الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت

ياسين الياسين

2014 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الوفاء بالعهد شيمة من شيم الرجال .. والأيفاء بالوعود شيمة من شيم العرب .. والألتزام بالكلمة الواعدة والمواثيق هي من أخلاقنا ومن شريعتنا السماوية .. والله رب السماوات والأرض كتب على نفسه أن لايخلف الميعاد ، وكثيرة وللأسف هي العهود والمواثيق التي قطعتها الحكومة والمسؤولين وعلى تعدد ألوانهم وأصنافهم ودرجاتهم ، ودرجة الحرارة وحمئية القرار المقرون بالعهد ترتفع وتنخفض تبعاً للظرف الزماني والمكاني وموقعه من حيث البعد والقرب من صولة الأنتخابات وكرنفالات الصناديق ، وعندها يكون المسؤول أخاً وشقيقاً وصديقاً مخلصاً وحميماً للمواطن الذي يكون عند ذاك لدى المسؤول مواطناً كريماً محترماً ، ويؤكد المسؤ ول حينذاك أنه وكل مايملك في خدمة المواطن ، وأن ليس له من هم سوى المواطن وأنه كثيراً مايفكر بمعاناته وهو يزدرد لقمته عند الغداء والعشاء والفطور ، وغريب أن تصاحب تلك المشاعر الحنونة والجيّاشة من لدن المسؤول حينذاك إستمرارية التيار الكهربائي وعدم إنقطاعه ، فضلاً عن عطائه العيني السخي ناهيك عن السخاء المادي ، والوعود بالتعيين الفوري والسريع بعيداً عن كل شروط التعيين ، وأما قطع الأراضي السكنية فأنها توزع وبسندات فورية حتى دون أن تتوفر لدى المستفيد الشروط أم لا ، ولم يسأل حينها كالعادة في هل كنت مستفيداً قبلاً بقطعة أرض أم لا ، وليس عندهم أهمية أن لزوجته قطعة سكنية قد إستفادت منها قبلاً أم لا ، وكل ذلك يجري بوتيرة وإنسيابية رائعة ليس لها من سبق في مراجعات المواطن لدوائر الدولة التي تريه النجوم في عز ظهيرة تموز القائظ ، وعوداً على الموضوع أحمد .. فأن الكهرباء ليست منحة أوعطية من أحد يستجديها المواطن بل هي حق من حقوقه المشروعة وهو مع ذلك يدفع عنها أجوراً سخية لدوائر الكهرباء ، والغريب المستغرب في الأمر أن الدولة والمسؤولين عموماً يتضح أن ليس في نيّتهم إنجاز مشاريع وطنية حقيقية للكهرباء في البلد ويبدو أن في الأمر شيئاً من إصرار على ذلك ، وكثيراً ماصدّع رؤوسنا أحد نواب رئيس الوزراء وهو من المتديّنين جداً في أننا سنصدّر الفائض من كهرباء العراق إلى الدول المجاورة ، وآخر متديّن أيضاً قال ذات مرة لوسائل الأعلام ان الكهرباء وبعهد قريب سيكون إنقطاعها في خبر كان ، وهو يعلم أولايعلم أن سياساته وحكومته الرشيدة جعلت المواطن وهمومه في خبر كان ، ويكفي ربع ماتم منحه لشيوخ الرذيلة في الفلوجة بغية شرائهم وهم باعوا الأثنين معاً ، وبربع ماتم دفعه لهم من مليارات بناء أضخم محطات الكهرباء وعلى مستوى العالم ، ويكفي وبربع الأموال المهدورة في مشاريع وهمية لاأساس لها بناء عدة مفاعلات نووية لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية التي ستكون رخيصة عندها ، ويكفي وبربع ماتم إهداره من أموال في مجالس المحافظات التي عاثت في الأموال كيفما تشاء دون أدنى مستوى من تخطيط حتى أن بعضاً منها وعلى لسان أحد أعضاء تلك المجالس وقد صرّح ذات مرة بأنهم قرّروا منح كل عضو في المجلس ( 2 مليار ) دينار عراقي تحت تصرّفه كنثرية ليباشر أعماله بنفسه ، والسؤال هل وصلنا في بلد كالعراق أن تحقق لنا بناء إنسان وطني مخلص وبدرجة الأنبياء والصديقين لكي يمنح هكذا مبلغ ويباشر عمله بنفسه دون رقيب أوحسيب ، وهناك وزارات ومؤسسات حكومية مدنية وعسكرية رفيعة جداً وبموازنات رسمية وتخطيط ومتابعة ومراقبة ومع ذلك نهبت أموالها بالجملة وصارت في حسابات شخصية خارج البلد ، وكان يكفي أيضاً وبربع مبالغ وتخصيصات المجالس الفائضة عن حاجتها بناء ونصب أضخم المحطات الكهربائية في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية وهي عصب الحياة اليوم وشريانها النابض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا