الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 50

مليكة مزان

2014 / 7 / 5
الادب والفن




في مرحلة ما ، تذكرُ ، كنتُ قد خرجتُ لأكسر ضده / ضدهم كل جدران الصمت .

ثمة ، في هذه المرحلة ، جدران أخرى لا بد أن تُكسر لما بقي من صمت :

الوطن ، معه / معهم ، لم يكن ..

سوى ذاك السجن الكبير السيئ الذكر ...
سوى ذاك المنفى الداخلي المهين ...

ها الحب ، معك ، مواطن تعيس بلا حقوق ، بلا كرامة ، إن قضى ليلة بحضنك لا يخرج منه إلا وهو جثة !

***

كنت أعتقدُ ..
أن ما بيننا أكثر من حنين وعطر ، أنبل من جوع وانتشاء ...

كنت أؤمنُ ..
أن ما بيننا هو ذاك الحب ، هو ذاك الجسد !

فإذا نسخة مشوهة للحب أنتَ يعاني منها الجسد !
فإذا غيرَ محنة تمر بها هذه الرواية ، لن تكونَ !

ألستَ ، إذ أعلنتُ الحب والفن والجسد رموزاً للثورة ، من أساء الفهم ؟!

ألستَ ، إذ انطلقت الشرارات الأولى لكل ثورة ، من هب لمحاصرة الحب ، لاغتصاب الجسد ، لإقصاء الفن ؟!

عزيزي ..

هو أنتَ .. بثورة غير ثورتي ، بعطر غير عطري ، المتلبس دوماَ ، لمَ الإصرارُ ، إذاً ، على جسد امرأة لا تتسع له كل فلسفاتكَ ؟!

عزيزي ..

ما كان لكَ أن تشبع جوعي إلى ذاك الجسد ، إلى ذاك الحب ، إلى تلك الثورة ...

فماذا لو أعتقَلُ بتهمة تفجير ما بقي من أكاذيبك ؟!
ماذا لو يحكم عليَّ بمزيد من التورط فيكَ حتى آخر قصيدة انتحارية ، حتى آخر رواية مضادة ؟!
ماذا لو يتم منعي من أي تمتع بحقي في ظروف التخفيف ؟!
ماذا لو أمنح أخيراً ما أستحقه من أوسمة الشكر على جريمة تفجيرك ؟!

***

عزيزي ..

لا تأت هذا المساء ، لا تأت أي مساء ...

تعلمتُ كيف أسكر بعيداً عن كل جسد لك ، عن كل عطر ...

تعلمتُ كيف أقطع أجنحة تحرر كاذب كنت تريده لي ...
تعلمت متى أقطعها مساهمة مني فقط في إفلاس سماواتك !

عزيزي ..

الحق أنك الرجل الوحيد الذي جُن به سريري ، لكن ذهب الجنون وبقي السرير !

فلا تترك ، بعدُ ، قميصَ نومك ، لهيبَ أنفاسك ، آهاتِ انتشائك ...
لا تبعث ، بعدُ ، بهدايا مكرك ، برسائل عطرك ...

مواطنة أنا استغنت عن وهم الرجال !

***

عزيزي ..

قد يحصل أن يعاودكَ الحنين إلى الجسد ،
إلى مجرد جسدٍ ،

قد يحصلُ .

عزيزي .. إن حصل فتعالَ !

تعال لأحبكَ بقلب أقلَّ ،
تعال لتقبلني بشفتين تعانيان من ضعف في المواطنة ، من خيانة في التواصل !

تعال ، سأعصر لك الجسدَ ..

حتى آخر قطرة حب ،
حتى آخر قطرة سم !

تعالَ ،

لن نشيخ وحدنا الليلة ،
كل الأشياء الجميلة ستشيخ معنا ..

حتى الوطنُ ،
حتى الثورة ُ ،
حتى الفـنّ ُ ،
حتى الحـب !

آهاً .. كم هو مؤلم أن يشيخ معنا الحب !

أجل ، الحب ، ذاك الذي وحده كان يشعل لديَّ فتيلَ الكتابة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا