الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقسيم العالَم العربي بَيْن اتِّجاهَيْن

جواد البشيتي

2014 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



عشرات الدول يمكن أنْ تُوْلَد مِنْ موت (أيْ تَمَزُّق) كثيرٍ من الدول العربية؛ فإنَّ "نهاية" دولة العراق، مثلاً، أو على وجه الخصوص الآن، يمكن أنْ يكون على شكل ولادة ثلاث دول، تَقْتَسِم الجغرافيا والديمغرافيا والثروة النفطية والحدود مع جيرانه، وينتهي، من ثمَّ، إلى الأبد ما كان يسمَّى، حتى الأمس القريب، "الشعب العراقي"، أو "الوطن العراقي"؛ وثمَّة مَنْ يتحدَّث عن (أو يتوقَّع) اكتمال كل دولة من هذه الدول الثلاث، جغرافياً وديمغرافياً، باجتياز وعبور الحدود الدولية مع الجيران، كأنْ تُضَم المناطق الكردية في شمال شرق سورية إلى الدولة الكردية في شمال العراق؛ ولقد رَأَيْنا كثيراً من "الخرائط الجديدة (خرائط التقسيم لدولٍ عربية عِدَّة)"، وقَرَأْنا كثيراً من "مشاريع (وخُطَط) التقسيم (الطائفي والمذهبي والعرقي والجهوي..)"؛ فهل هذا هو المسار (الفعلي، الحقيقي) الذي فيه يسير هذا الصراع (الذي، وعلى وجه العموم، ما عاد شبيهاً بـ "الربيع العربي"، دافِعاً، ومَطْلَبَاً، وغايةً)؟
في الإجابة، التي تؤيِّد صِحَّتها، "ظواهر الأمور"، أقول "نَعَم، هذا هو فعلاً المسار"؛ وربَّما يَخْرُج هذا الصراع عن السيطرة والتَّحَكُّم، فيتمخَّض عن واقعٍ يشبه كثيراً "الواقع الافتراضي" في تلك الخرائط والمشاريع والخُطَط؛ أمَّا في الإجابة التي تؤيِّد صِحَّتها "بَواطِن الأمور"، على ما أراه، فأقول "لا، ليس هذا هو المسار الفعلي".
نهاية الصراع هي "دويلات في داخِل كل دولة؛ فإنَّ "الدولة الاتحادية (الفدرالية) التي تكون الحكومة المركزية فيها كَمَلَكة بريطانيا؛ تَمْلُك ولا تَحْكُم إلاَّ بما لا يتعارَض مع جوهر النِّظام السياسي الجديد لهذه الدولة، وهو الدولة المُرَكَّبَة من دويلات قوية" هي ما يُراد (دولياً، في المقام الأوَّل) لهذا الصراع أنْ ينتهي إليه؛ فالعراق مثلاً، أو على وجه الخصوص الآن، سيبقى "دولة اتحادية"؛ لكن "حكومتها المركزية" ستكون من الضَّعْف بمكان، وكمثل "خَيْطٍ رفيعٍ واهٍ" يَرْبُط بين "دويلاته الثلاث (القوية، الصَّلْبَة)"؛ وفي هذه "الدولة الاتحادية"، وبها، يُسَوَّى كل نزاعٍ يمكن أنْ ينشب بين هذه "الدويلات"، ويُضْمَن بقاء كل "دويلة" جزءاً (لا يتجزَّأ) من "دولة العراق الاتحادية"؛ فلا تَضُم "الدويلة" إليها (ولا تُضَم إلى) ما يُماثِلها، أو يشبهها، في "هويتها (الطائفية، أو المذهبية، أو العرقية)" في خارج حدود "العراق الاتحادي"؛ فلن يكون مسموحاً لـ "الدويلة الكردية (في شمال العراق)"، مثلاً، بأنْ تَضُم إليها المناطق الكردية في شمال شرق سورية؛ فهذه المناطق يمكن، ويجب، أنْ تغدو "دويلة كردية (ثانية)"؛ لكن ضِمْن "دولة سورية الاتحادية".
نهاية هذا الصراع يجب أنْ تكون "الدولة الاتحادية، بحكومتها المركزية التي من الضعف بمكان، وبالدويلات (القوية الصَّلْبَة) المُكَوِّنَة لها، مع الحيلولة دون تَحَوُّل كل دويلة إلى دولة كبيرة من طريق تغيير الحدود الدولية مع الجيران". وهذه "الدويلة" المتجانِسَة (طائفياً أو مذهبياً أو عرقياً..) يمكن أنْ تكون أكثر استقراراً، وأكثر ديمقراطيةً في العلاقة بين الحاكم والمحكوم فيها؛ لكَوْنِهما متجانسين هذا التجانُس؛ أمَّا العواقِب والتَّبِعات فأهمها "ضَعْف (لا بَلْ اضمحلال) العُنْصَرَيْن الجامِعَيْن الكبيريْن: عنصر "القومية العربية (أو الانتماء القومي العربي)"، وعنصر "الأممية الإسلامية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة محتجزين إسرائيليين من غزة تفتح باب الاحتمالات في الحرب


.. مصر تندد بالهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات وتطالب بوقف ال




.. القنبلة الأميركية GBU 39.. سلاح إسرائيل الفتاك في غزة! | #ال


.. انهيار أرضي مفاجئ يؤدي إلى ابتلاع طريق سريع في ولاية #وايومن




.. قتلى بقصف إسرائيلي على مدينة غزة ومخيم البريج| #الظهيرة