الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : الوحدة الوطنية و الديموقراطية هي الرد على الفاشيين أعداء الحرية

التهامي صفاح

2014 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




1-على الذين يشجعون إنفصال كردستا ن العراق الآن أن يكفوا عن هذيانهم المريض ويساعدوا العراق بصمتهم على الاقل .
سمعت تصريحات لا أتذكر لمن ولا يهمني من قالها المهم أنهم قالوا :"إن إستقلال اقليم كردستان قد أصبح واقعا ملموسا على الأرض " .مثل هذه التصريحات في هذا الظرف بالذات ليست في صالح وحدة العراقيين و وقوة إقتصادهم و ديموقراطيتهم رغم أن تقرير المصير كحق للشعوب لا غبار عليه .
أصحاب تلك التصريحات يعبرون بوضوح على أنهم يحسدون العراقيين على ثرواتهم الطبيعية وتنوعهم الاثني والديني وتخلصهم من عقود عديدة من الإستبداد والتكبر و الاحتقار الصدامي المقبور و بداية تحاورهم وتنسمهم عبق الحرية ويخافون من تجربة الديموقراطية العراقية اذا وقفت على رجليها ..لان هذه التجربة كلما حصلت في بلاد الا وأغنت العالم الانساني باشياء جديدة تساهم في الارث المتحضر للانسان في عصرنا .
هؤلاء يريدون للأزمة العراقية أن تستمر وتستمر معاناة الشعب العراقي البطل الطيب ولأعدائه الآخرين أن يتكاثروا مثل الفطر تحقيقا لمصالحم الآنية أو إنتقاما من تاريخ الشعب العراقي غير مسؤول عليه.وبالتالي فأصحاب تلك التصريحات لا يمكنهم أن يكونوا أصدقاء للعراقيين ولا للأكراد مهما نافقوا إنهم يعبرون بوقاحة عن عدائهم للجميع . فالحديث عن إستقلال كرستان الآن في ظل الأزمة هو تدخل وقح في شؤون العراق الداخلية ومساهمة في تأبيد أزمة العراق طالما أنهم يمارسون السلطة و مسؤولون في دول و ليسوا كتاب رأي مثلنا مترفعون عن الطمع في أي مناصب سياسية.
2-على مسعود برزاني أن لا يخون أشقاءه في العراق :
المشكلة هي أن الأكراد وخاصة زعيمهم الأبدي مسعود البرازاني سيقال عنهم أنهم خانوا أشقاء لهم في وقت الأزمة و الشدة و أنهم جبناء أمام المعتدين على حق الشعب العراقي في تلمس طريق علم السياسة و الوفاق الوطني وبناء المؤسسات الديموقراطية والجيش و الإقتصاد الوطني القوي و الأجهزة الأمنية الكفأة والهيئات القانونية المستقلة المراقبة لسير المؤسسات و التي جميعها هي المناعة ضد أي إعتداء أوخيانة أو خرق لسيادة القانون على الجميع بنفس القدر ،وبالتالي لممارسة الشعب العراقي سيادته وحريته كاملتين غير منقوصتين على كل التراب العراقي و إعطاء الإحترام للمواطن العراقي في الخارج الذي سيفتخ بكل تأكيد بساسته وانتمائه الوطني .
على مسعود برزاني أن لاتهمه الزعامة الشخصية الأنانية و إنما القيم المضافة و المؤسسات القوية لشعبه التي لا يجب أن ترتبط بشخص ما و إنما بقيمة الشعب الكردي كله و أخلاقه و عبقريته في المساهمة في إستباب الأمن والإستقرار في المنطقة لصالح السكان. لأنها هي صمام الأمان له وللشعب العراقي ككل التي لا تعطي الأعداء فرصة تفتيت قوة هذا الشعب .و أي نزاعات بالقرب من الحدود الكردية هي مشكلة مستقبلية دائمة للجميع .فقد يشجعه البعض على نزعته الإنفصالية مرحليا ريثما يمتلك من القوة ما يجعله يجهز عليه لاحقا أمثال الدواعش ورموز نظام صدام الذين إلتحقوا بالقاعدة ضدا على ديموقراطية العراق وسيادة شعبه وحريته وقوته .و لا أدل على ذلك خرجات المجرم عزت الدوري الشاهد والمساهم في جرائم صدام ضد الإنسانية والتي عانى منها جميع العراقيين بنفس القدر. فلا يجب التخلي عن أي عراقي كيفما كان اليوم كواجب أخلاقي كي لا يحصد الإنسان مازرع غدا.لأن الذي ينصح بالقفز من السفينة اليوم لا يدري المرء ما يخبؤه له غدا .
ويبدو أن الفدرالية كهيكل بنيوي سياسي وترابي وليس التقسيم (كما ورد على لسان بعض السياسيين العراقيين) وكحل أمثل داخل الوحدة الذي يحقق الحكم الذاتي والقوة والتميز داخل الوطن الواحد والذي تعززه أمثلة حية ومعروفة من محيط المنطقة القريبة، لا يجب أن يشكل أولوية في الوقت الحالي و الظرف المأساوي الذي يعرفه أمن العراق و إنما هدفا مستقبليا يباشر حوله لاحقا حوار سياسي حكيم عند استباب الامن للعراقيين.
3-من اجل مصلحة العراق العليا على المالكي أن يتحلى بالشجاعة و يعترف بفشله في إدارة ملفات البلاد ويستقيل.
في الدول الديموقراطية كلما حدث حدث خطير تحت المسؤولية المباشرة للممارسين للسلطة إلا و إعترفوا بمسؤوليتهم وقدموا إستقالتهم كاعتراف بالفشل .الآن وصل الدواعش لنينوى وغيرها ولم يحرك الرجل ساكنا في إتجاه الاعتراف بالخطأ .ماذا ينتظر الرجل ؟ لا ندري . الاستقالة المطلوبة او التنحي لا يعني اعتزال السياسة وانما تغيير الوجوه ليخلف ارتياح المتضررين من سياسته .انه نوع من الراحة البيولوجية للسياسيين انفسهم .
والمطلوب اليوم في ظل الأزمة الراهنة على وجه السرعة التي لا تحتمل التأجيل حكومة حازمة تمثل كل العراقيين شيعة وسنة و اكراد وغيرهم وتعبر عن تطلعاتهم ولا تتساهل مع المستخفين بأمنهم كيفما كان موقعهم (سواء من المسلحين الدواعش أو الصداميين الخ...) و تحقق سلامة المواطنين وحمايتهم من المعتدين والمجرمين و تلاحق هؤلاء في جحورهم حتى تحقق العدالة فيهم .
حتما الكتل السياسية للشعب العراقي اذا تباطأت في تشكيل الحكومة ولم تغلب المصلحة العليا للبلاد على مصالحها و مطامحها الشخصية فكأنها أعطت الأعداء الفاشيين الجدد باسم الإسلام (الصداميين وتنظيم داحش وغيره) فرصة ذهبية للإنقضاض على حقوق العراقيين وشعوب المنطقة كلها .فهم لا يملون من التكرار على مسامع الجاهلين في خاطاباتهم "أنظروا ماذا جنت الديموقراطية على أصحابها من تشرذم وعدم إستقرار في مصر وتونس وليبيا والعراق ..و الحل هو الخلافة على منهاج النبوة التي لا تفسير لها و لا وضوح الا في اذهانهم هم وكأنهم فهموا أن معنى الديموقراطية هو التشرذم ولم يعطوا امثلة من اسبانيا وكندا واليابان و غيرها .
وهنا تلتقي أهداف هؤلاء الفاشيين مع الذين شجعوا بارزاني على الانفصال عن العراق كإلتقاء على حسد وعرقلة جهود أهل العراق من بناء دولة الد يموقراطية و القانون التي يجب أن تشنق كل متحجر أو رجعي يقوم بجرائم ضد العراقيين ولا يؤمن بالحوار السياسي و يحمل السلاح ضد هياكل الدولة من أجل إثارة الفوضى في المنطقة وفرض رأيه بالقوة على الجميع أو العبث بأمن المواطنين.
وقد سمعت أمس تصريحات غريبة لأياد علاوي تشترط حضورنوابه لجلسات البرلمان بخارطة طريق واضحة في هذا الظرف الذي تحتاجهم الجماهير الذين صوتوا لصالحهم كنواب من واجبهم الوطني أولا الحضور الدائم للمشاركة في النقاش سواء أفضى لحلول أم لبدايا ت حلول طالما جندوا انفسهم لخدمة الشعب العراقي كله .
إذن أمام التدخل الايراني المباشر في شؤون العراقيين و تخاذل امريكا و تشجيع بعض الدول العربية غير الديموقراطية منها السعودية و قطر للدواعش وغيرهم لاذكاء النعرة الدينية والذين وجدوها فرصة ليفعلوا مافعلوا ويسيطروا على اجزاء من العراق ، فإن المصلحة العراقية الآن هي في المصالحة الوطنية والاعتماد على الذات و ايجاد صيغة للتوافق على حكومة وحدة وطنية تمثل كل الاطياف ولا تقصي احدا أو تترك الباب مفتوحا امام امكانية التناوب المرحلي في حال عدم اثبات الكفاءة من طرف الوزراء في المهام الموكلة اليهم ، ليؤدي ذلك لإنطلاق قطار الدولة و وحدة الشعب والجيش و الاجهزة الامنية .
وكما يقال لا حياة مع اليأس ، فليترك الجميع اليأس ويشمر ساعده لخدمة العراق بتفان ونكران ذات وتضحيات قبل فوات الأوان و الإنزلاق من حيث لا يدري المرء إلى داخل الرمال المتحركة التي تبتلع و تؤدي لتفتت البلد وتحوله لدولة فاشلة كالصومال .
تحياتي للشعب العراقي البطل الصابر
تستطيعون رفع التحدي وفعل المستحيل لأنكم أبناء العظماء و الطيبين و حضارات عريقة في التاريخ يخاف الأعداء من أن تستيقظ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني