الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثاني من مناقشة مع السيد محمد كشكار حول ما نشره متابعة لجلسة تقديم كتابات أخرى لبشير الحامدي 2 من هم أعداء الثورة بالتحديد و ما تعريفنا للطبقة الموكول لها الثورة والإطاحة بنظام رأس المال وما مدى تلاؤم ذلك مع التعريف الماركسي الكلاسيكي

بشير الحامدي

2014 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الجزء الثاني من مناقشة مع السيد محمد كشكار
حول ما نشره متابعة لجلسة تقديم كتابات أخرى لبشير الحامدي
ـ 2 ـ
من هم أعداء الثورة بالتحديد و ما تعريفنا للطبقة الموكول لها الثورة والإطاحة
بنظام رأس المال وما مدى تلاؤم ذلك مع التعريف الماركسي الكلاسيكي

في الجزء الثاني من المحاورة مع السيد كشكار سنتعرض لسؤاله الثاني مَن هم أعداء الثورة بالتحديد؟ و هل يُعتبر المنغلقون لاهوتيا (حسب مصطلح هاشم صالح) أو المنغلقين إيديولوجيا، و بعضهم إرهابيون بالقوة (en puissance) والعبارة له أعداءً للثورة و هل ستنصب لهم المشانق؟" ولسؤاله الثالث حول تعريف الطبقة الذي ننطلق منه ومدى تلاءم هذا التعريف مع التعريف الماركسي الكلاسيكي.
نبدأ أولا بالتأكيد على أننا في تحديدينا لأعداء الثورة أو للطبقة الموكول لها الثورة لا نقوم بمقاربات نظرية تاريخية مفصولة زمنيا عن الحدث الذي تعالجه بل إننا نقوم بقراءة للواقع ملموسة حينية ونصوغ استنتاجات من صراع يجري أمامنا ونساهم فيه ميدانيا أي بعبارة أخرى إننا صرنا نتحدث عن الثورة ونحن من داخلها قريبين جدا أو مرافقين للفاعلين فيها ولا يفصلنا عنها أي حاجز لازمني ولا جغرافي. فالثورة لم تعد في الكتب أو في التاريخ بل صارت تمشي أمامنا في الميادين والساحات ومنذ 17 ديسمبر 2010 كانت قد خطت خطوة أو خطوات في الواقع وبدأت شيئا فشيئا تتجرد من لبوسها كحلم وتتجسد أمامنا بكل تناقضاتها وغموضها وترددها وعنفوانها وضعفها وجموحها كواقع ملموس.
لذلك كانت كل مبادراتنا وممارساتنا وفعلنا واستنتاجاتنا ومواقفنا و أطروحاتنا ومعالجاتنا كلها نابعة من الانصهار بهذا الواقع ومكابدة كل مشاقه وتناقضاته وصدماته وصفعاته من أجل التأثير فيه: إنه مسار 17 ديسمبر الثوري المتواصل إلى اليوم .
وهكذا إذن فأعداء الثورة لم يعودوا أعداء محتملين أو يقع تحديديهم نظريا أو مقاربتهم حسب وقائع أخرى إننا صرنا نعرفهم وندركهم ليس كأشباح ورموز فقط بل لقد حتم عليهم الصراع أو مسار 17 ديسمبر أن يخرجوا رؤوسهم من الظلام ويطلوا بقاماتهم فتبيناهم من أيديهم ووجوهم الملوثة بدماء الشهداء وبدمائنا على امتداد أكثر نصف قرن وبأسلحتهم التي شهروها علنا ضدنا. صرنا معهم وجها لوجه إنهم التحالف الطبقي المكون من البرجوازية الوكيلة السمسارة اللاوطنية العميلة وحثالة الرأسمال المتوسط الفاسد الذي أنتجه تراكم مرّ على رقاب الخدامة والمستهلكين وبيروقراطية في أجهزة الدولة الإدارية والسياسية و المنظمات المهنية الدائرة في فلك رأس المال مكونة من لفيف من المرتشين والطفيليين المتمعشين من الصفقات الوسخة والفساد ومن السلم الاجتماعي والبيع والشراء في حقوق الجماهير المفقرة والمستغلة والرازحة في دائرة الفقر المعمم على الأغلبية.
هؤلاء هم أعداء الثورة أعداء مسار 17 ديسمبر الثوري هؤلاء هم من نطلق عليهم مافيا المال والسلاح و الاعلام . إنهم كذلك البيروقراطيات الحزبية والجمعياتية والنقابية من اليمين واليسار التي عادت وتعادي الثورة إنهم تلك التنظيمات الممولة والمرتبطة برأس المال وبمراكز نفوذ سواء حكومات أو شركات أو بنوك إنها تلك التنظيمات التي حالت دون تجذر مسار 17 ديسمبر ووقفت في وجهه وحولت الثورة إلى انتقال ديمقراطي وانتخابات والمحاسبة إلى مصالحة والصراع ضد القديم الفاسد الى وفاق معه.
إنها الأقلية المنظمة والمنضبطة لقرارات مافيا المال والسلاح والإعلام التي قادت الانقلاب والتي بيدها كل القرار السياسي والعسكري و المخابراتي هذه المافيا هي مجموعة ذات نفوذ لا حدود له تستمده من سيطرتها على راس المال المحلي ووكالتها للقوى الاستعمارية وعمالتها لاستخبارات الأمريكية والفرنسية والصهيونية وغيرها وتحكمها المباشر في بيروقراطيات العسكر والبوليسية أي من امتلاكها أساسا للمال والسلاح.
نأتي الآن لقولة "الثورات التي لا تنصب المشانق لأعدائها تقصف المقصلة رقاب أبنائها ومن فجروها" وهل المنغلقين لاهوتيا أو المنغلقين إيديولوجيا حسب عبارة السيد كشكار ستنصب لهم المشانق. أولا هذه القولة هي ليست جديدة لقد قالها "سان قوست" زمن الثورة الفرنسية وقالها آخرون بصيغ مختلفة ولكنها ستستمر تُردد مادام هناك ثورات وثورات مضادة وما دام الصراع سجالا بين الطبقات الطامحة للتحرر والطبقات المستغلة والمستبدة لكن الأهم هو القول بأن نصب المشانق كان دائما حالة طبيعية في تاريخ هو تاريخ صراع الطبقات ولم يكن من الممكن تفادي نصب المشانق لأنه لم يكن من الممكن التقدم دون آلام ودماء. هذه القاعدة ستبقى قائمة مادامت هناك أقلية مسيطرة مستبدة و أغلبية مستغلة مقموعة في كل شبر من الكون.
الثورة ليست حدثا يتكرر يوميا ومشانق الثورة ليست مشانق تنصب يوميا إنما المشانق المنصوبة يوميا هي مشانق رأس المال. لننظر كم يموت من إنسان يوميا جراء الحروب والصراعات باختلاف أنواعها لنحصي كم يموت من انسان يوميا جراء الجوع والمرض الممكن معالجته إلخ. لننظر إلى كل ذلك وسنكتشف أن وراء كل ذلك قوى الثورة المضادة أو الطبقة الرأسمالية العابرة للقارات والحدود والقوميات والوطنيات و أن مشانق الثورة لاشيء أمام هذه المشانق المنصوبة يوميا وعلى مرّ التاريخ. لنعد إلى مسار 17 ديسمبر ولنلاحظ أن المشانق التي نصبت كانت فعلا مشانق ضد الثوريين ضد الشباب الثائر.
لننظر لقائمة الشهداء و الجرحى وسنكتشف انها كانت فعلا مشانق للفقراء والمعدمين والمبعدين والمستغلين. إن قوى الثورة المضادة كانت تدرك جيدا أن المسار إن تجذر ستجد نفسها على ألواح مشانق الثوار لذلك بادرت ومنذ ظهرت ملامح هذا التجذر إلى تغيير استراتيجياتها وانقلبت على المسار والتفت عليه و أجهضته وبدأت في عملية تطويعه من أجل بقائها وترميم نظامها وهو وضع مستمر إلى الآن وسيتواصل باعتبار تواصل المسار الذي صارت تعبر عنه الأزمة التي يتخبط فيها الانقلاب أكثر مما تعبر عنه حركة القوى الثورية أو حركة الجماهير التي خبت وخمدت ولكنها لم تمت ولم تستسلم بعد.
المشانق مفترض أن تنصب لأعداء الشعب لا لأبناء الشعب .
المشانق مفترض أن تنصب لمافيا المال والسلاح والإعلام وللفاسدين في عهد بن علي ولكل من أجرم في حق الشعب من 1956 إلى اليوم.
المحاسبة قاعدتها طبقية لا ايديولوجية
المحاسبة قاعدتها حقوقية لا حزبية
المحاسبة قاعدتها عدالة أصاب الحق لا منظومة قوانين نظام الاستبداد والفساد.
من في صف أصحاب الحق سيكون في صف أصحاب الحق من موقعه الطبقي ومن دفاعه عن حقوق الأغلبية: الحق في السيادة والحق في الثروة والموارد وكل الحقوق الأخرى لا من موقعه أيديولوجيا يعتنقها أو حزب ينتمي له.
الثورة والثوريون ليس واردا في مهامهم نصب المشانق لمن يختلف معهم أيديولوجيا أو منغلق أيديولوجيا [الانغلاق الأيديولوجي ليس يمينيا فقط إنه كذلك يساريا ستالينيا أو قوميا شوفينيا بالتحديد ]
سيبقى هذا الكلام كلاما نظريا لأن المسألة تحسم على الأرض وفي الصراع أكثر منها في الأدمغة إن معركة الحقوق والتحرر معركة الأغلبية ضد الأقلية هذه الأغلبية المتنوعة من حيث القناعات الفردية و الأيديولوجية والميول والرغبات والثقافة والعقيدة الموحدة من حيث المصلحة الطبقية والحقوق والمشروع التغييري هي الحقل الذي ستحسم فيه كل تناقضاتها الخاصة كما تناقضاتها مع عدوها الطبقي. المعارك داخل الأغلبية التي تقاوم معارك جزئية وقد لا تكون عنيفة ولكنها شاملة وعنيفة وحاسمة مع عدوها الطبقي مافيا المال والسلاح والإعلام وكل من يقف مع هذه المافيا بشكل مباشر أو غير مباشر.
مصطلح الأغلبية يجرنا إلى السؤال الثالث للسيد محمد كشكار وهو ما مدى تلاؤم التعريف الذي ننطلق منه للطبقة مع التعريف الماركسي الكلاسيكي لها.
يبقى دائما مفهومنا للطبقة معتمدا على التحديد الماركسي في عموميته. لم تعد الطبقة العاملة وحدها المعنية بأمر الإطاحة بنظام رأس المال إن رأس المال وسّع من قاعدة معارضيه حتى صارت كتلة طبقية واسعة جدا أغلبية في المجتمع مكونة من كل الذين لا يملكون راس مال ينتج فائض قيمة ويستغلهم ويطحنهم رأس المال ولا مصلحة تاريخية لهم في تواصل هذا النمط من الانتاج وتتقارب جدا طريقة عيشهم كما علاقتهم بالنظام وبأجهزة النظام وهم الخدامة والمعطلون وشريحة الشباب التلمذي والطلابي ومأجوري الدولة والموظفين والمدرسين والعاملين في القطاع الخاص في الوظائف الادارية والفنية والإعلامية والهندسية وجمهور العمال الموسميين وتجار التفصيل المفقرين والفلاحين الفقراء والعمال الفلاحيين القاريين والموسميين وربات البيوت وجزء كبير من الجنود ذوي الأصل المفقر وأصحاب الرتب الدنيا في هذا الجهاز.
هذه الأغلبية صارت اليوم ذات مصالح مشتركة ويوما بعد تدفعها مصالحها للتوحد لخوض نضال مشترك على قاعدة طبقية واحدة ومن أجل مشترك نضالي مقاوم واحد هو التغيير لصالحها كأغلبية .
ـــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
03 ـ 07 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا