الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم اليسار الديمقراطي المعاصر

عزمي موسى

2014 / 7 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



أن لإحداث السياسية الكبير التي تعصف بالواقع العربي , وعلى كافة مستوياته . إثارة العديد من الأسئلة حول مفهوم اليسار , ودورة في معادلات الصراع القائمة في المنطقة . في ظل سيطرة وتصدر الإسلام السياسي للإحداث الجارية , وفشلهم في إدارة المرحلة الانتقالية في الدول التي وصلوا فيها الى السلطة , عبر انتخابات لا تعكس حقيقة القوة على الأرض , جرت على أساس قوانين انتخابية يمينية غير ديمقراطية , سهلت إمامهم الطريق الى تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات . وبالتالي باتت دائرة السؤال عن اليسار تتسع , باتساع الحركة الجماهيرية على الأرض من جانب . وبازدياد حاجة هذه الجماهير الى قوى بديلة تقود المرحلة الانتقالية من جانب أخر .
وفي محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة المتزايدة حول مفهوم اليسار والقوى اليسارية . أقول انطلاقا من كون النظرية الماركسية الينينيه , نظريه منفتحة على كل العصور , وتحمل في داخلها بذور تطورها المتواصل . المستمدة من قوانين علمية ديالكتيكية , تنطلق من الواقع المادي الملموس لتفتح الأفاق واسعا لحل العقبات والمعضلات التي تواجه الإنسان في صيرورة تطوره التاريخبه . فهي ليست جامدة ولا خاصة بمرحله تاريخيه محدده من عمر الانسانيه , ولا على تشكيلات اجتماعية معينة . بل هي منفتحة على كل العصور والأزمنة وعلى التنوع الاجتماعي ألاثني والعرقي , وعلى كافة الطبقات الاجتماعية التي تنشد التغير والتحرر من توحش راس المال والرأسمالية التوسعية . وتسعى الى بناء ذاتها , وتطوير قدراتها .
هي إذا مشروع ثوري علمي مستمر الحركة , ليس جامد , ليس له حدود. فطالما ان الإنسان يتطور والتاريخ يتقدم , فالماركسية وقواها الطبقية عليها ان تتطور وتتقدم . عبر استخلاصها لكل التجارب السابقة بعد نقدها , ومن خلال قدرتها أيضا على الاشتباك مع الواقع والعلم المعرفي ( وفق ما أشار إليه لينين في أكثر من مكان) , بهدف تغيره وتطويره , ومن ثم تسخيره في خدمة الإنسان . وليس الارتهان الى المسلمات, والثبات في المكان , والانغلاق على الذات .
وعلية, يمكن لنا ان نقول بان مفهوم اليسار هو مفهوم فضفاض يتسع ويضيق وفق تطور نظام الإنتاج والعلاقات ألاقتصاديه والاجتماعية والثقافية في كل مجتمع على حدا , ووفق ظروفه الذاتية والموضوعية المحلية والإقليمية والدولية المحيطة به , وأيضا وفق المهام الملقاة على عاتقه وحركة تطوره . وعليه فان مفهوم اليسار والقوى اليسارية في الأردن مثلا , ليس هو ذات المفهوم وذات القوى الطبقية أليساريه في مصر , أو في تونس , أو حتى في أوروبا , أو أمريكا ألاتينية . وذلك نظرا للتباين في التطور الاقتصادي والاجتماعي بين هذه الدول .
ولكي نضيق مساحة المفهوم , ونحد حدوده , نقول بان اليسار هو منظومة فكريه ومعرفية شامله , واضحة الرؤية التكتيكية وألاستراتيجيه , يسعى الى إنهاء الاستغلال والاستبداد والتهميش الإنساني على ارض الواقع , يسعى الى تضيق المسافة بين القدرة والرؤية المستقبلية , بين الممكن والمراد . إذا هو نظره علميه واقعية الى العالم والوجود الإنساني , ثورية نضالية تنشد العدالة الاجتماعية ممثلة بالاشتراكية العلمية. وفق معادله ((( اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية))) الجديدة . المعادلة التي غابت عن التجارب الاشتراكية في البلدان التي تفككت وانهارت كما وصفها الدكتور نايف حواتمة .. وهو – أي اليسار – الذي يستند ويقوم على حوامل ورافع اجتماعية واسعة , على الكتلة التاريخية – حسب مفهوم غرا مشي – الائتلافية ( فقراء , عمال , فلاحين , أصحاب الدخل المحدود وكل الفئات الاجتماعية ذات المصلحة الحقيقية في التغير والتطوير على قاعدة قانون التطور الاجتماعي , قانون وحدة وصراع الأضداد .
فالطريق الى المرحلة الأولى من الاشتراكية , اشتراكية الديمقراطية , يمر بمرحلة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . أي الانتقال بالمجتمع والدولة من مرحلة ما قبل الحداثة ( العشائرية , الطائفية , المناطقية , الاثنية العرقية ) , الى مجتمع المساواة , الديمقراطية , العدالة الاجتماعية , المواطنة والدولة المدنية . من خلال تطوير الحوامل والروافع الداخلية , الحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني , لأنها الأساس في انجاز المهمات الوطنية التقدمية , وصولا الى الحداثة , بالقياس الى تأخر واقع مجتمعاتنا العربية
اليسار الثوري الوطني الاممي , قوة التغير والتطوير الحقيقية بيدنا على طريق هزم قوى التخلف والتراجع في مجتمعاتنا العربية (( الجهل , المرض , وغياب الحقوق)).
فالفكر اليساري , فكر يدور حول الدولة بهدف تطوير أدائها لتصبح دولة لكل مواطنيها , على قاعدة العدالة الاجتماعية , تعزيز المواطنة والديمقراطية التشاركية . ويدور أيضا حول المجتمع بهدف تحرير الإرادة والعقل من الإمراض التاريخية المزمنة, وتخليصه من ضحالة الفكر وصنميتة (( الدنيا قسمة ونصيب , على قدر فراشك مد رجليك , الآخرة أحسن من الدنيا ..... الخ )) كذلك هو قوة تحريضية لأحياء حركة الإصلاح الديني الاجتهادي , الذي يحترم الإنسان والعقل والعلم والمنجزات العلمية .
هذا هو اليسار , العلمي الواقعي المتصالح مع الذات والمنفتح على المجتمع . صاحب الرسالة الثورية الاجتماعية . هو وحده القادر على ان يكون البديل الحقيقي لقوى الاستبداد والتخلف في عالمنا العربي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من