الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن .الدولة التائه (1)

عدنان الأسمر

2014 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الأردن .الدولة التائه (1)
تشهد الجبهة الداخلية الأردنية في الأسابيع الأخيرة حالة من الاستنفار الأمني والتعبئة الجماهيرية والإعلامية ضد خطر عصابات الإرهاب وخاصة بعد المتغيرات في العراق مما شكل مواقف لفظية وظواهر صوتية تعبر عن التيه اتجاه مستقبل الأردن وموقعه في الإقليم العربي مما يتطلب توضيح ما يلي :
* تعتبر الأردن وفق تصنيف علم السياسة دولة حاجزة لكونها تقع بين مراكز إقليمية فاعلة تسعى دوما لبناء أدوات عاملة لصالحها داخل الأردن مما اكسب النظام السياسي خبرة طويلة في التعامل مع تلك المراكز فالتهديدات أمر طبيعي ومألوف ويمكن التصدي لها من خلال الاعتماد على الأجهزة الحكومية والجبهة الشعبية الداخلية إلا أن التهديدات هذه المرة هي من أدوات تعمل لصالح الأجهزة الاستخبارية الدولية والمراكز الدولية المقررة في الحقبة التاريخية الراهنة وبالتالي فهي ليست صاحبة قرار وإنما تعبر تلك العصابات عن إرادة وتوجهات قوى الاستعمار الجديد وقد جاء في هذا السياق طلب الرئيس الأمريكي من الكونغرس تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتسليح وتمويل عصابات الإرهاب في سوريا وهي نفسها العاملة في العراق وقرار الحكومة السعودية بتقديم مبلغ 500 مليون دولار بذريعة تقديم الدعم الإنساني في العراق إلا أن الهدف الفعلي هو تكريس واقع نتائج وأثار أنشطة تلك العصابات .
* أكدت الوقائع العملية أن المجتمع الأردني هو مجتمع متمدن ومتحضر وذلك نتيجة طبيعة وتكوين الهوية الأردنية فهي لا تقبل الانقسام المذهبي أو العرقي أو الطائفي وبالتالي لن تجد عصابات الإرهاب موطئ قدم لها إلا في ظروف اليأس والبؤس والفقر والبطالة واختلال معادلة المساواة والعدالة الاجتماعية فالمطلوب هو تجفيف البيئة الحاضنة لأية أنشطة مستقبلية لعصابات الإرهاب ويجب تقليص الهوة في التقدم الاقتصادي والخدمات في مناطق الجنوب والعمل على تحسين الخدمات وتطوير الجنوب فأهالي جنوب الأردن هم المؤسسون الأوائل للدولة الأردنية ويجب الانتباه إلا أن المدخل للتسلل إلى الداخل الأردني هو المسالة الإقليمية لذا يجب أن تخرس الأصوات التي تحاول شق المجتمع الأردني فأبناء غربي النهر لن يتنازلوا عن حق العودة ونيل الحرية والاستقلال ودحر المشروع الصهيوني كما أنهم لن يكونوا إلا من الثلث الشهيد دفاعا عن الدولة والوطن الأردني ولن يسمحوا للمراكز المتآمرة على الأمة أن تعبر من خلالهم لتمارس أي أنشطة عدائية ضد الوطن الأردني .
* إن التهديدات الخارجية للأردن هي جدية وحقيقة فلا يجوز الثقة بالإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني فهم يعتبرون الأردن مجال حيوي للكيان الصهيوني ويجب أن يصبح حاوية بشر من كل الإقليم وتحويل الأردنيين إلى أقلية في وطنهم والعمل على إحياء أحلام تشرشل في مؤتمر القاهرة عام 1921 ومشروع برنارد لويس في تقسيم المنطقة الى ما قبل سايكس بيكو أي عهد الولايات العثمانية والعمل على إحياء خط بترول الموصل حيفا وخط سكة حديد درعا حيفا وجر البترول من شرق سوريا وكركوك إلى الكيان الصهيوني عبر الأردن أو منطقة عازلة محاذية لدرعا وهذا يعني ديمومة الصراع والتخريب في سوريا وخاصة شرقها وفي العراق وخاصة غربها وانتظار الظروف المناسب للعبث داخل الأردن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام