الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!

شاكر الناصري

2014 / 7 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


جاء إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش- قيام دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطرعليها التنظيم- من حلب الى ديالى- ليساهم في تعقيد الأوضاع المضطربة في العراق والمنطقة عموماً وليكشف عن مدى جدية هذا التنظيم وعدم تردده في اتخاذ الخطوات التي تجعله لاعباً رئيساً في المتغيرات السياسية وإيجاد معادلات جديدة على الأرض واستغلال تناقضات خصومه وصراعاتهم لتصدير مشروعه بقوة واضحة، مقابل قدرة المساعي العراقية والاقليمية والدولية في التصدي لهذا التنظيم والحد من هجماته أو توسعاتهِ المتزايدة، وإنَّ المنطقة بأكملها أصبحت تحت تهديدات وخطر انتشار وتوسع حدود الدولة الجديدة التي تتخذ من العنف والقتل والتدمير وتصفية الخصوم اداة لتحقيق مطامحها. وقد لا نتفاجأ إذا ما أقدمت بعض الدول التي رعت هذا التنظيم ودعمته على الاعتراف بالدولة الإسلامية الوليدة وبحدودها.

الإعلان عن تأسيس دولة الخلافة الإسلامية والدعوة التي أطلقها المتحدث الرسمي بإسم داعش، أبو محمد العدناني، لكلّ الفصائل المسلحة التي تقاتل السلطة العراقية أو تلك التي تعمل وتنشط في بلدان وأماكن أخرى عبر العالم للإلتحاق بها ومبايعة أميرها، يساهم في إفراز واقع جديد على الأرض وإنّنا في مواجهة تنظيم لا يسمح لخصومه وأعدائه بالبحث عن حلول لمواجهته أو الحد من قدراته المتزايدة في حشد المتضررين من هذه القوى أو من ممارسات السلطة العراقية وإنَّ ما حدث خلال الأيام الماضية يكشف ايضاً عن تخلف وفشل إجراءات ردع ومواجهة هذا التنظيم والتنظيمات المسلحة الاخرى سواء تلك التي اتبعتها السلطات العراقية أو امريكا والدول الاقليمية المحيطة بالعراق.

يبحث الارهابيون، عادة، عن انتصارات معنوية لتعزيز قواهم ووجودهم وان التحول السريع من "تنظيم" الى "دولة الخلافة" سيوفر لهم قدراً كبيراً من الدعم وسيساهم في جذب اعدادٍ كبيرةٍ من المقاتلين الذي انخرطوا ومنذ وقت طويل في مشروع إعادة الخلافة الإسلامية والترويج له وسيعملون على ممارسة مهامهم الأساسية المتمثلة في القتل والتدمير واحتلال المدن من أجل توسيع حدود دولتهم والوصول الى مصادر الثروة التي تعزز قدرات دولتهم الاقتصادية.

بإعلان قيام " دولة الخلافة" فإن العالم أصبح أمام واقع جديد يحتم على الدول التي تدعي إنَّها تحمي الأمن والسلم والإستقرار في العالم اتخاذ خطوات جدية وحاسمة لمواجهة ما يحدث وإلاّ فإن العالم سيكون أمام تكرار لما حصل في أفغانستان جراء دعمها للقاعدة وحركة طالبان والفصائل المسلحة الأخرى تحت ذريعة مواجهة الوجود السوفيتي وسكوتها عن الجرائم والإنتهاكات التي أُرتكبت هناك، حيث أصبح العالم في مواجهة مخاطر متزايدة على يد مجاميع لا تتردد عن ممارسة العنف وشن الهجمات الإرهابية حتى لو تطلب ذلك الوصول الى داخل الأراضي الامريكية، وإنَّ الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد القاعدة وطالبان ومن ثم احتلال العراق، لم تضع حداً للإرهاب، بل ساهمت وبشكل كبير في انتشار الجماعات الارهابية في مناطق واسعة من العالم.

هل سينتظر العالم كارثة اخرى بمستوى 11سبتمبر2001، رغم ان ما تحقق على الارض في سوريا والعراق يفوق كثيراً ما حدث في ذلك اليوم، ليكون أكثر فاعلية في مواجهة المخاطر والمخاوف التي تنشرها القوى الإرهابية، أم إن ما يحدث هو لعبة في ساحة الصراعات وخلق قوى الضغط التي تنتهجها الإدارة الأمريكية والقوى الاقليمية المحيطة بالعراق؟

في خضم هذه التطورات المتلاحقة فإنّ العراق سيكون هو الخاسر الأكبر بعد أن تمكن تنظيم داعش والجماعات المسلحة الاخرى التي تقف معه من إخراج القوات الحكومية، جيش وشرطة وأجهزة أمنية...الخ من العديد من المدن العراقية وتمكنت من الاستيلاء عليها وكشفت عن هشاشة وضعف المنظومة العسكرية والأمنية وقواها التي تنخرها الطائفية وتخضع للصراعات السياسية بين الأطراف المتصارعة على الحكم في البلاد، ومن المؤكد إنَّ الإرهابيين لن يتوقفوا عن مهاجمة المدن العراقية وسيعملون على إدامة زخم التوتر الطائفي وتصعيده وسيستخدمونه بقوة في صراعهم ضد السلطة العراقية.

هل يمتلك العراق القدرة على مواجهة جارٍ جديدٍ لا يتردد عن مهاجمة الحدود وكسرها وتوسيعها، بعد أن فَرض سقوط الموصل في العاشر من حزيران الماضي واقعاً جديداً، تمثل في سعي القوى السياسية للتمسك بما تحقق على الأرض وسيطرتها على مناطق ومدن واسعة تدعي إنّها أرضها وحدودها التاريخية وتَخليها الصريح عن وحدة العراق أو الدفاع عنه في مواجهة التهديدات التي تمثلها دولة الخلافة ؟ كل الوقائع المتحققة على الارض تقول:- إن العراق الذي يعيش أكثر أيامه تمزقاً وتشتتاً ويعيش على وقع التقسيم وهروب القوى السياسية التي أوصلته الى ما هو عليه من ضعف، من السفينة التي بدأت رحلة غرقها نحو الهاوية، لن يتمكن من مواجهة "دولة الخلافة" بمفرده.

ما يحتاجه العراق ورغم الوضع السياسي الذي يعيشه، هو وجود إرادة سياسية جدية تساهم في إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية في البلاد وحسم كلّ الملفات العالقة في قضية الصراع حول السلطة وإنهاء حالة الاستئثار والانفراد بها وبثروات البلاد ومصيرها وتلبية الاحتياجات والخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطن العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة