الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة (الموت) : شهيد كلّ من يقتل اليهود

سيلوس العراقي

2014 / 7 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


في 2 تموز الجاري ، صرحت عائلة المخطوف والمقتول جلعاد فرينكل (أحد الأولاد الثلاثة المقتولين على يد مجاهدين فلسطينيين على الأرجح يكونوا من حركة حماس) على أثر قتل شاب عربي ووُجدت جثته متفحمة في غابة في القدس، بأن العائلة تشجب الانتقام العنيف ، وهي لا تعرف تماماً الذي حدث في شرقي القدس إن كان الشاب العربي قُتل على خلفية قومية ، لكن هذا أمر مخيف ومروع ،
لأنه لا فرق بين دم ودم آخر،
القتل هو القتل،
لا يهم ما هي القومية ولا العمر،
لا يوجد تبرير،
لا توجد جريمة قتل مبررة ومغفورة،
أبداً.
وفي الجانب الآخر تم لقاء لصحافي ايطالي ـ من صحيفة لا ستامبا ـ في حلحول شمال حبرون ، مع والدة أحد المتهمين (عامر أبو عيشة ) بقتل الأولاد الثلاثة الاسرائيليين (جلعاد، إيال، نفتالي) في بيتها الكبير .
وكان قسم من البيت قد تم حرقه من قبل القوات الاسرائيلية وهو القسم الخاص بابنهم المتهم عامر أبو عيشة المرتبط بحركة حماس الارهابية ، كرمز انتقامي منه فقط.
رحّب بنا ، يقول الصحفي ماوريتسيو موليناري، عبد الرحمن ابن عم عامر، الذي يبلغ من العمر 24 سنة ولازال تحت صدمة الحدث الذي رآه ويخبرنا : كانوا على الأقل مائة جندي وصلوا نحو الساعة الثامنة والنصف مساءا، قاموا بالاقفال على النساء والاطفال في غرفة واحدة حفاظا عليهم ، وقمنا نحن الرجال بمحاولة يائسة لمنعهم من حرق البيت. وابتدأوا بتكسير بعض الحاجيات المنزلية، ثم أضرموا النار في الطابق حيث كان يعيش عامر مع زوجته واولاده الثلاثة، وخلال ساعة تم حرق الجزء الخاص في المنزل بعامر.
ويضيف عبد الرحمن : ان عامر أبو عيشة هو شاب مريض منذ أن ارتطم رأسه في حوض السباحة منذ فترة زمنية ، وهو ليس متعلماً ولم ينجح في عمله، وكان شغفه الوحيد ، "الذهاب الى الجامع " وهناك في الجامع ، بدأ بالارتباط وعقد صداقة مع مروان قواسمة الشخص الذي تبحث عنه اسرائيل.
وبالنسبة للمختطفين الثلاثة (ايال وجلعاد ونفتالي ) فلا يستحقون شفقة ولا رحمة عليهم ، الآن الجميع يبكونهم وهم ليسوا أكثر من ثلاثة يهود دخلاء في أرض فلسطين ، مثل كل المستوطنين، كلهم دخلاء يسرقوننا الماء والعمل والأمن والحياة.
في الجزء الأكبر من البيت الصالح والسليم حيث غرف الوالدين وغرف اخوة عامر ، هناك ملصق وحيد معلق على الحائط وهو يمثل شارة وشعار حماس، وفيه صورة لعامر مع شقيقه الأصغر الذي مات في هجوم ضد الاسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية.
وتظهر في هذه الأثناء امرأة اسمها نادية أبو عيشة ، في الخمسينات من العمر، وهي أم عامر أبو عيشة. مرتدية ثوبا طويلا ، ومحجبة بحجاب أبيض على رأسها ككل النساء المسلمات . نادية لها ابن هارب (عامر) وفقدت ثانيا ، وولدان اثنان آخران محبوسان مع ابيهم في السجن . وبحركة من رأسها علِمنا (الصحافي الايطالي) بأنها تودّ الحديث معنا، تم افساح المجال لها لتقترب .
انها امرأة تجسد بكلماتها المقاومة المسلحة قائلة : انا أم لشهيد من أجل فلسطين ، وربما أكون قد أصبحت أماً لشهيدين لأنه من المحتمل أن لا يمكنني رؤية عامر من بعد. انني أفتخر وقوية بسبب ماحققه أولادي. أتمنى لعامر رمضان الانتصارات.
وتؤكد : بأن وجهي مشرق لانني محترمة من قبل الناس ومحبوبة من الله. و"الشهيد" بالنسبة لي هو "الذي يختار أن يفدي بحياته من أجل قتل اليهود" والنصر حين يتمكن من فعلها.

