الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلسم العراق ...بادية المثنى

واثق الواثق

2014 / 7 / 5
الادب والفن


طلسم العراق
واثق الواثق
طلسم العراق ...بادية المثنى ..
رحلة الإلف ميل بدأت بخطوة من مركز مدينة السماوة غربا باتجاه الصحراء حيث بادية المثنى التي تشكل نسبة مهمة من ارض العراق حيث انطلقت قافلة الصيادين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة والحازمين أمتعتهم لااكثر من يوم أو أسبوع تحسبا لما تكتنفه الصحراء من غموض أو مفاجئات ..

بدأت الرحلة بالسباحة فوق صفحات الرمل المتحرك والمتموج في بحر من المفاجئات والغرائب والعجائب التي بدأت تتفتق منذ بداية الطريق ...
حيث الشبكة العنكبوتية للطرق المتشابكة والشائكة والوهمية التي تركها البدو الرحل او الصيادين او قطاع الطرق او ألعابري السبيل أو المهربين من مختلف المحافظات حيث الأراضي الخليجية المجاورة وبعض أماكن الرصد والكمائن لدوريات الشرطة العراقية وحرس وحماية الحدود ...
الأرض الحبلى بالكثير من الكنوز والموارد الطبيعية من نباتات وحيوانات ومعادن وصخور وأملاح وأبار نفطية وعيون للمياه العذبة او الجوفية والفيضات والواحات الواسعة الخضراء المبعثرة في الصحراء والأودية والتي غالبا ما تكثر حولها الطيور والأرانب والذئاب والقطط والزواحف الحيوانات الأخرى البرية من اجل الماء والكلىء..

تشتهر بادية المثنى باحتضانها لمختلف النباتات التي تستخدم لااغراض طبية كالصبر والحمض والشيح والسعدان وغيرها ..إضافة إلى نبات الغضا المشهور والمعروف برائحته الطيبة التي تشبه رائحة المسك واستخدمه كحطب لما يمتلكه من مقاومة ومطاولة في النار
..ومن خلال نبات الغضا جاءت تسمية احد الأودية بوادي الغضا المعروف..
وفي وادي الغضا نشأ الشاعر مالك بن الريب التميمي وهو شاعر فاتك وقاطع طريق وشهد الوادي والمناطق المجاورة له معركة ذي قار الشهيرة بين العرب والفرس..

ولمشعل النار أهمية خاصة عند البدو الرحل من أبناء مدينة المثنى لأسباب منها اعتزاز البدوي بهذه النعمة الإلهية ومصدرا للطاقة والعلاج إضافة الى كونه خير انيس في استطالة ليالي الصحراء الموحشة و البعيدة الغور ناهيك من كونه علامة او دلالة لعابري السبيل او الذين أنقطت بهم السبل في الصحراء .
.إما الصفة الأخرى لمشعل النار لا تحلو جلسات السمر وقصائد الشعر إلا مع السنة وضوء النار الذي يفتح أفواه شهية الحديث ويطيل الاستمتاع بها ..

وبرغم برودة الجو القارصة في فصل الشتاء التي تمتد بعض الشيء إلى فصل الربيع على امتداد مساحات الصحراء إلا إن ذلك لم يثن الصيادين من مواصلة رحلة الصيد
مهنة الصيد هي اول مهنةاوحرفة عرفها الإنسان القديم ومصدرا للرزق والعيش منذ أقدم العصور حيث تشكل بادية المثنى الحاضنة الرئيسة لهواة محبي هذه المهنة العريقة وللبدو الرحل
هذا يستخدمون الصيادون كافة الوسائل المختلفة في الصيد كالكلاب والصقور والبنادق والحراب والكماشات والحجارة والعصي والشباك وغيرها من اجل المتعة وكشف طلاسم الصحراء وهم يجوبون تلك المناطق الشاسعة أملا في فريسة ينقضون عليها اواثر يكتشفونه أو أناس ينفضون عنهم هموم الحياة الصاخبة التي تركوها في المدينة

وبينما يعتل الليل نهايات النهار مغتصبا غسق الشمس الذي سحب ذيوله متقهقرا نحو المغيب يبدأ الصيادون لااعداد وجبة العشاء مما حوته حقائب صيدهم من الطيور وبعض الحيوانات لتكون وجبة عشاء ممتعة وشهية طالما انتظروها بفارغ من الصبر لمعرفة الطعم والمذاق الخيالي والخرافي الذي تحمله تلك الحيوانات البرية والتي تفنن الصيادون بطرق شيها ..

ومن اجل عدم تفويت الفرصة على ساعات الليل التي بدأت تسرق الوقت من الصيادين المتعبين وعلى مشعل اجتهد نبات الغضا بمنحة جل مالديه من إضاءة ودفء ونظارة مطعمة بنكهة المسك والتي تدل على براعة صنع الخالق بدأت قصائد الغزل والرثاء والفخر تفوح من أفواه الشعراء وتسبح على سطح الصحراء لتملى الأفق بما تجول به قرائحهم النقية الصافية وهي تعانق نجوم السماء معاتبة الحبيب الذي غاب منذ زمن بعيد على أمل العودة من جديد .
.
وبينما يثمل الحاضرون بشرب كؤوس العتاب والفرقة والحب المتيم الذي زقته السنة الشعراء زقا يطل علي الصيادين ابو سرحان ا لذئب بمشيه المتموج ولونه الاسود الداكن وعيونه القادحة محاولا التصيد في الأجواء الساكنة والهادئة لتعكيرها وهو يمارس حيله الماكرة والمخادعة من اجل الانقضاض على فريسته كالعادة بدون أستاذان في أروع ملحمة صراع من اجل البقاء ..

وفي الصباح التالي يواصل الصيادون رحلة البحث عن المتاعب والكشف عن الإسرار وشد أحزمتهم وصيانة بنادق الصيد ذات المناشىء العالمية القديمة والتي يعتزون بها كونها ارث الإباء والأجداد في أروع مغامرات صيد محفوفة بالمخاطر نحو المكناص الذي غالبا ما تتواجد فيه الطيور والثعالب والأرانب والقطط والزواحف بمختلف أنواعها لوفرت الكلأ والماء في والواحات الخضراء . ... هناك حيث أميط اللثام عن الكثير من الكنوز المخفية والمبهمة في رحم الصحراء
وبرغم اختلاف العادات والتقاليد التي سافرت مع الزمن في الكثير من المدن العراقية الا ان بادية المثنى بقيت المعدن الأصيل والمنهل العذب والشلال المتدفق وإلام الولود لتلك العادات والتقاليد سيما مايتعلق باللغة والأدب والفنون والحرف ...كالشعر النبطي ورقصة الدحة او ألسامري والجوبي وغيرها التي احتفظت بها بادية المثنى بالخصوص .
بيئة بقدر ماحباه الله من جمال لاترى فيها عيون اهلها الا ارض جدباء يشكل العيش فيها تحديا سرمديا للانسان ..هناك ..
و ينظر المختصون في مجال وخبر الصحراء منطقة مختلفة تمام الاختلاف .. ارض تحتوي الكثير من المقومات وثروات البقاء ماتكفي لكافة أبناء البلاد وفوق كل هذا فهي صحراء متأهلة بالسكان والعيش حيث تعود أثارها الى ألاف السنين الخالية .. حتى انهاى شهدت معركة ذي قار ونشأة الشاعر مالك بن الريب التميمي .والكثير من المعارك والإحداث ...
ورغم إن شعبها مازال في طور البناء والأعمار ألا ان أحلامها لا تقف عند حدود لتوفر المياه الجوفية والابار النفطية والنباتات الطبيعية . وتبقى بادية المثنى الطلسم الذي ينتظر من يفك شفراته من خلال البحث والتنقيب ...

واثق الواثق ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال