الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنا الله

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تعود المواطن اليمني أن يرى ضمائر المسئولين تنام وتصحو على أجراس المصلحة الحزبية والقبلية والشخصية , ضمائر لا يهمها حالة الإحباط التي تحيط بالناس الذين يعيشون على ارض هذا الوطن الجريح , الوطن الذي تعود على موت الضمير الوطني و الإنساني وغياب المسئولية وحضور قوي للرشوة والقتل المذهبي والمحسوبية والحلول السياسة والاقتصادية الناقصة والمكتوبة على الورق دون تنفيذ وبالذات فيما يخص الجنوب وأبنائه الذين تعودوا على ترديد لنا الله بسبب زيادة الباطل الممارس ضدهم أكثر من غيرهم من سكان اليمن وبسبب زيادة الفقر والبطالة والإرهاب وغياب حلول للمشاكل الثقيلة و المتراكمة على جغرافيتهم وإجبارهم على قبول سياسة الإقصاء والتهميش ضدهم تحت ضغط القوتين الناعمة والعنيفة المفرطة, ولكن المفاجأة الذي لم يتوقعها الجنوبيين والتي ظهرت إلى السطح أمامهم الشهر الماضي والمتمثلة في صدور قرار حكومي كان في سبيل العمل الجاد من أجل تنميه هذا الوطن ومواجهة حالة التفاوت والتمايز الوظيفي قرار اللجنة الحكومية المفاجئ ينص بإعطاء الأولوية للجنوبيين لشغل الوظائف الشاغرة والتأهيل والتدريب في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل مع احترام متطلبات الخدمة المتعلقة بالمؤهلات والمهارات وبما يؤدي إلى إزالة التمييز وتحقيق العدالة , و هي خطوة اعتبرها الكثير من الجنوبيين ايجابية وفي الاتجاه الصحيح واعتراف رسمي غير مباشر على ما عناه ويعانيه الجنوبيين منذ انتهاء حرب صيف 1994 من أوضاع ظلم وتهميش وإقصاء وتسريح بشكل تعسفي لعشرات الآلاف من الجنوبيين في السلك المدني والعسكري .
لقد جاء القرار بعد نجاح الرئيس عبد ربه منصور هادي في كسب بعض ولاء قيادات في الحراك الجنوبي من العيار الثقيل و الذين أعلن البعض منهم تأييدهم له ولمخرجات مؤتمر الحوار الوطني بعد حركة احتجاجية سلمية قادها الحراك الجنوبي السلمي على مدى سنوات و الذي رفع سقف مطالبه أثناء تلك الاحتجاجات التي تم تجاهلها وإهمالها وقمعها بعنف إلى المطالبة بالانفصال , رغم أن التاريخ يشهد أن الجنوبيين كانوا الأكثر حماسة للوحدة وبكل حب ومسؤولية ردد الجنوبيون قبل الوحدة قسم الدولة الذي كان ينتهي بعبارة تحقيق الوحدة اليمنية باعتبارها واجب وطني ومازال كذلك ولكن مع حق الاحتفاظ بالمطالب المشروعة لهم الإنسانية والحقوقية الموروثة من قيمهم الإنسانية وثقافتهم المدنية , لأنهم يسعون دائماً إلى لملمة الصفوف بحكمة ويؤمنون بأن القادم أفضل ولكن دون إذلال أو تهميش لهم ولحقوقهم من اي طرف سياسي كان , وهم مع تجاوز الأزمات بعقلانية ومعالجة كافة المشاكل سلمياً وبمشاركة الجميع ودون إقصاء لأي طرف و ضمن برنامج الحكومة وليس ضمن برنامج وأجندات القبيلة لان قواعد اللعبة اليمنية السياسية رغم مطباتها ومنعطفاتها وخطورة أزماتها قد تغيرت ولا تسمح بالعودة إلى الخلف فالجنوبيون معروفين إنهم يسعون إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية رغم وجود بقايا الحواضن السلبية السابقة وألغامها التي تهدف إلى نسف العملية السياسية و إسقاط التجربة الديمقراطية في اليمن عن طريق أثارة النزاعات والحروب الطائفية والمذهبية والتي هي نتاج انتشار الجهل و إفرازات الفساد السياسي والإداري والمالي وغياب العدالة الاجتماعية .
الجنوبيون يرددون لنا الله منذ اجتياح الجنوب عام 1994 منذ ذاك العام المشؤوم الذي تم فيه إعدام دولتهم و تهديم بنيتها التحتية وحل مؤسسات الجيش وأجهزة الأمن والشرطة الجنوبية , واليوم ورغم الوضع الصعب والمقلق إلا أنه وبعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني والاتفاق على شكل الدولة الاتحادي وقرار اللجنة الوزارية الأخير ظهر شعاع أمل في أولى خطوات بناء الدولة التي يشارك فيها الجنوبيين بالمناصفة وبالتالي أصبحنا جميعاً أمام مسؤولية أخلاقية و واجب وطني للبدء في المهمة الشاقة والصعبة لإصلاح الوضع قبل السقوط والتفكك الذي ليس في صالح الطرفين الجنوبي والشمالي , لان الغرق بعد ذلك في مستنقع القتل المذهبي والإرهاب والفوضى إلى ما لا نهاية هو ما ينتظرهم وهو ما يلوح في الأفق على أيدي جماعات لا تحترم مصالح الأمة وتزرع الفرقة بين فئاته وتتصارع من أجل مصالحها ومن اجل السلطة .

د. مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكفى بالله وكيلا
عبد الله اغونان ( 2014 / 7 / 8 - 00:41 )

افلحتم ان صدقتم

اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح