الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 1 – 12 )

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 1 – 12 )

كور متيوك
عقب الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية في الحادي عشر من سبتمبر 2001م القى الرئيس بوش الابن عبارته الشهيرة ( من ليس معنا فهو ضدنا ) مطالباً فيه الدول بضروة توضيح مواقفهم حول الارهاب بدلاً من التعاطف مع الشعب الامريكي وحكومته ، و بالفعل سارع الكثير من الدول ، بل قل كل حكومات العالم لتعبر لبوش الابن عن وقوفهم مع الولايات المتحدة في حربه ضد الارهاب واستعدادهم الكامل في ارسال قواتهم العسكرية ، لكن بوش عندما تحدث بهذا الشكل كان يعرف إنه لا يوجد قوة في الارض يمكنه إن يخالف او يتحدث بعكس ما قيل ، تخيل عزيزي القارئ إن بن لادن إختار الصومال وفجر فيها قنبلة نووية دعك من تفجير طائرة او مبنى ، وخلف تلك العملية ضعف اضعاف ضحايا تفجيرات برجي التجارة و البنتاغون ، فهل كان سيخرج الرئيس الصومالي ليتحدث كما تحدث الرئيس بوش ؟ لا بالتاكيد ، بل سيكون كلماته على شاكلة " نطلب من المجتمع الدولي و الدول العظمى مساعدتنا في إغاثة الناجين من العملية الارهابية ، وتدريب قواتنا الخاصة و إرسال قوات دولية للمساعدة في محاربة تنظيم القاعدة " ولن يخرج الرئيس الصومالي ابعد من تلك الكلمات وذلك لان الواقع الاقليمي و الدولي يفرض له ذلك بالاضافة الى موقع الصومال الدولي .
من خلال متابعاتي لنشاة الازمة في ليلة 15/12 توصلت لنتيجة مفادها إن الحكومة تتعامل بنفس الاسلوب التي كان يتعامل معها بوش مع دول العالم فمن لم يقبل الرواية الحكومية الرسمية المفسرة لما حصل في ليلة الخامس عشر و التي سنطلق عليها ( الحقيقة الحكومية ) فهو عدو ومن يقبل بتلك الرواية فهو الصديق ، وعلى هذه الشاكلة ادارت الحكومة الازمة دون إن تترك لاحد مساحة في المنتصف للوقوف عليها ، بنفس العقلية ونفس السياسات التي لا تعرف الحياد قامت الحكومة بتطبيقها في ادارتها للازمة و العلاقات مع الاقليم و المجتمع الدولي لكن من الصعب على الحكومة إن تدير السياسة الخارجية للدولة التي تطلق عليها ( الدولة الوليدة ) بدلاً من ( جمهورية جنوب السودان ) بنفس الطريقة التي تدير بها شؤونها الداخلية ؛ فما هي المقومات التي على اساسها يريد الحكومة إن تفرض بها مواقفها لدول العالم ؟ السياسة الخارجية ليس مجرد وزارة ، وموظفين بل يعتمد بدرجة اساسية للاركان الاخرى للدولة مثل الموقع الجيوبلوتيكي ، السكان ، الاقتصاد ، نسبة التعليم ، القوة العسكرية ..... الخ ، الحكومة في السياسة الخارجية وعلاقاتها الدولية تعاملت بمنطق إما إن تقبل الدولة حقيقتها او اعتبرت دولة عدوة وتتدخل في الشؤون الداخلية .
في فترة ما بعد نشاة الحرب في الخامس عشر ، اختفى تماماً دور وزارة الخارجية المناط بها شرح حقائق الامور للدول الصديقة و العدوة و الحليفة لكي تستطيع تلك الدول اتخاذ قراراتها على ضؤ المعلومات التي كان ينبغي إن توفرها وزارة الخارجية عبر سفاراتها بالخارج ، وعندما نقول ( حقائق الامور ) فلا نقصد بها الحقيقة بمعناها المعروفة التي تعني الحقيقة دون لبس او اضافة ونقصان ، فليس بالضرورة إن تنقل الحقائق بمعناها اللغوي والاصطلاحي بل وفقاً لتعريف الحكومة للحقيقة فقد تكون الحقيقة هي الحقيقة نفسها ، وقد تكون الكذب هي الحقيقة ، ولانها ليست مطلقة ، ادت الى انقسام الشارع الجنوبي ما بين مصدق للحقيقة الحكومية و المكذب لما يعتقد إنها تضليل وليس حقيقة ، ومن تلك اللحظة ووسط المعمعة ؛ اعتقدنا إن وزارة الخارجية قد اختفت من وجه البسيطة مبتلعة معها موظفيها الصغار و الكبار بالاضافة الى جدرانها والصور التي تزين مكاتبها ، اختفت كما اختفت الطائرة الماليزية 370 دون إن تترك اثراً لاقتفائها .
عبر هذه السلسلة نبحث تطورات العلاقة بين واشنطن وجنوب السودان ، واضرار وفوائد زيارة وزير الخارجية الى روسيا بعد إن حضر مؤتمر المانحين في النرويج ، وهل تم مناقشة تلك الخطوة نقاش مستفيض لمعرفة اضرارها على المدى القريب و البعيد ؟ ام هي نتيجة زعل وغضب من المواقف الامريكية ؟ تاثير ذلك على مستقبل العلاقة مع واشنطن و الاستقرار في البلاد ، نناقش إن كان مقدرات البلاد تسمح لها بالتنقل بين الدول الكبرى ، اخذين في الاعتبار ، الحرب الاهلية السورية ، الازمة الاوكرانية ، وكيف إن تلك المواقف ادت الى انقسام جيوبلوتيكي .
محاولين معرفة ماذا حدث في العلاقة بين الحكومة بقيادة الرئيس كير و الادارة الامريكية بقيادة اوباما ، وهل فعلاً غيرت الادارة الامريكية سياساتها نحونا ؟ ام إن سوء ادارة الدولة هي السبب في الازمة بين الدولتين ؟ وهل بزيارة وزير الخارجية الى روسيا تكون قيادة البلاد قررت إن تلعب دوراً دولياً في الصراع بين امريكا وروسيا ؟ ماهي الفوائد الاقتصادية و السياسية المنتظرة من روسيا ؟ هل تمتلك جنوب السودان مقدرات اقتصادية وسياسية تميزها ؟ ماذا نريد من واشنطن ؟ كيف نحقق ذلك ؟ ماذا تريد واشنطن منا ؟ ماذا تريد روسيا ؟ وماذا نريد من روسيا ؟ وهل يمكن إن يتنقل جنوب السودان بين امريكا وروسيا كما يحاول مصر و السعودية ان تفعل ؟ موقف واشنطن من الصراع حول السلطة في جنوب السودان وماذا تعتقد إنها الافضل لشعب جنوب السودان .
هل يعتقد الحكومة إن روسيا يمكنها إن تقوم بما يقوم به امريكا ، ولماذا ستفعل ؟ روسيا لا يهمها إن تحيط بها مجموعة من الدول التي قد تشكل لها عبء اقتصادي بينما هي لن تمانع إن يفترض بعض حكومات الدول التي تعاني مشاكل مع الولايات المتحدة إنها بديل استراتيجي ، سياسة روسيا الخارجية في الوقت الحالي هو كيفية اعادة بناء الاقتصاد الروسي للتحول من دولة من دول العالم الثالث الى دولة صناعية ، وهذا قد ياخذ معها زمن طويل لكن روسيا ليست في عجلة من امرها ، فهي تنفذ خططها ببطء حتى تعود الى المشهد العالمي من جديد الى ما قبل العام 1991م .
الاتحاد السوفيتي التي تدخلت في افغانستان في العام 1975م بدعوى ان الحكومة الافغانية المناصرة للماركسية قد طلبت منها ذلك ، تلك كانت الاتحاد السوفيتي في قمة امجادها ، لكن ايمكن إن يقوم بوتين بذلك اليوم لو طلبت منها دولة حليفة ذلك ؟ الاجابة هي لا بكل تاكيد وذلك إذا اخذنا في الاعتبار تجربتها في ابخاذيا واوسيتيا و القرم وتلك التجارب لها اسبابها الخاصة التي جعلت روسيا تقرر الدخول في تلك الحرب سنعرج على الموضوع في شذرات المقال دون إن نتطرق عليه بالتفصيل حتى لا يسرقنا عن موضوعنا الرئيسي .
التدخل السوفيتي في افغانستان جعل صانعوا القرار في واشنطن و الرئيس كارتر يصرح إنه قد اعاد النظر في السياسة الخارجية ؛ كذلك الصراع الذي يدور بين ( الاخوة كارمازوف ، بالاشارة الى رواية الاديب الروسي فيدور دوستويفسكي ) ، يجعل العديد من المراقبين و المتابعين للاوضاع الاقليمية و الدولية يتساءلون عن طبيعة العلاقة التي كانت تربط الولايات المتحدة الامريكية بالحركة الشعبية لتحرير السودان طيلة فترة نضالها ضد الانظمة السودانية المتعاقبة و الدعم التي حصلت عليها من قبل الولايات المتحدة ؟ كما إن ما الت عليه العلاقات بين الدولتين اليوم يطرح عدة اسئلة منها : هل الرؤية الامريكية للعلاقات بينها و جنوب السودان رؤية تكتيكية ام استراتيجية ؟ لان إذا كانت النظرة الامريكية استراتيجية فكيف يمكننا إن نعبر عن تقاعس إدارة اوباما عن لعب دور إيجابي منذ إستقلال جنوب السودان للمساعدة في بناء الدولة ؟ و إن كانت تكتيكية فما هي الهدف النهائي من كل الدعم التي قدمها ؟ ام إن الولايات المتحدة لم يكن من خططها إن يستقل البلاد ؟ لكنها لم تستطيع إثناء شعب جنوب السودان على العدول عن فكرة الاستقلال لذلك إختارت إن تجاري النخبة في جنوب السودان تحقيقاً لامال الشعب في إن يكون لهم دولة بعيداً من السودان و انظمتها الظالمة ؟ .
كل ذلك اسئلة نسعى من خلال هذه السلسلة إن نجيب عليها .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