امراتان ،
والدتان ،
الأولى : قد مات ولدها (جلعاد) بعد خطفه وقتله ،
ورؤيتها له ميتاً
وهو يوارى الثرى،
تدعو مواطنيها الاسرائيليين الى الهدوء
وتقول لهم :
لا تقتلوا
لا فرق بين دمٍ ودمّ
القتلُ هو القتل
ولا تبرير له بتاتاً ،

الثانية أيضاً أم ،
أم عامر أبو عيشة ،
المتهم بقتل جلعاد اليهودي ،
ورفيقيه الآخرين ،
تفتخر بما فعله ابنها عامر ،
وتصرّح للعالم كله :
انها الشهادة الحقة أن تقتل اليهود ،
وجهها مشرق ،
لأن عامر ابنها ،
تمكّن من أن يقتل ،
وانها محبوبة من الله
لأن أولادها
تمكنوا من قتل يهود
أولاد يهود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 4 - 18:13 )
أنظر يا (سيلوس) ؛ قد أكون صامت عنك قليلاً , و سبب صمتي هو : أنني اقرأ لك مقالات جميله عن حكماء اليهود , و هي حكم جميله , و لكن ؛ عندما تأتي و تحاول أن تعمل مقارنه فرديه بين شخصيتين و تسقطها كمقارنه عامه بين ديانتين , فهذا مالا نقبله .
هل تريد مني أن آتي لك بإقتباسات من كتابكم المقدس (العهد القديم) و أعرضه على القاريء الكريم , ليرى إجرامكم و إرهابكم المقدس؟... لن يمنعني عنك و عن ديانتك أحد , فلا تظن أن إنشغالي بالـ(مسيحيه) و (الإلحاد) عنك و عن ديانتك (اليهوديه) سيعطيك فسحه للتهجم على الإسلام , بإمكاني ؛ أن آتي بالنصوص المقدسه من كتابكم المقدس (العهد القديم) و إسقاطها على جرائمكم بفلسطين ؛ بدقه متناهيه , لأبيّن للقُراء الكرام حقيقة دينكم العنصري , فلا تجعلني ألتفت لك .


2 - الى عبدالله
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 4 - 18:40 )
من قال لك أن عليك أن تصمت ؟
لكن هل فهمت موضوع هذا المقال ؟
انه ليس موضوعا دينيا ولا يتعلق بأي ديانة لا من قريب ولا من بعيد
انه موضوع يتعلق بامرأتين تعانين من ذات المأساة
في فقدان ولد لكل منهما تم قتله
لكن كل منهما لها طريقة تعبير ولها نفسية مختلفة عن الأخرى
هل يمكنك يا عبد الله أن تميز بين الموقفين انسانيا ؟
من دون أن إقحام أية ديانة في الموضوع لا البوذيةن ولا اليهودية ولا الاسلام ولا غيرها

الا يمكنك التفكير فقط كانسان بمعزل عن الانتماءات الدينية ؟

المهم أن لا تصمت
اعط رأيك وحدد موقفك من مواقف الآخرين
وتعلم التمييز حين تقرأ المواضيع
فالدين ليس الموضوع الرئيسي والوحيد
الذي يعتمد عليه الانسان لكي يكون انسانا
الانسان هو موقف تجاه الآخرين
الانسان ليس دينا
ومرحبا بك إن كنت تحب التعليق في الاديان
حين يتعلق الموضوع بالاديان
وتعطي رأيك


3 - السيد سيلوس في الشرائع قتلهم مباح !
ديار ( 2014 / 7 / 4 - 22:03 )
الدعوة الى قتل اليهودي والنصراني لاينكره المسلمون ويعتبرونه توجيها من نبيهم ولو كنا بقينا على الشرائع الاسلامية لوجدنا يوميا مذبحة لليهود والنصارى الا اهل الذمة ولكن هم ايضا اجرّوا تسهيلات على قتلهم وذلك بعمل ( تخفيضات ) على ديّة اهل الذمة ! واخيرا ان الذي انقذهم من الموت في بلداننا الاسلامية هي ثقافة الناس وكذلك القوانين الوضعية للعقوبات ..مع تحياتي .


4 - انها ثقافة الجهل والشر والموت
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 5 - 07:30 )
مرحبا ديار
وشكرا لمرورك والتعليق
ان المشكلة أكيد يكمن أحد أسبابها في الدين
لكن ليس لوحده
فان العقلية القبلية المتخلفة هي التي تسمح لأب أو لأم أن تقول لصدام مثلا
اولادي فدوى لعيون صدام، والله أذبحهم لك يا ريس، كلنا نروح فدوى وغيرها مما يشبهها
هي التي تم تسقيطها على الله وكأن الله يريد تقديم ضحايا بشرية

والمشكلة الكبرى انهم يعتبرون هذا شهادة ، و أمر من الله
وليس هبلا وتخلفا اجتماعيا وثمرة من ثمرات ثقافة الموت التعيسة
لا أحب أن أدخل كثيرا في هذا الموضوع لانه سيُظهر وثنية من يقول هذا الكلام
حيث سيصبح صدام هو الله
وحماس كما في موضوع مقالنا هي الله
لانهم فعلا ضحايا لحماس و لصدام
وبرأيي الشخصي
هم ضحايا الشر والجهل والشيطان
لتنزيه الله عن هكذا اقاويل تصدر عن اناس حمقى
لا يعرفون الله
وإن تلفظوا باسمه
تحياتي ثانية لك أخ ديار


5 - تحياتى لك اخى العراقى المحترم
على عجيل منهل ( 2014 / 7 / 5 - 08:31 )
ابو مازن ليس عرفات الذي لم يرغب في الوصول الى السلام، بل زعيم متوازن يقول علنا انه يريد التسوية. زعيم قادر على أن يشجب في محفل وزراء الخارجبة العرب الاختطاف هو أحلى رجل. لا تقولوا بعد اليوم انه لا يوجد مع من يمكن الحديث. الحل امام عيوننا.
هآرتس ـ 4/7/2014‏‎‎

يوئيل ماركوس


6 - الحوار لا ينجح بأنصاف حقائق
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 5 - 09:23 )
الدكتور العزيز علي
مرحبا
وشكرا على هذا المقتطف
نعم انه كذلك ، لكن هذه ليست ببساطة كل حقيقة ابو مازن
نعم انه رجل يحاور لكنه يخطيء (ربما لديه وجهين) خارج دائرة الحوار كثيرا
المشكلة المركزية في الحوار هي في مضمون الحوار
أي دولة وماهي نوعية الدولة التي يبحث عنها ابو مازن
وهو يتحالف ليس مع من لا يفهم الحوار
لكن مع (حماس) أي مع من يريد القضاء على (دولة) الطرف الآخر في الحوار
ان حماس ( وأتباعها ومناصريها) هي رمز فعلي من رموز الشر الاساسية في المنطقة
برأيي الشخصي: فقط نزع كامل للسلاح من حماس وغيرها من المنظمات
يمكن أن يعطي ابو مازن ورقة قوية للحوار
وبعكسه
سوف تستمر دائرة العنف والكراهية من قبل حماس

واسرائيل دولة عليها أن تدافع عن نفسها
وتبحث عن سلام دائم
نتمنى السلام والامان للشرق الاوسط الخالي من منظمات الارهاب والشر
والخالي من الميليشيات الارهابية المسلحة
وبالخصوص في فلسطين
الموبوءة بالكراهية وثقافة الموت
تحياتي للدكتور علي


7 - هجوم دبلوماسي اسرائيلي شديد على دولة قطر
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 5 - 16:13 )
أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوم أمس عن معارضته للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع -حماس- الإرهابية وهاجم ليبرمان سياسية رئيس الوزراء نتياهو قائلا: لا يجب منح -حماس- فرصة للسيطرة على الوضع ونظرية الهدوء مقابل الهدوء خطأ خطير جداً…..الهدوء الذي تتحدث عنه -حماس- ما هو الا تضليل

ودعا ليبرمان إلى اعتقال قيادات -حماس- التي دعت إلى عملية خطف الشبان الإسرائيليين الثلاثة وهم خالد مشعل واسماعيل هنية.
وقال ليبرمان ان خالد مشعل وعزمي بشارة يجلسون في قطر
وقال أيضاً: يجب توصيل رسالة واضحة إلى قطر وهي الممولة لحماس.
وتابع: إن أحد الجنود الثلاثة الذين قتلوا يحمل الجنسية الامريكية ونأمل أن يعمل الكونغرس الأمريكي ضد قطر

هل سنشهد في الايام المقبلة تحشيدا أكبر على قادة حماس وعلى دولة قطر ؟
من يعلم ؟


8 - المعايير المزدوجة
عتريس المدح ( 2014 / 7 / 5 - 22:13 )
بداية علينا أن نعترف بأن القتل هو القتل وهو مرفوض ومدان إن كان قتل يهودي أو بوذي أو هندي أحمر أو مسلم أو مسيحي أو بلا دين لكن علينا الانتباه الى المعايير المزدوجة
المقارنة بين أم المستوطن و أم أبوعيشة
ما بين من أتى الى غرفة نومك و من يحاول إخراجك من غرفة نومه، هذا لايعني تبرير القتل
لكن تجريد المسألة من خلفيتاتها يخلق المعايير المزدوجة
قبل أيام كانت دعوى من جنود اسرائيليين على الفيس بوك لقتل العرب
وكانت قبلها دعوى لقتل عربي كل ساعة على الفيس بوك أيضا
اذا كان أبو مازن بوجهين ( وهو ليس كذلك) فليبرمان مشكلة كبيرة وهوعنتري يرفض مجرد الاعتراف بحقوق الفلسطينيين على المستوى العملي
في ثقافة جزء كبير من الصهيونيين العربي الميت خير من العربي الحي
سيلوس : عزيزي اذا أردت أن تبحث في قضية السلام وتعزز العمل لانجازها، فقد فشلت في مقالك هذا لانه ينز بغير الموضعية و هو منحاز
أنا أعرف بأنك تسعى لان تكون موضوعيا
تحياتي


9 - كفى عنفاً
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 6 - 07:53 )
الاخ عتريس
انا أعتقد أن خطف اولاد أو حتى جنود عملية سخيفة وربما مكلفة جدا
لا خيار الا الحوار واللاعنف
والكف عن الكراهية
الا ترى يا عتريس ان غالبية المسلمين في العالم ، حتى لا أقول فقط الفلسطينيين، يستعملون لغة وكلمات جارحة ضد اليهود ؟
شخصيا أراقب لغة المتحدثين على القنوات العربية والاسلامية ، وحتى الناس العاديين والنساء
لغتهم عنفية على الأغلب
أتعتقد بأن اليهود لا يفهمون وليس لديهم احساس وشعور؟
انه شيء صعب عليهم، لا يمكننا أن نخمن ردود أفعاله التي لا تأتي مباشرة دائمة، لكن حالات خطف وقتل تثير الغضب لدى أغلبية اليهود حتى المعتدلين منهم
موضوعي هو تأمل في كلمات امرأتين سمعتها وقرأتها ، ولا تربطني صلة بهما
على الاخوة الفلسطينيين أن يعلموا أن الرأي العالمي يتأثر بهكذا مواقف من اناس عاديين من الطرفين
ومايزيد الطين بلة حين يمتدح الفلسطينيون حماس وتصرفاتها المكروهة من غالبية سكان المعمورة
على العموم لغة الكراهية الواضحة على لسان الفلسطينيين لا تخدمهم
بل تظهرهم عدائيين ومعادين
وأنت تفهم ما أريد قوله جيدا من دون إطالة
حقيقة يكفي عنفا وكراهية بين الفلسطينيين والاسرائيليين
لايقاف شلال الدم

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد