الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سَّراب الصحراء القاحلة

عباس ساجت الغزي

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


سَّراب الصحراء القاحلة
شحة النفوس فأصاب الارض شحٌ ومنعت عنا السماء, قل الصالحون فأعاث المفسدون فينا خبثاً وشروراً وبلاء, كثرة صيحاتنا فأعتاد شكوانا اصحاب العلاج فشحوا بالدواء , الخلاص سراب اعيانا الركض ورائه لعطشنا حسبناه ماء, نسال الله انجلاء همومنا فما عاد يستجب لنا الدعاء.
ابتلى الله ارض العراق بالمطامع على مر العصور, كما ابتلى اهل العراق بالمحن والشدائد, تارة من باب الاختبار واخرى بما كسبت أيدي الاهل من عواقب الاعمال, ويبقى هنالك سرٌّ في ارض السواد يعجز الناس على مر الدهور على تفسير اللغز الخفي فيه, ارض حباها الله بالرسل والانبياء والأئمة والاوصياء والصديقين, اهلها اهل ثقافة وفن وحضارة وتاريخ يشهد لها من قلب صفحات التاريخ بحثاً عن مآثر الاجداد وغاص في اعماق الاوتاد في ارض المعمورة.
يقف المرء متحيراً امام ذلك السرّ فكل تلك الاوصاف حقيقة في اهل العراق وارضه, وفي كل ذلك يرونه الاهل صحراءً قاحلةً فالايام يداولونها بالصبر على البلاء جرياً وراء سراب الانفراج من ظلم وجور تلك المحن واوقاتها العصيبة عليهم, وكل ما يعرفون من الحلقات المكتشفة عن البعض من معالم ذلك السرَّ تكرار الغزوات الخارجية بحقب زمنية متقاربة تكاد توقيتها تشابه من يحمل بيده مطرقة ويطرق على الراس بتوقيتات مدروسة ليستمر الطرق دون تمكن صاحب الراس من القيام بردةِ فعل منجية.
بالإضافة الى تكرار المؤامرات الداخلية من خلال الانقلابات والثورات والمتغيرات في الانظمة الحاكمة المتعاقبة دونما ترك فسحة من الامل في انفراج ازمة او اتاحة فرصة للتنعم بالخيرات الوفيرة التي تهدر عبثاً بعد كل حدث من تلك الاحداث المتعاقبة, وفي كل ذلك نرى الناس يتساءلون عن الخطب الجلل الذي هم فيه يموجون وبشدة ضربه يترنحون ويذهلون ويغدون بعد كل انفراج ازمة (حيرى), مما الم بهم من عظم المصاب وسد الابواب والعودة بخفي حنين بعد كل ازمة تضع فيها كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى لكن الخطب كبير والصواعق تنزل تضرب على الرؤوس.
أي سرّ ذاك الذي يجعل الطامعين يرون العراق كنز بحجم ارضه؟ في حين يره الابناء ارض الموت والبلاء والفقر والمعاناة والقتل والدمار!! واي سر يجعل العالم يتكالبون عليه عابرين القارات للفوز بغنيمة, في حين يهجره الابناء بحثاً في دول اخرى عن مكان امن ومصدر رزق يقتاتون منه واهليهم, معادلة صعبة وظاهرة غريبة, منهم من يفسرها بالابتلاءات الالهية والبعض بالغضب الالهي وآخرين بالدعوات والويل والثبور من الذين قتلوا ظلماً وجوراً في فلواتِ ارضه.
وانا اعيش المحن والخطوب في وطني اضع يدي على قلبي خوفاً من اقتطاع وضياع جزء من ارضه, او ان افقد فئة من اخوتي ابناء شعبي نتيجة الحروب الضروس, اغمض عينيَّ بخشوع وارفع يداي الى السماء وابتهل الى الله "ان فك عقدة بلدي واحمي ارضي واحفظ اهلي".
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف