الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شــــــوق

وجيهة الحويدر

2005 / 8 / 2
حقوق الانسان


أطفأت المناوبة النور وأمرت جميع السجينات بالتوجه إلى أسرتهم للخلود إلى النوم. كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا في السجن النسائي في خميس مشيط، ومثل كل ليلة بدأت السجينة شوق بالبكاء حيث الحسرة والندم أصبحا حليفاها منذ أن صدر في حقها الحكم بالإعدام بسبب الجريمة التي اقترفتها. صار لشوق ستة سنوات في السجن، مرت عليها كالدهور السحيقة. كان كلها أمل أن يُعفى عنها ويصفح عن خطيئتها لكن ذلك لم يحدث...فعقارب الساعة مازلت تسير عكس الزمن، وتدفع بأيام شوق إلى حلول المشاهد الأخيرة من حياتها..

شوق فتاة مازالت سنينها بين عتبات العشرينات، غضة في عمر الورد. لديها ثلاث أطفال، وزوج يحلم كل يوم بعودتها إلى عشه، من اجل أن ينعم صغاره بأحضانها.

كانت شوق فتاة مثل سائر فتيات قريتها، ذات أحلام بسيطة جدا. كل ما كانت تريده من الدنيا هو أن تدرس المتاح و تلتهم المناهج المسموح بها في مدرسة القرية، وأن تتعلم ما يجعل منها امرأة قادرة على تربية صغارها ومساندة زوجها على متاعب الحياة..أيضا من ضمن طموحات شوق البسيطة أن تسافر يوما ما لترى ما يدور خارج تلال قريتها. لا تريد أن تحلق بعيدا عن موطنها، لأنها تخشى أن تحلم ابعد من الممكن والمتاح، فهذا ما اعتادت عليه مثل جميع الإناث في ديارها. شوق سمعت كثيرا من أخوتها الشباب عن العاصمة الرياض، تلك المدينة الحديثة، ذات الشوارع الواسعة التي تشق مساحاتها طولا وعرضا. حيث تمتد على أرضها عمارات شاهقة تناطح السحب وتزاحمها في الأفق..كانت تتمنى شوق يوما ما أن تزور تلك المدينة التي بدت لها كالخيال المثير الذي لا يكف عن تأجيج الدهشة والحماس في داخلها.

تكبر الصبية شوق وتترعرع بين سفوح القرية، وحلمها يتضخم ويكبر ليصبح كأحلام الصبايا العربيات التي تظل ضامرة من شدة العتمة المحاطة بها.

تمر السنوات، وتبطن لها يد القدر طعنة قوية، وبالفعل يتحقق ذاك الحلم لكن بصورة مخالفة تماما لما تمنته شوق. فقد داست أقدام شوق الصغيرة الناعمة ارض الرياض، ومشت على ترابها بأرجلها الهشة التي كانت مكبلة بالحديد والأغلال. زارت شوق الرياض الحبيبة ويداها ملطختين بدماء رجل دفعها إلى قتله حين حاول الاعتداء عليها. كانت سيارة السجن تمخر بها بين طرقات الرياض المزدحمة، وشوق المسكينة تتلفت يمنة ويسرى ودموعها تنهمر بغزارة ولسان حالها يقول: صدقوني يا أهل المدينة انا مظلومة .. صدقوني يا جماعة أنه كان دفاعا عن النفس..أنا لم انتزع روحه عمدا..ولم انوي قط سفك دمه..أنا لست بقاتلة..أنا لست بقاتلة...

وجيـهة الحويـــدر

...................................................................
شوق شابة سعودية من خميس مشيط. أيامها في الحياة باتت معدودة، فسوف يُنفذ فيها الحكم بالإعدام يوم الجمعة القادم. نرجوا من وزارة الداخلية أن تنظر في قضيتها قبل أن يسبق السيف العذل ويُهدر دمها الفتي ظلما وبهتانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: هناك فوضى تامة في غزة وإسرائيل مسؤولة عنها


.. الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف تجمعات النازحين برفح




.. الأمم المتحدة تدعو لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في السودا


.. الجيش الإسرائيلي يرتكب مجزرة بقصف تجمعات النازحين غرب رفح




.. دبابات إسرائيلية تقصف خيام النازحين في مواصي رفح