الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لا شيء
رافد علاء الخزاعي
2014 / 7 / 4مواضيع وابحاث سياسية
لا شيء
نقلب قنوات التلفاز باليموت كونترول ونبقى تصيبنا الصفنة للحظات وننتقل من من قناة الى اخرى والى لحظة نستقر على قناة وبعدها عندما يسالنا احدهم ماذا تشاهدون نقول لا شيء
نقلب صفحات الجرائد العديدة وتصدمنا بعصف ذهني سريع ونقلبها بسرعة مرى نصفن على الصورة وبعضها على اسم الكاتب او مصدر الخبر او عنوانه وبعضها بين كلمات ما بين السطور ونحن نرتشف كوب الشاي او فنجان القهوة وبعدها نقول لا شيء
نخرج بالسيارة نجوب الطرق توقفنا السيطرات التي حفظنا وجوه الجنود والشرطة بل حتى حفظناوجهوهم واسمائهم ووجوه المتسولين وهم يغييرون اماكن تواجدهم وطرق تسولهم وباعة المناديل والعلكة وغيرهم وحفظنا الشوارع والطسات وبعدها نعود للبيت ونقول لاشيء
نذهب الى العمل نسمع أهات الناس والمرضى ومشاكلهم ومعاناته وتعاملهم مع المرض ومعانات مرافقيهم وكل منهم يحمل قصة جديدة ونبداء النصح لهم واعطاء العلاج ونعود للبيت ويسالنا الاطفال كيف العمل نقول لاشيء
نتابع احوال الوطن تفاهات السياسين واقاويلهم المجنونة المبرمجة وتنعكس معها التهجير في الوطن وصور الدم وبكاء الاطفال اليتامى وصيحات الارامل الثكلى والامهات المفجوعات بفقدان الاحبة والاصدقاء وعندما نسال نجيب على الفور لا شيء
كل وزير ومدير عام يرى الماسي والاحباط في العمل ومعاناة الناس واطفال الشوارع والاطفال المتسربين من المدراس وعوائل تسكن مدن الصفيح والتجاوز ومرضى مهملين نتيجة نقص الدواء او الخدمة الصحية المطلوبة وانشار اوبئة تحررنا منها وسيارات مفخخة ومحافظات خارج السيطرة وبعدها يطلع من يصرح علينا لاشيء تداعيات وقت الغفلة نعم لاشيء لاننا غفلنا عن مشاكل كثيرة عن تدهور مستمر في التربية والتعليم والاعلام ومشاكل السكن والمجتمع والعدالة الاجتماعية الشاملة وبهكذا اصبحت حياتنا لاشيء
سفرة طلابية في قارب تبتلعهم المياه او عائلة في نزهه يبتلعهم النهر او ركاب سيارة يبتلعهم الاسفلت او شباب تبتلعهم الحبوب المهيجة والمؤثرة عقليا وبعدها نقول لاشيء
شياطين المنابر يبثون السموم الفكرية التي تفرق الامة وتزيد عتمة من الفهم الصحيح للدين وتطبيقاته الخطائة يامرؤن الناس بالصيام عن الطعام ولكن لايامرؤنهم بالصوم عن القتل والدم وانتهاك الاعراض وهكذا نرى رمضان دموي في العراق وسوريا وفلسطين ومصر وليبيا والسودان وباكستان وافغانستان ومالي وتنزانيا والجزائر انه تيار الدم الاسلامي الذي واجبه يامر بالمعروف وينهي عن المنكر وبعدها يخرج علينا مفكر يقول لاشيء انها تداعيات صيرورة الامة وبنائها في الفوضى الخلاقة ونكرر معه بعقول منومة مغناطيسيا وطائفيا وتاريخيا نعم لاشيء
هل اصبحت حياتنا لاشيء ولماذا نصر بهروبنا نحو الماضي والتاريخ السابق لنكون جزء من الماضي ومن يريد ان يبقى يعيش الماضي يصبح من ضمن لافتة مؤطرة بعنوان عربي واضح لا شيء
عندما نريد ان صبح شيء واضح مؤثر واوطننا مؤثرة وبناءة ومزدهرة علينا ترك الماضي المفرق لنجد متلاقيات فكرية تبني ولاتهدم تصنع امرأة تكون ام ناضجة تخرج لنا جيل سؤي فعال ومتفهم لدوره ومسوؤليته في بناء المستقبل.
نحن بحاجة لثورة فكرية لايجاد مرجعية شاملة تكنون نبراس فلسفي واضح في بناء المجتمع القويم وايجاد حاجاته الملباة وفي العدالة الاجتماعية الشاملة المؤطرة بتعزيز الهوية الوطنية الجاذبة للانتماء.
نحن بحاجة الى نظام تعليمي متجدد متطور يتغيير مع متطلبات المرحلة التي نعيشها نظام تعليمي يصنف الطلبة ويدرس ميولهم وقابيلتهم مبكرا لتكون بيئة تعليمة صديقة جاذبة وليست طاردة ليعيش في كنفها الطالب من اجل شيء اسمه صنع الفرصة الوظيفية نعم نظام تعليمي يلبي احتياجات المجتمع من اجل ديمومة التنمية المستدامة
اعتقد انه الاذرع الثلاثة الاسرة المتمثلة بالام والمجتمع المتمثل بالمرجعية الفكرية التي تضع فلسفة البناء والنظام التعليمي المتكيف وفق هذه الفلسفة سيصنع نظام حكم مستقر وأمن وفق المسار الديمقراطي المتواصل وهذه يمثل صيرورة الدولة الحديثة المنتجة الجاذبة والصاهرة للاثنيات والاديان والطائفية والاعراق ضمن الهوية الوطنية المرجوة المؤطرة بمشروع العدالة الاجتماعية الشاملة.
من يقراء سطوري سيقول بعدها لاشيء انها فلسفة سفططائية وهواجس واحلام وانها اسطوانة قديمة مشروخة وانها مجرد كلمات ضمن واقع مر دموي ولكن اقول ان كلماتي رغم مابها من حداثوية متجددة انها نفس افكار اخوان الصفا ونفس افكار ابن رشد ونفس افكار غوته وافكار ماو وافكار اللبنات الاسياسية لبناء مشروع الهوية الوطنية الجاذبة الصاهرة للفوارق انها ستتراتيجية بناءة تمتد الى جيل جديد الى اربعين سنة قادة وفق خارطة طريق يضعها السياسين المتحاربين الان لبناء وطن لايمكن تفريقه واقتسامه
ربما يكون حلم لاشيء ولكننا بحاجة الى وطن هو الشيء الوحيد المتبقي الذي نعيش من اجله.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال
.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار
.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن
.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة
.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة