الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومعركة الكرامة

صادق المولائي

2014 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية




بعد فشل جلسة البرلمان للدورة الثالثة من تحقيق شيئا يذكر بخصوص تحديد وإختيار الرأسات الثلاث، لحسم الخلافات والتوحد ضد الهجمة الشرسة، التي يتعرض لها العراق من الغادرين والخونة والدواعش الوهابيين والتكفيريين وفلول النظام المباد، وضع العراق أمام طريق خيارته قليلة وصعبة وبحاجة الى جهود جبارة ليتسنى له الوقوف بوجه الأعداء.
ان هذا الفشل قد يصعب تجاوزه حتى في الإجتماعات المقبلة للبرلمان بسبب الحقد والغل الذي يملئ قلوب بعض الكيانات، فضلا عن أهدافهم الفئوية والطائفية وغيرها، التي باتت واضحة للعيان بلا جدال او نقاش او حاجة لبرهان وإثبات، من أجل القفز على نتائج الإنتخابات، وكذلك للحصول على قارب للنجاة من المحاسبة القانونية او الشعبية على ما اقترفت أيدهم بحق العراق من غدر وخيانة، طالت شرف وأعراض سكان المدن الغربية بسبب أطماعهم غير المشروعة ومتاجرتهم بدماء ومقدرات ومصالح البلاد والعباد.
لقد واجه العراق على مر القرن الماضي عدة مشكلات صعبة ومر بحروب طاحنة ومدمرة، كان ذلك ايضا بسبب إيد وتدخلات خارجية وفساد الحكام، كلفت العراقيين خسائرا كثيرة وكبيرة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية، فضلا عن أضرار أخرى مادية ومعنوية جسيمة وبليغة، مما جعلت من العراق يرواح في مكانه ان لم نقل أنه أخذ يتراجع الى الوراء ويتأخر عن ركب الدول التي كانت تتقدم وتزدهر إقتصاديا وعمرانيا.
إلا ان هذه الفترة التي يمر بها العراق تعد الأخطر شكلا ومضمونا كونها تهدد العراق وتكوينه ووجوده كبلد موحد مستقل، بات مهددا بين ليلة وضحاها بالضياع والتفكك والتمزق، بسبب غياب اللحمة الوطنية والنوايا الصادقة وكثرة التشكيلات والكيانات السياسية، فضلا عن كثرة الخونة والمتآمرين والعملاء.
ان هذه الحالة الطارئة وضعت العراق أمام خيارات صعبة وسيئة، فاما القبول بغدر أشباه الرجال والرضوخ لإرادتهم التي جلبت الخراب والعار لعدد من المدن الغربية، ولمخططاتهم الرامية الى تمزيق البلاد وتدميره ونهب ثرواته وخيراته، او التصدي لهم بقوة وحزم مهما كانت النتائج والخسائر، مما سيفرض حالة عدم إستقرار وإضطرابات ومواجهات دموية ربما ليست بقصيرة الأمد لا يمكن التكهن بنتائجها.
ان هذا الأمر يعني ان ليس أمام العراق إلا ان يخوض حربا على جبهتين، الأولى داخلية ضد كيانات الغدر من العملاء والخونة وفلول البعث المباد، التي تهدف وتطالب بتسليم الدولة ومقدراتها بيد حكومة إنقاذ مما سيزيد الطين بلة ويحقق مأرب المتأمرين والخونة، والثانية خارجية ضد الدواعش والتكفيريين ومن لف لفهم ومن يوفر لهم الدعم المالي ولوجستي والإعلامي.
فهل بإمكان قادة العراق خوض تلك الحرب وأمريكا هي من تدير التشكيلات والمجاميع الإرهابية وتحركها في المنطقة، وتدعمها بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية عن طريق أقمارها التجسسية وعملائها، لتفكيك تلك البلدان الى دويلات صغيرة ضعيفة عاجزة عن ضبط الأمن والإستقرار وبسط نفوذها، لتبقى تعاني من شلل تام في كافة مرافق الحياة؟
وهل بإمكان العراق بجهوده وإعلامه ان يقنع الآخرين ممن هم خارج السرب الأمريكي بان إعتداءا قد وقع عليه بدعم دول إقليمية، تكرس جهدها للتدخل بالشأن العراقي وتسعى لفرض إرادتها على المشهد السياسي في العراق للتلاعب بموازين القوى بدوافع طائفية بحتة، ليتسنى للعراق ان ينال دعما دوليا او على الأقل إعلاميا من خلال كشف التدخلات بالوثائق والبراهين، لمساندته في التصدي لتلك المؤامرة وإحباطها وإلحاق شر الهزيمة بها.
كما هل بامكان قادة العراق ان تحكم قبضتها على الحكم والإدارة وتكسب المواطنين للوقوف الى جانبها، ضد العقارب والأفاعي التي تربت وترعرعت في ظل الرعاية الأمريكية، بقصد جلب الخراب والدمار الى تلك المنطقة وتشريد سكانها وإذلالهم، ونهب ثرواتهم؟
الأيام وربما الأسابيع المقبلة قد تتوضح الأمور بشكل أكبر تساعد العراق بتبني ما هو يلزم العمل به بعزم، لإفشال تلك المخططات ودحر تلك الجماعات برؤية موضوعية عادلة وحريصة على إحلال الأمن والسلام في ربوعه...ان المعركة الحالية يحق ان نطلق عليها معركة الكرامة كونها دفاع عن وجود وهوية العراق ووحدته وتاريخه وحضارته وكذلك عن الشرف والعرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل