الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيليون والتجسيد العالي للوطنية

صادق المولائي

2014 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الفيليون والتجسيد العالي للوطنية

صادق المولائي

لقد بنى الكورد الفيليون آمالا الكبيرة كسائر المكونات الأخرى بعد إندحار نظام الطاغية المقبور، لبدء عهد جديد يضمن حقوق الجميع من دون أية تفرقة أو تمايز على أسـس فئوية وطائفية وعنصرية كما كان متبعا في عهد المقبور، إلا ان تلك الآمال ذهبت معظمها وأدراج الرياح السياسية التي تعصف بالبلاد بسبب المطامع وتفضيل المصالح الشخصية والفئوية والطائفية على مصلحة البلاد والعباد.
ورغم خيبة الأمل التي أخذ يشعر بها غالبية الكورد الفيليين من الكيانات السياسية والمسؤولين بسبب التقاعس وغياب الجدية والنوايا الصادقة في إرجاع حقوقهم المسلوبة والمغتصبة، فضلا عن الإقصاء والتهميش واللامبالاة بمشكلاتهم لإيجاد الحلول المناسبة واللازمة لها، وكذلك عدم قبول الفيلي كشريك في العملية السياسية رغم التضحيات الجسام التي قدمها في سبيل الوطن على الصعيد القومي والمذهبي وكذلك الوطني. بينما بالمقابل تم قبول وإشراك عناصر من حزب البعث الصدامي العنصري المباد، حتى نالوا مواقعا متقدمة وبارزة في ظل العملية السياسية الجارية، بينما يتقطر السم من أحاديثم العنصرية وتصريحاتهم خاصة ضد الكورد، عبر وسائل الإعلام التي تهدف زرع الفتن والنعرات والتفرقة بين مكونات الشعب العراقي، بقصد دفع البلاد الى الخراب للسقوط في مستنقع العنف والتمزق والتشتت لإفشال العهد الجديد. وهذا ما كان واضحا من خلال أحاديثهم ومواقفهم من الأمور والأحداث التي جسدت العقلية البعثية الإقصائية العنصرية المتجذرة في نفوسهم، ولم يتمكنوا من التخلي عنها رغم كل ماحصلوا عليه من مناصب وعناوين وأمتيازات. وأصبحوا بذلك حجرة عثرة لعرقلة المسيرة الجديدة للبلاد حتى آلت إليه الأمور اليوم الى هذا الشكل المزري. بينما الأبواب أصبحت مغلقة أمام الكورد الفيلية كمكون مستقل له خصوصياته يعاني من مشكلات عدة مضى على أغلبها أكثر من ثلاثة عقود ولم تحسم، بالإضافة الى ذلك يعيش تحت مطرقة الإنصهار التدريجي في المكونات العرقية الأخرى بسبب التهميش والتغييب.
إلا انه رغم الإنتكاسة التي يشعر بها الكورد الفيليون بسبب تلك الممارسات غير المنصفة بحقهم، لم تدفعهم للوقوف ضد العملية السياسية الجارية ولم يتآمروا مع الغرباء ضد العراق وأهله، ولم يشاركوا في عمل تخريبي او إرهابي ضد الوطن. وما ان دنست أقدام الغزاة من الدواعش الوهابيين والتكفيرين الذين يعدون من الملل الضالة، طبقا للقرأن والسنة النبوية الشريفة عن سبيل الحق والهداية، يرافقهم فلول حزب البعث المباد أيتام الطاغية المقبور صدام، حتى هرع الفيليون من كل حد وصوب للدفاع عن العراق عن الوطن، بالرغم من ان هناك مئات الألوف منهم مازالوا خارج الوطن بسبب التهجير القسري الذي تعرضوا إليه، في غياب النوايا الصداقة لتبني مشروع وطني حقيقي وجدي لإرجاعهم الى الوطن وتعويضهم عن الخسائر والأضرار التي لحقت بهم او على الأقل العمل على ارجاع حقوفهم المغتصبة بقرار ليكونوا سندا فاعلا للعهد الجديد.
فاليوم هناك انتفاضة فيلية عارمة للوقوف بوجه الإعتداءات الخارحية التي تهدد البلاد، وتلاحم وطني قل مثيله ووقفة سيكون التأريخ شاهدا عليها، يسطرها بحروف من النور، بما فيها من أصالة وإقدام وتحدي وإصرار للدفاع عن الوطن وتربته وسيادته وإستقلاله. مواقف لا علاقة لها بتوجه فكري او سياسي تعبر عن حبهم للعراق رغم جراحاتهم التي تنزف منذ أمد بعيد، التي لم يلتف إليها قادة العراق الجدد ولم يعيروا أية أهمية لهم ولحقوقهم، فأية أخلاق وأية غيرة التي يتحلى بها الفيلي، وأي قلب هذا الذي يحمله، وهذه هي أعلى درجات الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس