الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى السنين : رابطة المناضل الجريح

خالص عزمي

2005 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تتصاعد في هذه الايام حملات التبرع للمستوطنين بصيغ رسمية وشعبية كمشاركة عملية وعاطفية ودعائية للتعبير عن الشعور تجاه الرحيل الاخير عن جزء من الارض الفلسطينية ومثل هذه الحملات ليست غريبة في جوهرها ولا في شكلهاعما كان وما زال يجري منذ مؤتمر بازل وحتى اليوم ؛ لعل هذا من حق المتبرعين ومن حق المتبرع لهم اذا كان الهدف انسانيا او لتغطية بعض النفقات الضرورية للذين هم بامس الحاجة الى العون المادي شريطة ان لا يكون تغطية لعدوان على الفلسطينيين او اراضيهم او مزارعهم او سكناهم . ؛ ولكن الذي يثير السخرية ويبعث على الاشمئزاز هوذلك المعيار المزدوج المخجل و تلك المتابعة اليومية والمنع القسري لاية تبرعات تصل الى الافراد او الجمعيات او الروابط الفلسطينية مهما كان هدفها انسانيااو ثقافيا او تربويا او حتى صحيا ؛ بل ومهما كان مصدرها المصرفي صريحا و مراقبا ومشروعا. اذ الاهم عند الواقفين ضد اي نوع من التبرعات هو ان تبقى المعادلة جائرة ؛ وكفتا ميزان التبرعات الشعبية مختلة التعادل ؛ واحدة الى الاعلى وآخرى قابعة الى الاسفل عند الحد المتزمت

في ثلاثينيات القرن الماضي ترأس الحكومة العراقية الزعيم الوطني الكبير واحد قادة العراق البارزين المرحوم ياسين
الهاشمي ؛ ففتح الباب على مصراعيه لكي تغدق الاموال والبضائع وكــــــلما كان ممكننا من المساعدات الى الفلسطينيين ؛ بل زاد على ذلك فوفر لهم السلاح والعتاد ؛ وسمح للكثيرين منهم بالعمل في مؤسسات الدولة ؛ وشركات القطاع الخاص؛ ولم تستطع القوى الكبرى آنذاك ان تمنع هذه المواقف او حتى الاحتجاج عليها ؛ لا لشيء الا لانها كانت معبرة عن ارادة الشعب العراقي بصيغة لا تقبل اي نوع من التأويل او الاجتهادبحسب تقارير( انتلجنت سيرفيس ). بل اكثر من ذلك ففي عهد نوري السعيد في الخمسينات من ذات القرن كانت المنظمات والاحزاب والنقابات والجمعيات نشطة الى حد بعيد في جمع التبرعات لمختلف التجمعات والهيئات الانسانيةالفلسطينية من غير قيد او شرط ؛ فيا طالما شاهدنا الشباب العراقي وهو يحمل صناديق التبرعات لفلسطين ويجول الشوارع والمقاهي والمحلات الشعبيةايام الاعياد الدينية او الرسمية مفتخرا بقيامه بهذا الواجب المقدس وهو يضع الشارات على صدور المتبرعين الفخورين بها هم ايضا. اروي هنا واقعة حدثت في تلك السنوات الحافلة بالعطاء والمواقف الحقيقية الصادقة المعبرة عن النخوة والحمية والمروءة وكل ما في تلك المعاني الاصيلة من سخاء في الكرم والدفاع عن المرتكزات الاساسيةالثابتةتجاه القضية الفلسطينية.

لقد كانت المشاعر القومية والوطنية في العراق ابان الخمسينات من القرن الماضي في غاية التوهج والانطلاق نحوتحقبق الآمال والمطامح المشروعة التي تهدف بالاساس الى المشاركة الفعالة الايجابية مع كل من شأنه التواصل الدؤوب مع ما يعين ا ي جزء من الوطن الكبير ودونما اية حسابات في الاخذ و العطاءاو الربح والخسارة او نيل المطالب
او عدمها . ولم يكن كل ذلك صادرا عن مجرد عواطف آنيةاو مشاعر تلقائية ؛ بل كان تعبيرا مضطردا وعقلانيا محسوبا بدقة حب الوطن والتضحية من اجله. .في تلك الحقبة كنت اصدر وارأس تحرير مجلة الاسبوع ؛ وهي الصحيفة التي كان لها شأو بارزفي دنيا الصحافة والاوساط الثقافية والسياسية العراقية والعربية ؛ حينما وصلتني رسالة رسمية من الشخصية الفلسطينية المرموقة السيدة فائزة عبد المجيد من رابطة المناضل الجريح التي كا نت لها اسهاماتها المشرفة الفعالة من اجل تثبيت دعائم القدرة على مواصلة الجهاد والاستمرار في نواحي الاعمال الانسانية والاجتماعية. وازاء هذا الطلب الذي لا يردابدا ؛ عقدت اجتماعا للمحررين والكتّاب لغرض تحقيق تلك الرغبة الوطنية؛ وفي هذا الاجتماع طرحت فكرةلا اصدار عددخاص من الاسبوع عن ( اللاجئين ) ووضع نسخه كافة في صندوق للتبرع تكون حصيلته مخصصة للرابطة باشراف مباشر من السيدة فائزة عبد المجيد تعاونها في ذلك السيدة الفاضلة والمثقفة الشاعرة سلافة حجاوي. اقرت الفكرة وعهدت الى الشاعر الكبير كاظم جوادباجراء الاتصالات مع الكتاب خارج القطر ؛ وتوليت شخصيا الاتصالات مع ادباء وفناني وصحفيي العراق ؛ وكان ان صدر العدد( 19 )في 15 نيسان 1953 وقد زين الغلاف بلوحة تبرع برسمها الفنان المبدع جواد سليم خصيصا لهذه المناسبة بعنوان( الرحيل عن الوطن ) ــ مازلت محتفظا بنسخة منها لحد اليوم ــ ؛ كما اسهم كثير من الشعراء والادباء بنتاجهم منهم على سبيل المثال :ــ عيسى الناعوري ( قصيدة الذكرى السوداء) ؛ كاظم جواد ( قصيدة لاجيء ) ؛ عبد الوهاب البياتي ( قصيدة الملجأ العشرون )؛ لميس لطفي عثمان ( الشعب العربي لم يخض معركة فلسطين بعد ) ؛ خالد الشواف ( يا مصرع الليث)..... والافتتاحية ( في ذكرى الابطال ). بعد صدور العدد اجريت اتصالات مع بعض الشخصيات البارزة في ذلك العهد لمساعدة السيدة فائزة وزملائها في جمع التبرعات ؛ وكانت وزا رات المعارف والعمل والشؤون الاجتماعية والصحة وجمعيات الطيران والصحفيين ومكافحة السل اول الجهات التي تبرعت وقادت الحملة. كما قامت شركة فرج الله للمطبوعات بتوزيع اعداد المجلة في لبنان والاردن وفلسطين وسوريا ومصر .و بعد مضي ثلاثة اسابيع على صدور هذا العدد بلغت التبرعات مقدارا جديرا بالاكبار ووالاحترام ؛ معززا برسائل من مختلف الجهات العربية ترحب بهذا الموقف وتدعو آخرين الى السير على نهجه لانه الطريق الصائب و العملي الحقيقي . وكم من اشراقات الماضي يمكننا ان نأخذ الحكم والعبر لنغذ السير نحو الهدف الاسمى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات