الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش للتصدير

محمد عبد الله دالي

2014 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


داعش التصدير
منذ ان بدأت الولايات المتحدة وحلفائها بمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان ، جندت عملائها في المنطقة العربية ، وأوكلت ذلك إلى حليفتها مملكة آل سعود بذلك ,فأرسلت شبابها وشباب بعض الدول العربية ,بعد تدريبهم على أيدي خبراء البانتكون وإسرائيل ,وتُعدهم ليس فقط ضد الشيوعيين في افغانستان بل لكل منطقة تريد زعزعت الوضع السياسي فيها .
وبعد سقوط النظام في أفغانستان ,أصبحت تنظيمات طالبان وتنظيمات القاعدة , بُعبُعا لا تستوعبه قنينة المارد التي كانوا يسطرون عليه في داخلها ,وانتشر هذا المارد وأصبح اخطبوا ,مد اذرعه الى كل مكان يجد فيه ارض رخوة لنشر مبادئه الهدامة والمتخلفة لإعادة العالم إلى عصر الخلافة والجاهلية الأولى .
فقدت الولايات المتحدة وحليفتها في المنطقة السيطرة على هذا الوباء وأول عضة عضها هذا التنظيم المتخلف صاحبه فكانت أقسى الضربات في أمريكا وبريطانيا وفي مناطق حساسة في أوربا وفي المنطقة العربية وكان المستفيد من الوضع السائد آنذاك هو النظام السابق في العراق ,عندما جندهم كفدائيين وجهاديين ضد الولايات المتحدة ,إثناء حربها ضد العراق ,وبعد هزيمة النظام السابق بقيت هذه الخلايا السرطانية نائمة و حاضنه للإرهاب ,في أماكنها,وعندما اجتاحت المنطقة ما يسمى بالربيع العربي ,الذي انقلب إلى خريفا
خافت الانظمه الرجعية على نفسها من هذه الرياح ,فأعادت ترتيب أوراقها لحماية نفسها من الربيع العربي الذي بدا من العراق وتونس ومصر وليبيا ,فدعت كل من المغرب والأردن للانضمام إلى دول الخليج العربي لتفادي غضبة شعوبها ،فأجرت بعض الإصلاحات على أنظمتها ,وأقنعت بعض المنظمات الى الانضواء تحت لوائها ,لأعادت ترتيب المنطقة بمساعدة أمريكا وإسرائيل الحليف الأقوى في المنطقة ,فبدءوا بالدول العربية الافريقيه ,ثم اتجهوا إلى تغيير النظام في سوريا والعراق لأنهما النظامان الوحيدان لم يعترفا بإسرائيل علنا أو تحت العباءة الخليجية .
ولحماية أنفسهم صَدَروا تنظيماتهم الارهابيه ،بعد تدريبها في قاعدة السيليا في قطر والسعودية والأردن وإسرائيل ،إلى سوريا لتدمير بنيتها التحتية ,وتغيير نظامها ،فانشطرت هذه التنظيمات على نفسها بمسميات عديدة كالنصرة وداعش والتنظيم الإسلامي و الجهاد الإسلامي ,والقاعدة والجيش الحر وكلها تعمل تحت عباءة الدول الرجعية في المنطقة كالسعودية وقطر وإسرائيل وبإشراف أمريكي وعندما وجدت في العراق منطقة رطبه ورخوة ,نتيجة لسياسة الإقصاء والتهميش التي مارستها الحكومة في العراق والفساد الإداري والمالي ,والجهل السياسي ,التي تمارسه السلطة ضد مناؤيها ،أدى إلى حدوث شرخ كبير بينها وبين المكونات الأساسية في المجتمع ،إضافة إلى الخلافات مع إقليم كردستان ودول الجوار ،حيث فتحت هذه الدول أبوابها لهذه التنظيمات بعد تجهيزها بالعدة والعدد والمال وبمساعدة خونة البلاد ،الطامعين بالكرسي والمكاسب التي يرمون الحصول عليها ،من تجارة الحرب ،وقد اغتنم النظام السابق الممثل بالبعث وبالتنسيق بما يسمى بداعش على السيطرة على اكبر المدن العراقية ،والانطلاق منها إلى باقي المحافظات بحجة تحريرها من إيران الصفويه وإتباعها في المنطقة .
ونتيجة لهذه الأسباب ,سَلّمَ بعض القادة المندسين بين صفوف الجيش العراقي ،سلموا نينوى بدون مقاومه ،وهذه اكبر خيانة حدثت في تاريخ العراق الحديث .أدى هذا الوضع إلى تحريك الخلايا النائمة لحزب البعث في جميع مناطق العراق ,والتي كانت تُعِدُ العدة لمثل هذا اليوم ,هذه نتيجة للسياسة الأنفراديه في السلطة ودكتاتوريه القرار ,التي اتبعتها الأحزاب الأسلاميه في العراق ونتيجة لخلافاتهم السياسية فيما بينهم ,وتهميش احدهم للأخر وإتباع طريقة الانتقام من خصومهم السياسيين ,
لكن الوضع الراهن حفز العراقيين إلى الخطر القادم فانتفضوا مع جيشهم البطل ومع الوطنيين من هذا البلد الجريح للوقوف صفا واحدا لردع هذه الهجمة الشرسة على العراق الحبيب وحمايته من الإرهاب ومن تصدير داعش إلى مناطق أخرى من العراق الجريح .
محمد عبد الله دالي ـــــــ في 27/6/ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع