الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العباءة والعروبة ...

واثق الواثق

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


العباءة والعروبة ..
العباءة هي زى الرجال والنساء عند العرب فهي إحدى المظاهر المميزة في أزياء العرب الأصيلة والشعبية القديمة وكونها تمثل الزى الذي ارتداه الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته عليهم السلام ... وللعباءة موقف عند أكساء الكعبة حيث ساهمت في حل الخلاف ا لدائر بين القبائل التي تريد شرف رفع الحجر الأسود ووضعه , فبسط الرسول الأكرم عباءته ووضع عليها الحجر الأسود ووضع عليها الحجر الأسود وقال ليمسك كل رئيس قبيلة بطرف من العباءة ويرفعونه جميعا وبذلك أرضاهم جميعا وحل الخلاف الدائر بينهم من خلال عباءته المباركة .. وللعباءة ايضا في ادبنا العربي دورا مهما ..فقد اطلق البوصير ي على احد ى قصائده (البردة )من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير في مدح الرسول _صلى الله عليه وسلم _فقد اشتهر ان النبي _صلى الله عليه وسلم _أعطى كعبا بردته حين انشد القصيدة ورأى البوصيري في منامه ان النبي القي عليه بردته حين انشد القصيدة . كما إن البردة اسما أخرا هو البرأة لان البوصيري كما يقال برأبها من علته .. وغيرها من المواقف والطرائف التي شهدها موضوع العباءة ..
لذلك نجد ثمة اهتماما واضحا وخاصا ومميزا بالعباءة من حيث انتقاء خيوطها وحياكة وزخرفة إطرافها وعلى هذا الاهتمام ظهر عدد من خياطي او حائكي العبي او ما يسمى بالعبايجي الذي يتولى تفصيل وخياطة وتطريز العبي وهم منتشرون في جميع إنحاء العراق بإعداد كبيرة بدأت تنقرض مع مرور الأيام ودخول التكنلوجيا الحديثة والالا ت المتطورة .
وفي محافظة المثنى تكثر محلات الحياكة والخياطة والتطريز في أزقة ودرا بين السوق الكبير المتشابكة والضيقة والتي تفوح منها رائحة الأناس القدماء من أبناء المدينة . وهو أقدم واعرق سوق في المدينة ضم أقدم المحال والخوان التي كان يستقر ويقيم بها أبناء البادية حينما كانوا يأتون للتسوق او بيع متوجاتهم او تبادلها في السوق مع أبناء المدينة او أصحاب المحال والخوان الكبيرة المعدة لخزن التمور والحنطة والشعير والجلود والأصواف وغيرها من الجيم ومواد الصيد او المواد الغذائية والحرف القديمة والعريقة والتي مازال البعض منها يلفظ الأنفاس الأخيرة إلى وقتنا الحاضر حالها حال البيوتات الأثرية ذات الشناشيل الجليية المعروفة والتي تعود الى العهود الغابرة .
وعن طبيعة نسج العبي حدثنا الحاج حسين عن مهنتهم التي تنحصر في نسج و خبن العباءة وتحرير ها وتشريزها وتعليق البلابل المذهبة والفضية على جوانبها والتي تستمر إلى أيام وتأخذ الوقت الكافي وهي تقصر في النظر لما تحتاجه من دقة متناهية في التركيز والأداء والإضاءة وطريقة الجلوس .
والعباءة العربية والعراقية تحديدا أنواع مختلفة بحسب البيئة والذوق وطلب الزبون ونوع المواد المستعملة كالصوف الناعم او الخشن والحرير والبري سم او الخيوط الملونة كالأسود والأحمر والأسمر ..
وتختلف أسماء العبي كذلك نسبة الى شخص او حائكها او المنطقة التي تشتهر فيها او المادة المصنوعة منها كالخاجية والسعد ونية المخططة بخطوط عريضة بيضاء وسوداء وشعرية في بعض الأحيان .. ومنها ماتكون خيوطها بيضاء وزرقاء ومطرزة عند الكتف ...
وإما العباءة الشاليه فهي عباءة بيضاء ذات خطوط رقيقة ودقيقة تكون سميكة وتلبس في الشتاء ويطلق عليها أيضا أم الكتف أو الكتفين ويطرز كتفها بالكلبدون إضافة إلى عباءة القرغولية والبتيه والحساوية التي تصنع من شعر المعز الأسود او وبر الجمال وعباءة الحبر والعبي الناعمة الملمس التي تطرز بالكلبدون أيضا.
إما البرسيمية او الحريرية المنسوجة بخيوط الحرير او الصوف توضع عادة على الكتف ...
ومن أسماء العباءات أيضا الأطلس والمزوية وغيرها .
وتعتبر مدينة السماوة من أقدم المدن التي اشتهرت بنسج اعرق وأفضل العبي ومركز استقطاب وإقبال الكثيرين من المدن والدول الخليجية المجاورة لما هذه الحرفة من وقع وأهميه خاصة لدى أبناء هذه البلدان ممن يعتبر العباءة جزاءا لايتجزء من حياته اليومية وأصالته العربية والتي تعتبر رمزا للباس العربي منذ القدم وخصوصا في منطقة بادية المثنى التي تشكل نسبة ستة بالمائة من مساحة العراق المطلة على بعض الدول الخليجية والتي تشتهر بسكانها البدو الرحل والمميزين بلباس العباءة والحفاظ عليها إضافة إلى العادات والتقاليد والفنون والآداب والمهن الأخرى .ولم تقتصر المدينة على نسج العباءة العربية فقط بل اكتملت بنسج العقال العربي المشهور والجزء المكمل للعباءة والزى العربي والذي اشتق اسمه من العقل كون العرب سابقا تلبس الفتى عند البلوغ العقال دلالة على اكتمال العقل والرجولة ..
وكما للعباءة أسماء وألوان وأنواع كذلك للعقال العربي أسماء وألوان وأنواع ومواد ينسج منها او يصنع بفعل عوامل ومؤثرات التكنلوجيا الحديثة والمتطورة التي غزت الحرف والمهن القديمة وحاولت اكتساحها من الأسواق بالسرعة والسهولة وقلة الكلفة ..
وألوان العقال سابقا وحاليا منها الأسود والأخضر والأحمر والأزرق والمخطط وغيرها بحسب المناسبة او العصر او المنطقة او الرمز ..
وتستغرق فترة إعداد العقال مابين الساعة الى الساعتين وحسب نوعية العقال المرتبط بالعادات والتقاليد المتبعة من قبل الشخص او أبناء عشيرته او قريته وحسب الأجزاء والمكونات التي ينسج منها ..
وبالرغم من التطور العلمي والتكنولوجي الذي طرأ على كافة مفاصل الحياة العصرية الحالية إلا ان طريقة نسج وارتداء العباءة والعقال العربي حافظت على عراقتها العربية الأصيلة من التحلل والانهيار والانجرار وراء هذا المد الجارف من الصناعات الحديثة و المتطورة ..

واثق الواثق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا