الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/1

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/1
محمد ضياء عيسى العقابي
مقـــدمة لابـــد منـــها:
هذا مقال من أربع حلقات محوره الرئيسي كيفية إدارة العراق، وليس حكمه، في الدورة القادمة للبرلمان وفق الأسلوب المأخوذ به في العالم الديمقراطي بعيداً عن سلبيات الماضي وخاصة "المحاصصة"، التي فرضها الأمريكيون والطغمويون*، مع وجوب توظيف التطورات التي طرأت على العراق بعد سقوط الموصل بيد داعش، والتي هي في الحقيقة إنتكاسة مأساوية إلا أنها تنطوي على آفاق رحبة بإتجاه المضي بعزم على طريق ترسيخ الديمقراطية، وأنضجت شروطاً لازمة لإستكمال البناء الديمقراطي، إذا ما أحسن العراقيون الإستفادة منها.
بدايةً، تحقق أمر هام جداً تمثل بكشف، أمام الجماهير العراقية وأهل السياسة في الخارج، جميعِ من سعى لإلحاق السوء بالديمقراطية بهدف تشويهها أو تدميرها لمصالح ضيقة باتت معروفة، حتى بلغ بهم الحقد واليأس معاً إلى تمكين داعش من إحتلال الموصل كجزء من محاولة إنقلابية واسعة هي الأخطر ولكنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة حسب توقعي، ولكنها ستتضاءل خطورةً. كان المتآمرون على طول الخط، من داخل العراق وخارجه، متناسقين بالتلازم المصلحي المتبادل. وكان مما إنكشف أيضاً، ما تبقت بين أيديهم من أسلحة لديمومة مقاومة البناء الديمقراطي.
الإنتكاسة وما ستؤول إليه من إنتصارات متوقَعة على كافة الجبهات وليس على الجبهة العسكرية وحسب، تشكل دليلاً آخر على ما طرحتُ في إحدى مقالاتي من أن العراقيين لا يتعلمون إلا بالطريق الصعب.
تمثلت أهم خطورة لداعش، على الإطلاق، بإعلانها النية على الزحف إلى "كربلاء والنجف والقضاء على عبدة البشر والحجر" ويعنون إبادة الشيعة على عموم العراق حسب مفاهيمهم المعوجة، كما يعنون، في الحقيقة، كافةَ من لا يوافقهم الرأي أو ينصاع لفكرهم الضال من أبناء الشعب وذلك لتنفيذ مخطط إمبريالي صهيوني يستهدف المنطقة بأكملها وخاصة الأمة العربية. لقد باشروا بالفعل بإبادة الشيعة في الموصل وسهل نينوى وكركوك وطوز خورماتو وقضاء تلعفر وقرية بيشير وفي ديالى وشمال بابل وسجن بادوش. وإذا أبدوا "التساهل" النسبي مع الشرائح الأخرى فهو أمر مؤقت ويندرج تحت باب المناورة. ومن يريد أن يصدقهم فهو حر على ألا يقف بوجه المهدَّدين للتصدي لهم في معركة الحياة أو الموت.
إن هذا الإعلان لا يدع أي مجال للسكوت على أي قدر من التبرير أو التعاطف أو التستر أو التناغم أو التعاون أو الحماية لداعش، كما دأب على إنتهاجها الطغمويون، حيال القاعدة، طيلة السنين العشر الماضية. يجب ردها بالكلمة الشريفة والقانون العادل دون هوادة، إذا جاءت بأية وسيلة كانت:
- سواءً كانت عملية كرفع السلاح بوجه الدولة تحت أية ذريعة ومسمى، فالشعب في وقت محنة ومهدد بالفناء فلا حصانة لهؤلاء، إذ هم عملياً، أحبوا أم كرهوا، يقفون في خندق واحد مع داعش وهو خندق إبادة الشعب. إذا قبلنا بشرعية من يرفع السلاح بدعوى التهميش وهو، في حقيقته، طغموي لا يرضى إلا بكامل الدولة تحت حذاءه، فماذا سنقول لمن فقدوا عشرات الآلاف من أحبائهم الأبرياء، صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، ممزقين بالمفخخات والعبوات الناسفة والهاونات والصواريخ والعبوات اللاصقة والرشاشات والكواتم؟
- أو كانت لفظية ، كالدعوة للتمييز بين الداعشيين و"الثوار" أو التشويش والتبرير وخلط الأوراق وشخصنة المشاكل والغمز واللمز والتستر على الجاني بمساواته بالضحية والتعتيم على المخرب بإتهام الجميع وتحقير الديمقراطية وأدواتها بذريعة الدفاع عن الشعب وتوزيع الآثام على الجميع إفتعالاً للتستر على المجرم وإتهام الجميع بالفساد للتستر على الفاسدين الحقيقيين، ناهيكم عن الكذب والتلفيق والتشويه والتسقيط .

ستشكل الحلقة الأولى التي هي بين أيدينا مقدمة لباقي الحلقات.

وستركز الحلقة الثانية على الكيفية الملائمة التي أراها لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه وإنتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه وتكليف رئيس مجلس الوزراء وذلك في الجلسة القادمة لمجلس النواب التي ستنعقد بعد أسبوع، إذا ما كرر الطغمويون ألعوبتهم الإبتزازية بالإنسحاب من الجلسة وممارسة التخريب محاولين تثبيت ما دأبوا عليه سابقاً ليكون نهج المستقبل أيضاً وهو ما لا يجب أن يسمح أحد لهم بتكرار ذلك أبداً.
أما الحلقة الثالثة فتتركز على محاولة رسم ما يدور حولنا وبشأننا وبشأن الأمة العربية في العالم والإقليم والداخل العراقي لكي نقف، نحن الديمقراطيين إسلاميين وعلمانيين، على أرضية سياسية واحدة وصلبة نتحرك عليها نحو الأمام.
وستتناول الحلقة الرابعة "هوية العراق" وكيف تتحدد ومن يحددها في ظل نظام ديمقراطي مع التنبيه إلى بعض المظاهر التي تخل بحيادية الدولة الديمقراطية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته: "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو