادم من اجل استقراء الاسابيع المقبلة، وطريقة تعامل الحكومة الجديدة مع "عصابات داعش"، ولايجاد حل لاكبر مشكلة تعصف بالكيان العراقي منذ تأسيسه في العام 1921 الى اليوم.
ومع توارد اخبار الحرب، وتجاوز عدد الضحايا في الشهر الفائت لحاجز الـ 5500 شخص (خلال شهر)، فان الاعصاب المتوترة تتفاعل مع الاحداث على مدار الدقائق، ومع جلسة البرلمان هذه بالتحديد مع كل حرف يقال وكل ايماءة على الوجوه.
ووسط هذه الرهبة والمتابعة التي فاقت مجريات المونديال، ظهر السادة النواب في البرلمان في منتهى الاسترخاء، وهم يناقشون الفترة المناسبة لرفع الجلسة بعد اداء القسم.
"غدا" اقترح السيد ابراهيم الجعفري بهدوء.. "اسبوع" قال اخر من الصف الخلفي.. "اسبوع.. اسبوعين.. شهر" اضاف الجعفري بكل برود واريحية، وهو يملأ الكرسي باسترخاء في الصف الاول من المقاعد.
الاخرون تحولوا الى "خبراء قانون" في نقاش مقهى لم تنقصه سوى وقع احجار الدومينيو، حول استخدام مفردة "رفع الجلسة" او "التأجيل"، حول مصطلح "اشعار اخر"، او "تحديد موعد"، او حتى بأعتبارها "جلسة مفتوحة" بدون موعد جديد لانعقادها.
وفي هذه الاجواء بدا البرلمانيون وكأنهم في رحلة استجمام، حتى دون استخدام ماكياج الشعارات الدينية ولا الوطنية وكأن الصيام قد اثر في هبوط ضغط الدم، وكأن المالكي الذي تراقب الكاميرات شفتية، وحركة اصابعه، لم يقوى على المشاركة في هذه "المحادثات العائلية" بحاجة الى حقنة ادرنالين.
شعب في خارج الخضراء يترقب، في هذا اليوم الذي اعتبر عطلة رسمية فقط من اجل هذه الجلسة، يصارع الحر والكهرباء من اجل متابعة الحدث، ونخبة "منتخبة" نصف نائمة في قاعة التبريد المركزي تطالب بتأجيل البت في اهم قرار سياسي في حياة هذا الشعب الى موعد غير محدد.
في الساحات المتربة، تواصل اللجان المختصة تجنيد المزيد من الشباب، من العوائل الفقيرة بالتحديد، باغراء 660 دولار شهريا، في فرق المتطوعين من اجل مواصلة المحرقة البشرية التي اشعلتها داعش قبل ثلاثة اسابيع.
وامام اجهزة التلفاز عقلاء ينتظرون تشكيل الحكومة الجديدة، عسى ان يكون في وسعها اتخاذ اجراءات اكثر عقلانية، او على الاقل تجيد استخدام طرق بديلة تقلل من نسبة الخسائر البشرية ومحاصرة الارهاب باقل الكلف البشرية.
الا ان الرجال، والنساء المخولون بايجاد الحل، تحت قبة البرلمان، يبدون وكأنهم في زمن اخر، او مكان بعيد، خارج درب التبانة، يتبادلون اقتراحاتهم في قاعة التبريد المركزي، لتحديد مصير العراقيين القابعين على صفيح ساخن، حول كم ستطول مدة الفاصل الاسترخائي، بين حلقات جلستهم بعد ان وصلوا الى نقطة الـ"فاصل ونعود".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو