الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مـَن دوست دورم.........ولكن هذا وطن!!!

رشيد كرمه

2005 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كانت محض صدفة ان يكون الموضوع الذي هو قيد المناقشة ( عائليا ً) هذه المرة اللغات , وتحديدا ًاللغة الإيرانية , (او الفارسية نسبة الى إقليم فارس )ولقد إختفت هذه التسمية أي بلاد فارس كمصطلح من جغرافية المنطقة عدا المناطق البحرية , إذ لا زال الخليج المحاذي لبعض الدول العربية يحمل إسم الخليج الفارسي .فلقد شاع منذ منتصف القرن الماضي إستخدام كلمة إيراني , المدرسة الإيرانية , المطعم الإيراني , الشادر الإيراني , السجاد الإيراني ,مثلا ًعلى مصطلح فارسي , رغم محاولة الدكتاتور المجرم صدام حسين بدق أسفين الكراهة بين شعوب المنطقة من خلال ترجمة الفرس المجوس على انها شتيمة وتصغير وهي ليست كذلك , ولكن تعصب وجهل وأُمية المتفيقهين والموالين لنظام صدام جعلهم يصابون بالحقد والعمى وأوقعهم في حيص بيص لاطائل منه , ولربما من باي التعصب والإستعلاء على الغير ان تكون كلمة ( عجمي ) بمثابة شتيمة وإنتقاص , وهي غير كلمة ( أعجمي ) لأنها تدل على من هم غير المتحدثين بلغة العرب , وهي لغة الضاد , لغة القرآن .
ولقد سألتني واحدة من أخواتي أثناء ( لمتنا العراقية المعتادة ) عن وجهة نظري الخاصة باللغة الإيرانية من حيث عذوبتها وسلاستها , وإنتشارها وسبب تداولها في مناطق مثل كربلاء والكاظمية والنجف وفي الوقت الحاضر البصرة !! وكنا حينها لم نطلع بعد على ماجاء في مسودة الدستور العراقي في مادته الثالثة والتي تعتبر اللغة الفارسية من اللغات الأساسية للمجتمع العراقي , إذ نصت المسودة المُقترحة على مايلي .. المادة الثالثة : يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين هما العربية والكردية و من قوميات أساسية ( قومية أساسية ) هي التركمانية والكلدانية والآشورية والسريانية والأرمنية والشبك و(الفرس ) ومن إيزيدية وصابئة مندائين يتساوون كلهم في حقوق وواجبات المواطنة .
ولقد وضع المشرع أو المشرعون , القومية الأ ساسية و الفرس بين ( أقواس ) , فأما القوسيين الأولييين فإنه أراد ان يعرف ويشرح ماهي القومية الأساسية ,ولقد عددها كما وردت أعلاه و هنا تجاهل عن عمد أهم شريحة في المجتمع العراقي ألا وهم الكورد الفيلية هؤلاء الذين أفنوا زهرة أعمارهم مع عموم الحركة الوطنية حتى إستحقوا عن جدارة بانهم بناة العراق ووقود حركته الثورية ومحركها الأرأس وهم الذين أنتزعتهم الدكتاتورية من موطنهم الأصلي ألعراق وفي مناطق معروفة , مندلي وخانقين والكوت , وبدرة وجصان وعلى الغربي والعمارة وبغداد والمقدادية والكثير من مناطق العراق , وصادرت منهم كل شئ دون وجه حق , بل ونكلت بهم إذ احتجزت الكثير من شبيبتهم واودعوا في مقابر جماعية كما عوملوا بهمجية من قبل الأنظمة الإسلامية الأخرى كإيران مثلا وقد عاملتهم على انهم عربا عراقيين ومن هنا يأتي الألم مضاعفا ً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! ولقد تعرض الكورد الفيليون الى ضغط وكره شديدين بسبب صلابتهم والتمسك بثوابتهم الوطنية واعلانهم الإنتماء للعراق كوطن في ظل ظروف كانوا بأمس الحاجة الى من يمد إليهم يد العون والمساعدة حتى ممن يفترض انه لايفرق بين هذه القومية وتلك . ولقد افتى محمد باقر الحكيم وكان يومها رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في إيران بتحريم زواج ألأكراد الفيلية من الإيرانيين والإيرانيات مما أثار إستهجان الجميع , وقد إنبرى له المخلصين من هذه الشريحة الكفؤة وأصدقائهم وسفهوا أقواله جملة وتفصيلا . أما القوس الذي حصركلمة ( الفرس ) فإنه يعني أنتزاع ماعجزت الدكتاتورية الصدامية عنه ألا وهو تفريس الفيلية بالجملة وهذا ما قصده المشرعون. وهنا تتضح خطوط المؤامرة بين من يصادر حق الكردي الفيلي بحقه في التعبير والبحث عن الذات وبين من يريد ان يصهر هذه المجاميع المهمة , ومن هنا يتطلب تعبئة كافة الجهود في الخارج والداخل من أجل لجم من يحاول ألغاء وجود هذه الطاقات الخيرة , ولقد بات واضحا ان هناك مؤامرة تشترك فيها أطراف إيرانية وأحزاب إسلامية , غايتها إيجاد موطئ قدم في العراق على المدى البعيد , فيما إذا علمنا ان المادة الرابعة من مسودة الدستور تفيد بأن للأقاليم أو المحافظات إتخاذ أية لغة محلية أخرى لغة رسمية إضافية إذا قررت غالبية سكانها ذلك باستفتاء عام أو قانون إدارة الدولة , فإذا ما إخذنا حساب ألآلاف الذين هجرهم النظام السافل بتهمة التبعية الإيرانية مضافا إليهم الآلا ف المؤلفة من التوابين (الأسرى وغير الأسرى )ومن قوات بدر والتنظيمات الإسلامية التي ولدت وترعرعت في حضن الخميني زد على الحملة الكبرى التي يقودها الأثرياء الإيرانيون المسجلين في القنصلية الأيرانية في العراق في الخمسينات والستينات والى منتصف السبعينات لشراء العقارات والبيوت تحت حجة ومن يعمر مساجد الله ...ومن المفيد ان الحكومة الحالية تقدم كل التسهيلات لهم كجزء من رد الجميل ,بما فيها منح الجنسية وشهادة الجنسية , كما حدث لولى العهد عموري الحكيم ,فإذا ما إجتمعت هذه الأعداد في مكان واحد ككربلاء التي أصبحت هذه الأيام قبلة الأسلام فإنها تحسن الحديث با لايرانية أكثر من اللهجة العراقية لأتها ولدت ونشأت وترعرعت أكثر من ثلاثين عاما في ايران , كما أفاد بالنص عمار الحكيم القيادي المنتظر للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ,ومن حق هؤلاء ضمن مسودة الدستور المادة الآنفة الذكر المطالبة بأعتماد اللغة الفارسية في تعاملهم !!!!!!!!! في حين تتلكأ الدولة بإعادة ممتلكات المناضلين ألذين عانوا الأمرين من حكم الطاغية وأعوانه , والكورد الفيلية ليسوا إستثناء ً من تعسف السلطات الحالية ؟؟؟؟؟ كما أهملت مسودة الدستور الديانة اليهودية و اللغة العبرية وهي لغة اليهود العراقيين الذين ناضلوا ولسنوات طوال من أجل عراق ديمقراطي ولا زال البعض يحلم بالعودة الى موطنهم الأصلي وهذا حق طبيعي لهم تكفله المواثيق الدولية التي لايستطيع أي ( آخوند ) ان يلفلفها ومن يريد ان يشارك بحكم العراق عليه دراسة اللوائح والشرائع جميعها وان يتعلم كيف يكتب إسم كوهين ودافيد , واسماء مثل عمر وعثمان مثلما _ أدمنَ _ على كتابة محمد أغا وخامنئي....ومن حسن حظي العاثر !!! ان قذفت بي الدنيا في مطلع الثمانينات إلى إيران الإسلام , مثل اآلاف العراقيين الذين رفضوا الدكتاتورية البعثية ,ولأن إيران فاقدة لأشياء عديدة فهي لآتعطي ما يبتغيه المرء عملا بالقاعدة ( فاقد الشئ لا يعطيه ) ومن هنا حاول العراقيين الخروج من هذا المأزق الإيراني وذلك عبر تجاوز الحدود صوب تركيا تارة وباكستان تارة اخرى وجمهوريات الأتحاد السوفيتي أومن خلال الموانئ المائية , كبندر عباس مثلا .. ولم ينجح البعض في ذلك ,إذ سقطوا في قبضة شرطة الحدود والكمارك , وكانوا يساقون الى المحاكم الإيرانية وحدث ان أحد المتجاوزيين سئل من قِبَل الحاكم عن اسمه ؟ فأجاب إسمي عمر .... وحينها إنتفض الحاكم مُستعيذا بالله وأمر بأن يتقرب المتهم الى المنضدة ويكتب إسمه بنفسه !!!!!,
والحقيقة ان العراقيين ليسوا ضد الشعوب واللغات , بل انني أجد إمتعاضا من لغتي العربية حيث تختفي من قواميسنا لغة المحبة والسلام والحرية والصدق وازداد اشمئزازا حينما أجد هذا التضاد في واقع الحال . وإلا مامعنى ان يشاع القتل والأرهاب والويل والثبور وهي مفردات تضمنها دستور المسلمين منذ أكثر من 1400 سنة ؟
واين نحن من منجزات الحداثة وهل تضمنتها لغتنا العتيدة ؟ الجواب كلا
فنحن نتغنى ولا زلنا بما قاله الحجاج انا ابن جلى وطلاع الثنايا متى اضع العمامة تعرفوني .
وتبث عبر منجزات الحداثة وعصر التنوير ( الأنترنيت وغيرها ) آيات محمدية : وقاتلوهم يعذبهم الله , وقاتلوهم حيث ثقفتموهم , واعدوا لهم من قوة ترهبون به عدو الله..وهكذا
وتتكرر في أحاديثنا الكثير من مفردات الإستعلاء والبغض والكراهية والعداء للآخر , لان بنائنا اللغوي لايخلو من سلبيات , وانا لايهمني من تزلف باللغة ِالعربية واعتبرها لغة أهل الجنة ولكن هذا العراق وقد اكتشف لغته كنوع من التواصل الحضاري عبر ملايين السنيين وهي وسيلة للتخاطب استخدمها فلاسفة ومتنوريين , مصلحين ودكتاتوريين , متأدبين وسفلة وكما استخدمها فنانون شعبيون خاطبوا بها من اعتقد انه ملك الملوك وانه فوق كل شئ حينما ارادوا قضم العراق كما قال فا ضل رشيد في أحد مربعاته :
بهلوي شتريد منه .....شي مخوي ..شي مخوي .........أز عراق هيج حق نداري !!!!!**
..................................................
الهوامش .....* من دوست دارم ...جملة شاعرية ومتداولة في البيت والشارع والمعمل وبين الجنسين وبين الجنس الواحد وبين الصغير والكبير وتعني : انا احبك ... ولربما اكثر من هذا .. إنها لغة وجملة رقيقة نحتاج ان نتمرن عليها ليس فقط (لسانيا ً) وانما عقليا ً.
** اغنية للفنان العراقي الراحل فاضل رشيد ..وبهلوي لقب شاهنشاه ايران الذي ناصب العراق في زمن عبد الكريم قاسم العداء مطالبا بشط العرب وغيرها ,والأغنية تقول ماذا تريد من العراق ... ؟؟؟؟ وليس لك أي حق في العراق .
ونحن نقول نحبكم أيها الناس ونحب لغتكم .......غير ان هذا وطنا لا يحب المساومة ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA