الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .....بين الحكم الديني والإيتيقا النائمة

شيرين سباهي

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كان من المفروض أن ينزل قبل ايام كمانوهت عنه بالفيس ...لكن الأحداث تتلاقف مع الزمن فتأخرت ايام ...

في بداية القرن السادس عشر تغيرت الموازين الأوربية وبدأت تحذو نحو ديناميكية متجددة ..

هذة التغير أتى بطريقة الشمولية و التسليم بالموروث والخضوع للجماعة إلى حيز النزعة الفردية مع الخروج من التفكير الديني الكنسي الى فضاء الفلسفة المقرونة بالعقلانية .

تحولت من مجتمع اقتصادي زراعي إلى اقتصادي ميركانتيلي....أي بداية الصناعة وتوجهت التجارة فلحق الضرر بالنبلاء والفلاحون وبدأ ثورة التجارة المعدنية

من مجتمع أقطاعي الى مجتمع برجوازي ...

هنا لاح في السماء الاوربية التألق النهضة التنوير الفلسفي والاصلاح التي أضع تحتها خطاً أحمر حيث انشطرت مفاهيم الحداثة الفلسفية ومنها “فلسفة سبينوزا” الذي افاد الى فصل الدين عن الدولة ... واشاد الفيلسوف هيغل الى اعتبار (( سبينوزا )) اهم فلاسفة العصر , ونال توجه “فلسفة سبينوزا” أعجاب ألبرت أينشتاين ,

فاأتى كتاب (( الإيتيقا )) كثورة تضاف الى الثورة الصناعية اشاد بالكتاب كل فلاسفة العصر حتى هذا اليوم .... تميز الكتاب برقته اللاهوتية والفلسفية كمثال ... (( السعادة لا يمكن أن تتحقق إلا باستبعــــاد كل ما هو غامض ))

ركز (( الإيتيقا )) على أن السعادة ترتكز علة محور الحب وتصريف الأخلاق وفق منظور عقلاني وهذا ياتي من خلال الأتيان بمركزية جوهر غير متناهية الذي يمثل بدوره مركزية الكون وطاقته والذي يمثل كينونة الموجودات وهذا الجوهر هو الله المطلق

الموجود الكامل ....وحب الله يأتي بالسعادة على الأنسان بهذا الحب لامجال للأنفعلات والوجع ..لأنك ستكون متحررا من قوقعة الخوف ... فلابد ان نرى الله بعقولنا حتى نستشعر الحب من خلاله كلما زاد الحب زاد التحرر فيبني الأنسان نفسه

والحرية تتمخض من العقلانية والمعرفة من خلال المحبة للأنسان والسلام والعبودية هي سيطرة الأنفعالات على مشاعر المرء مما تولد في دواخله الخوف الرعب الوهم الرضوخ والجهل ...

فالدين ..يأتي بالطمأنينة للشعوب ويستحيل ان تتعايش من غيره الأمم لكن المخيف هو التعصب في الدين وتحريفه ,

عاشت أوربا في تقدم مستمر ومازالت بسبب الفصل الدين عن السياسة ....لكن الكارثة في العالم العربي عجز المجتمع العربي الإسلامي، عبر تاريخه، عن خلق ديناميّكية اجتماعيّة حاملة للتغيير الفكري، رغم الثورات وسقوط انظمة عربية في الشرق ... لكن مازال الشرق الاوسط يعيش وسط نزاع التيارات والدسائس ...

الجمود وعدم الخروج الى اطار التغير وايهاب الانسان حقه في الحياة والعيش المؤمن مع سيطرة الفكر الديني ودولة العمائم من احترامنا للبعض من الكرام خلقت أرض خصبة لتسلل الاطماع الاوربية والدول المتطفلة على الاقتصاديات والفقيرة وخير منفذ هو الجهل بالدين ورفض ...

الخروج الى الاعتراف بأن الأنسان في اساساً هو خلاصة الارض المنشطرة من حب الله ...والدين ...فبث هذة الدول في عقول الرافضين وهم عودة الخلافة التي لابد ان تأتي عن طريق القتل وان كل مايعشيه العربي هو عيب وخطيئة ولابد من القصاص ...

العراق ...يحكم من دولة دينية هي طهران ... وهذا لايتناسب مع كينونة الفرد العراقي ...والحكم الديني في العراق ليس حباً في الدين نفسه بل هو حباً في التمكن من مد اذرع الدولة الشيعية ...

الدولة المدنية لا تعني إنكار الدّين أو رفضه، بل تعني ضمان ممارسة الدّين، ولا اكره والكل يعيش وفق القانون

اليوم اصبح من المحال اعادة العراق الى حلبة الدولة المدنية ..... لسببين لأنهم العراق كان يحكم في زمن صدام حسين كان حكم عسكري لكن الجميع يعيش بسلام رغم الضغوط التي فرضت على الشيعة مبدائيا كان اكثر امان بكثير من زمن الدولة الدين ...

السبب الاخر سيطرة الخطاب الديني ناهيك عن سياسة حكم بغداد القائم على مبدأ الفساد وسرقة الحرية والرغيف ولد في النفس العراقية الخوف والصمت والجهل بالحقائق ....

الدين شىء رائع وابدي ومنظم حقيقي للمجتمعات لكن عندما يكون الدين ....سياسي سيفقد قيمته ويتحول من منبر سلام الى سلاح مميت عن طريق شخوص غير مبالين بوجود الله لأن الدين رحمة وليس نقمة

وكل تجارب الدول الدينية فشلت ....لأنها خلقت شعوب متأخرة منحصرة بين الامس ورفض التجديد والعالم يتقدم والمجتمعات تتطور وبالتالي الفكر يتغير ويتولد من قضبان الدولة الدينية نفسها ....و مهما كانت سلطة الدولة الدينية بالمقابل ستولد المعارضة

الدين في الأساس ديمقراطية بين الخالق والمخلوق ....وبدوره هو من يخلق داخل الدولة المدنية حب الانسان لأخيه احترام فروض الله وشرائعه ...التقيد بالقيم والاخلاق ..

لماذا لم تنجح الدولة الدينية العراق .... لسبب بسيط لأنها اخترقت السياسة وهتكت بها لدرجة تغليف المفسادات بثوب الشرع ...والوطنيات كنهب النفط وتدمير العلم والتربية والانسان نفسه بسياط الفقر والجهل والتطرف والطائفية والمخدرات والنساء

ومن اضرار الدولة الدينية في العراق هو وجود داعش ... نتيجة غياب الفكر السياسة والعسكري والتفكير بماديات العراق دون شعبه ....صراع طائفي بحت حول العرش ....فقط وكيفيفة النهب من خلال الوزرات والمناصب وكله يصب

في أحضان طهران .....الحاكم الفعلي للعراق مع واشنطن .... العراق يعيش حرب الكراسي والدولارت لاحرب الحرية والسلام ....... الكل يغرد في حلبة الوطنية وعندما نتمحظ في خطبهم نجد تصب في خلق الصراع من خلال الخطاب الديني



وهناك تتمة في مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال