الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبارك مقدماً لكردستان استقلالها المجيد

جاسم محمد كاظم

2014 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


نبارك مقدماً لكردستان استقلالها المجيد

كردستان.... بلاد السحر والجمال تستلهم النفوس فتلهمها الشعر والخيال وتزيل مناظرها السأم والملل من أعين العراقيين الذي أتعبهم رؤى السهول والصحاري فيما بين النهرين "

هكذا يصف الصحفي الهولندي "ماليبارد" ارض كردستان في مذكراته " نواعير الفرات " أو بين العرب والأكراد الصادرة في عام 1955 .

بدا نضال كردستان بعد الحرب العالمية الأولى من اجل نيل الاستقلال وبلغ تمثيل الوفد الكردي إلى مؤتمر فرساي أكثر من تعداد الوفد العربي الذي مثله فيصل بن الشريف حسين .
لكن تغير شكل المنطقة بقوى جديدة بعد الحرب الكونية الأولى وظهور النفط بكميات كبيرة وانهيار الدولة العثمانية وتوزيع أملاكها بين الورثة الجدد دفع "ونستون تشرشل" والاستعمار الحديث إلى خلق مناطق نفوذ جديدة بنظرية تمزيق المنطقة وسلخ أجزاء من مناطق معينة وضمها إلى مناطق جديدة فكان العراق كما يعبر عنة " اريك لوران" في كتابة " أسرار حرب الخليج " ص24 ما نصه :-

" أن الكيان العراقي شي مصطنع ظهر إلى الوجود بعد اتفاقيات "سايكس بيكو" بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة" .

حتى يصل بالقول إلى هذا التعبير الأجمل :-

"العراق حصيلة نوبة جنون أصابت تشرشل الذي أراد الجمع بين حقلين للنفط لا يوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لا يجمع بينهما جامع :الأكراد .السنة والشيعة "

رفض الأكراد هذه الفكرة كما يقول ماليبارد نقلا عن لسان احد الشيوخ ممن قاتلوا من اجل نيل الاستقلال كما يقول في الصفحة 230 :

" رفض الأكراد فكرة الاتحاد مع العراق الجنوبي وقاتلت النسوة الكرديات مع أزواجهن وعشيرتهن وكان العراق في تلك الفترة يسعى إلى الاتحاد مع الأكراد ويسعى ضد انفصالهم عنة لكن هؤلاء الأكراد سرعان ما وضعوا أيديهم على خناجرهم المنحنية "

ويضيف ماليبارد :-

" عرف الشيخ محمود بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها أن بلادة ستحكمها بغداد عقد النية بان يقاوم كل قوة تخضع بلادة لهذا الحكم وأنة سوف يحارب ضد كل من ينازعه أمر استقلال الأكراد وإذا دعت الضرورة فأنة سيقاتل الانكليز أنفسهم :-

"وهكذا بدأت مأساة كردستان تستقبل القنابل بدءا من المحتل الانكليزي الذي تقول فيه كتب التاريخ :
" إن طائرات القوة الجوية البريطانية هي أول من قصفت ثوار الأكراد في السليمانية ضد الثوار بقيادة محمود الحفيد "
لكن التاريخ يضيف بالقول :
" أن الأكراد كانوا أسياد الموقف في المناوشات القريبة لأنة يتعذر على العدو الوصول إلى منعرجاتهم الجبلية لأنهم يمطرونه بوابل رصاصهم ويطاردونهم كما تطارد الكلاب الأرانب في مواسم الصيد "
تقول الموسوعة العسكرية ما نصه -
" تم نقل الجنرال داودانغ إلى العراق لقيادة أسراب طائرات القوة الجوية الملكية هناك لقمع الثورة الكردية " والجدير بالذكر أن الجنرال داودينغ أصبح فيما بعد قائد سلاح الطيران الانكليزي والمسئول المباشر عن الدفاع عن بريطانيا في معركة بريطانيا الجوية ضد الغزو الألماني النازي عام 1941 واعتبر واحدا من أهم منظري الحرب الجوية .
شارك الأكراد أخوانهم من المكونات الأخرى في النضال لنيل التحرير والاستقلال فتذكر كتب التاريخ أن الشيخ محمود الحفيد قدم بسرية من الخيالة للقتال ضد المحتل الانكليزي وشارك أخوته في الناصرية بالقتال ضد المحتل الانكليزي أبان ثورة العشرين .

واستمر النضال الكردي عصيا ضد كل الحكومات المتعاقبة بدءا بما يسمى بالعراق الوطني الانكليزي حتى عراق اليوم الأميركي ولم تستطع كل الحكومات المتعاقبة من ثني عزيمته هذا المكون المقاتل وكسر شوكته وتسلحت اغلب هذه الحكومات العسكرية بسلاح موسكو المكفول بدفق النفط وضربت صواريخ "الميك " والسوخوي " وقذائف الهيلي كوبتر ربى كردستان وسارت سرف الدبابات من "التي 55 " حتى "التي 72 " عبر القرى الوديان ودفع الأكراد دماء نقية تفوق دفق ماء خزانات دوكان و دربندخان .
ولم يسجل التاريخ ويتحدث أبدا عن معارضة حقيقية لكل الأنظمة العسكرية المتعاقبة الحاكمة لتراب العراق مثل ما سجل للشعب الكردي حتى أصبح الجبل رمزا للمقاومة ومن منا لا يتذكر تلك الكلمة المشهورة التي أطلقتها السلطات الحاكمة للنيل والتبخيس من قيمة هذا النضال " العصاة" التي أصبحت رمزا ولازمت النضال الكردي في كل مراحله .

ولم تدخل أسماء في الموسوعات السياسية لقادة حقيقيين مثل ما سجل لقادة المعارضة من الأكراد بدئا بالملا مصطفى البارزاني الذي تصفه الموسوعة البريطانية الصادرة في عام 1974بالقول :
"أنة يتصف بالهدوء وقلة الكلام لكنة يتمتع بالذكاء والمناورة واستطاع بحنكته من لم كافة أطياف القوى الكردية المعارضة حوله من اجل الاستقلال "

كردستان بثوارها قاتلت من اجل الاستقلال وتذوق طعم الحرية في زمن كانت فيه الدولة الدكتاتورية تتسلح بكامل عدتها ووضع دولي متشنج لا يسمح لها بإيجاد الذات وكلمات نشيد ثوارها تقول :-
" من أطاق التماس الشي غلابا .........واغتصابا لم يلتمسه سؤالا "

لكن زمن اليوم قد تغير كثيرا بانهيار الدولة شكلا ومضمونا بكل جوانبها المحيطة بنظام عالمي جديد سمح لكل القوميات المختفية في الظل بالظهور إلى الواجهة وعاد الزمن إلى ما قبل ظهور الدولة في أرجاء المنطقة بدئا بميزوبوتاميا التي عادت إلى حكم الظلام وعصره بشيخ العشيرة وملا الدين والمذاهب المتصارعة على النقد والسلطة .

كردستان بجنسها الآري المحب للحرية وإنسانية الإنسان المختلف بالشكل واللون عن شعوب الأعراب المحيطة وعقيدة واقع عملي لا تتلاقى أبدا مع فتاوي الفقيه وأدران الدين وعصور الظلام ربما ستكون منارة للحرية تسمع من أرضها التي روتها الدماء أنغام الحرية لتوفر عنا عناء رحلات اللجوء لدول الجليد لنسمع من رباها نشيد مارسيليز آخر بكلمات تشابه تلك المنقوشة على أقدام نصب الحرية بنداء يقول للكل :-

" يا من لفظتهم شواطئ الحرمان .
يا من اكتووا بظل القضبان .
يا من أرهقهم سوط السجان.
تعالوا فقط أليَ..
تعالوا فقط أليَ "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التخبط
رائد الحواري ( 2014 / 7 / 6 - 19:07 )
هل تعتقد بان استقلال الاكراد جاء من ذاتهم؟ ام ان هناك يد لعبت على تقسيم العراق منذ ان فكر العراق بان يكون قوة اقبيمية في المنطقة؟ اي منذ ان فكر بامتلاك السلاح النووي، التي قامت اسرائيل بقتلة قبل ان يظهر للعيان، هل مصالح العراققين الوطنية مع هذا الاستقلال؟ هل استشهادك بما قاله الغرب يؤكد أحقية الاكراد العراقيين في الاستقلال؟، ثم لماذا لايستقل اكراد تركيا وهم يشكلون الحج الاكبر من الجسم الكردي؟، عزيزي المنفغل، ما يجري لا يعد اكثر من مخطط لتقسيم المقسم، وما فرحتك بالاستقلال ـ الكاذب ـ الا كفرح الدول العربية باستقلالها.


2 - كوردستان غالية
سيلوس العراقي ( 2014 / 7 / 6 - 21:23 )
تحية للاستاذ جاسم
ان الاكراد تاريخيا كانوا ذات الشعب المتجانس والعريق منذ آلاف السنين
بينما العراق ، عراقنا، لم يصبح بلادا موحدة (بين غير متجانسين) الا قبل 100 سنة فقط
نتمنى كل الخير لكوردستان ولكل العراقيين وأن يختار ويحدد كل منهم مصيره بكل حرية
لكن نتمنى أن يقرر الاكراد استقلالهم
في وقت ملائم أقليميا وبسلام وتفاهم واحترام مع جميع الاطراف الاقليمية
والدولية لا يكون سببا في خلق صراعات دموية قومية من جديد
نثق بحكمة وحنكة قادة كردستان
تقبل احترامي


3 - تخبط لابد منة
الاخ رائد تحية ( 2014 / 7 / 7 - 15:26 )
برغم ماتقول الا انة افضل بكثير من البقاء مع عصر المذاهب المتحاربة تحية


4 - وسيبقون اخوانا لنا
الف تحية للاخ سيلوس ( 2014 / 7 / 7 - 15:30 )
سيبقى الكرد اخوتنا في الوطن لكن وطن اليوم دمرة دين الفقية الذي اراد فرض نفسة على الجميع فكان ماكان الكرد اخوتنا كانوا وسيبقون وتبقى كردستان عزيزة ابية

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته