الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2014 / 7 / 6
كتابات ساخرة


جميعنا، تقريبا، نتقاسم نفس الحكم على البرامج المعروضة بقنواتنا التلفزية الرسمية، و نتساوى عندما يتعلق الأمر، بالأذى الذي تسببه لحواسنا، خلال وجبة الفطور التي من المفترض أن تمر دون مغص.

تكرار الوجوه و اجترار نفس المواضيع، بطريقة مرضية، جعل غالبية المغاربة يعتبرون البرامج المعروضة خلال شهر رمضان الأبرك، اختبارا ربانيا يزيدهم ثوابا على ثواب صيامهم.

المثير في برمجة رمضان، إصرار قنواتنا الرسمية التي تُمَوَلُ من أموال الشعب "المسلم"، على عرض إنتاجات مسيئة للشهر الإسلامي الفضيل، و خصوصيته كفترة نقاهة روحية تستدعي التركيز على تقوية الوازع الديني لدى المغاربة. و لعل أبرز مثال على ذلك، مسلسل يتناول قصة فتاة قروية تحلم بأن تصبح مغنية في حانة أو كباريه، بين سحر الخمرة و هوى المجون. مسلسل خلف استياء كثيرٍ من "المبليين"، الذين غادروا مقاعد الحانات و الكبريهات، احتراما لشهر شعبان، ليجدونها في بيوتهم خلال رمضان.

كما لم يسلم عالمنا القروي و أهله الطيبون، من سخرية المسؤولين عن هذه القنوات، حيث يتفننون في احتقار ثقافة هاته الساكنة و طريقة عيشها. كمسلسل "الويل" الذي يحكي عن "شي وحدة مشات للدوار" من أجل إنجاز دراسة حول طريق من المفترض أن تمر من وسط دوار. حيث تركز السلسلة في مادتها، على إظهار ساكنة هذا الدوار كسكان مغرب بداية القرن العشرين الذين يخشون الطريق السيار و الأجهزة الالكترونية، و تصوير "المقدم" و كأنه الدولة و القانون، و الفتيات القرويات كساذجات غبيات لا يجدن حتى التجمل أو المشي بحذاء ذو كعب عالي. فيما يرسخ القائمون على مثل هذه الانتاجات، من خلال هذه السلسلة، تلك النظرة النمطية التي تميز بين المرأة القروية و نظيرتها الحضرية، و تظهر الفارق بينهما كالفرق بين السماء و الأرض.

كما أن إحدى القنوات، الله يسامحها، "تكرفسات" على حكاية ألف ليلة و ليلة، و جعلت منها حكاية تافهة و مجردة من كل التأثيرات و السحر السردي الذي جعلها من بين أفضل الحكايات التي تم إبداعها على الإطلاق. فلا شهريار شهريار و لا شهرزاد "تْحَمَرْ الوْجَهْ"، و كل ما تم تناوله في هذا المسلسل، بعيد كل البعد عن الحكاية التي تلذذنا بقراءتها مرارا و تكرار.

أما الكاميرا الخفية، لهذا الموسم، فهي أشبه بحصة لاختبار صبر المشاهدين. فمن حيث الشخصيات التي تم اقتناصها، فهي أسماء غير مرموقة و لا يهم المغاربة أن يتعرض هؤلاء لمقلب أم لا. رغم أن تلك المقالب تترك الانطباع لدى المشاهدين المغاربة، بأن من خطط لها لا يملك ذرةً من الخيال، حتى أن البعض يؤكد أن بإمكان طفل في العاشرة إبداع مقالب أفضل. دون أن نهمل التشويق الغائب عن فقرات الكاميرا الخفية، في جميع قنواتنا. و باعتقاد كثيرين، كان من الأفضل عرض مقالب منشورة على موقع "اليوتيوب"، على احتقار المشاهدين بهذه المهزلة التي أطلق عليها "غصبا" كاميرا خفية.

و تبقى النقطة الوحيدة المشرقة في تلفزيوننا المغربي خلال هذا الشهر، سلسلة "الكوبل" لحسن الفذ و دنيا بوتازوط، التي تحاول إشعاع الابتسامة بين المشاهدين المغاربة و تسليتهم دون المس بمكونات المجتمع المغربي و ثقافته.

أخر الكلام، أن قنواتنا الرسمية تعتبرنا فئران تجارب، "كَا تْجَرَبْ فِيْهَا سْحَرْهَا"، في جميع الأوقات و المناسبات، و لا يعدو شهر رمضان بالنسبة إليها، سوى فترة زمنية لا تتكرر مرتين بالسنة، لتركيز ساديتها على المشاهدين و إرغامهم على متابعة فقرات من العذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي.

"الحَصُولْ.. الله يَاخُدْ فِيْهُمْ الحَقْ"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دوزيم قناة عصير الحامض
عبد الله اغونان ( 2014 / 7 / 6 - 17:25 )

تفاهات مقصودة

مادام الاعلام العمومي غير خاضع الا للوبيات

فهو خارج التغطية

اعرضوا عن هذه المزبلة

مشاهدتها اثم عظيم

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب