الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورد النيل والصعيد المظلوم !

فتحى حسين

2014 / 7 / 3
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ورد النيل والصعيد المظلوم !
فتحي حسين
كنت في زيارة قصيرة ناحية صعيد مصر وبالتحديد في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا من أجل إنجاز مهمة ما ومكثت هناك في المدينة ما يقارب الايام الثلاثة , حيث شاهدت بعيني مدي المعاناة والاّلام التي يعاني منها أهالينا هناك من عدم اهتمام الدولة به منذ عقود من الزمان, فقد ألقت الحكومات المتعاقبة مطالب الصعيد وأهله ومشكلاتها في صفيحة القمامة الروتينة وابعدتها من حسابتها تماما , فأضحي الصعيد – معظمه- بلا خدمات صرف صحي ومياه نظيفة وانقطاع دائم في الكهرباء تصل الي 8 ساعات فأكثر يوميا في قري بأكملها وقد شاهدت هذا بنفسي عندما انقطعت الكهرباء عن قرية بأكملها مثل قرية السمانية بنجع حمادي التي استقريت بها فقد ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بالاضافة الي انقطاع المياه أيضا بشكل لم اراه من قبل , ناهيك عن ان هناك قري بأكملها لا تزال تعتمد علي الترنشات وليس لديها صرف صحي , والطامة الكبري رأيتها بأم عيني وهي أن الاراضي الزراعية من حولي علي امتدادها الطويل بالكيلو مترات والافدنة يتم رويها بمياه الصرف الصحي والترع والمصارف لعدم توافر المياه النظيفة لذلك , بالرغم من قرب القرية لنهر النيل ,وعندما سألت عدد من أصحاب الاراضي هناك أكدوا لي أن الدولة لا تساعدهم ولا توفر لهم مياه النيل لري الارض فيلجأون الي رأي الاراضي بمياه الصرف الصحي والمجاري في القري التي تتعدد اضرارها علي الصحة العامة وتتغذي بها الخضروات والفاكهة وكافة المحاصيل الاخري , الامر الاخر الذي لا يقل خطورة عن هذه الكارثة ظاهرة انتشار ورد النيل في مختلف مناحي النيل وفروعه في الصعيد دون ان تهتم الدولة بالقضاء عليه لانه وفقا لاحدث الدراسات العلمية يستهلك يوميا حوالي 10 لتر من المياه في حين يستهلك الانسان لشرابه 2 لتر الامر الذي يسبب فاقد كبير في المياه بشكل يفوق مخاطر سد النهضة الاثيوبي علي البلاد بينما الدولة لا تهتم بالقضاء علي هذه الظاهرة المنتشرة في صعيد مصر علي امتداده علي نهر النيل ..
وهناك العديد من الظواهر السيئة المنتشرة في هذه المناطق بالصعيد المصري المنسية من أجندة المسئولين علي مر السنين مثل مشكلة البطالة والفقر وانتشار الامية والمرض في كل بيت من بيوت الصعيد وظاهرة الزواج المبكر للفتيات والختان للفتيات وغيرها من الظواهر التي هي بعيدة عن فكر واهتمام المسئولين والدولة فالي متي ؟؟
لذا فالصعيد المهمل منذ عشرات السنين بل مئات السنين يحتاج الي تدخل سريع من الدولة ومن المسئولين لاسيما أن الصعيد هو من خرج منه كبار المثقفين والادباء والشعراء والعلماء واساتذة الجامعات والصحفيين والاعلاميين والفنانين ..
كما أن الصعيد هو أخر مكان يمكن أن يتأثر بما يحدث في العاصمة والمدن الكبري فالثورتان في يناير ويونيو لم تصلا الي الصعيد علي الاطلاق فلم تتحقق العدالة الاجتماعية هناك ولا يزال هناك الكثير لم يتحقق حتي الان ويمكن للصعيد أن يعلن استقلاله عن الدولة اذا اراد واذا ظلت الامور هكذا دون تغيير فيه الي الافضل ..
والسؤال هنا هل يدخل الصعيد ضمن اهتمام الرئيس الجديد المشير عبد الفتاح السيسي الذي يتملك الرؤية المستقبلية سياسيا وأمنيا واقتصاديا للصعيد في الفترة المقبل ؟؟ لاسيما بعد تردد انباء عن محاولات جماعة الاخوان المتخلفون المتأمرون في استقطاب بعض قري الصعيد اليهم في محاولتهم لزعزعة الاستقرار في البلاد ونشر العنف والارهاب في هذا الجزء الغالي من أرض مصر .. ونحن بدورنا ندق ناقوس الخطر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية