الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني حالة انتظار لن تدوم

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2014 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


في غفلة من تاريخ اللا منطق واللا معقول يُقتل ويشرد الشعب الفلسطيني بكل أدوات القتل والقهر، ورغم ذلك لم يسقط, ولم تسقط قضيته الوطنية العادلة في كل العقول والضمائر الحية، وما تبقى من الوطن الذبيح يتحول إلى ساحة مستباحة للقتل والاعتقال في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي داس على كل القوانين والاتفاقيات من أجل تصفية الوجود الفلسطيني على الأرض, لذلك نطرح سؤال بحجم الجريمة الوطنية مازال ينتظر جوابًا حول, ما العمل فلسطينيًا لمغادرة حالة اللا منطق واللا معقول في سلوك القيادة الفلسطينية تجاه العطاء الفلسطيني اللا محدود من التضحيات العظيمة لأجل وطن حر وكريم..؟؟

وعليه تبقى الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس وغزة خطيرة جدًا، وقد تتجه الأمور إلى سيناريو التصعيد المتبادل بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي بفعل الحملات الشرسة من المستوطنين التي تستهدف بشكل يومي الشعب الفلسطيني, مع أنه الظروف المفروضة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة حماس, تحتاج للهدوء لمساعدة الرئيس "محمود عباس" في استمرارية القبضة الأمنية على المناطق السكانية التي تخضع تحت سيطرة سلطته, كما تحتاج إسرائيل أيضًا إلى قيادة قوية في قطاع غزة لبسط قوتها على التنظمات الفلسطينية الأخرى, حفاظًا على حالة اللا حرب واللا سلم مع حركة حماس في غزة.

وبالتالي قد نجد لكل طرف من الأطراف الثالثة هدف استراتيجي يعمل على دعمه من حالة استمرار الهدوء, وهنا يمكن القول أن رئيس الحكومة في إسرائيل "نتنياهو" يبحث عن رفع فرص فوزه في الانتخابات القادمة, وعن تعزيز وحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خطر التصعيد مع الشعب الفلسطيني, والرئيس عباس يريد التمسك المستميت بالسلطة, وهذا ليس مدفوع بدوافع وطنية, وإنما من أجل الحفاظ على المكتسبات الشخصية له ولأولاده, ومن جهه أخرى نجد أن طموح حركة حماس في دعم الحفاظ على الهدوء في غلاف قطاع غزة, يهدف إلى جانب المصالحة مع الرئيس عباس إلى أن يكون مدخلًا لإعادة ترميم العلاقات مع الدولة المصرية بعد الاتهامات لها بالتدخل في الشؤون الأمنية المصرية.

إذن الشعب الفلسطيني في مواجهة هدف مُتشابك المصالح بين الأطراف الثالثة في المعادلة الفلسطينية تفرض عليه عدم التسرع في إدارة ردود الأفعال على الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية والقدس, وعلى المواقف المُبهمة من الرئاسة الفلسطينية والفصائل والأحزاب تجاه قتل الفلسطينيين من قبل قطعان المستوطنين تحت مسمع ومرأى الجبش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية, وبناءً على ذلك يمكن القول أن قدرة الشعب الفلسطيني على تحمل هذا العبث والعور والتيه من تلك الأطراف الثالثة ستكون محدودة جدًا أو أنها قد تلاشت فعلًا.

وعليه أنا أرى أن على القيادة الفلسطينية الكف عن الرهان على الموقف الأمريكي والغربي وعليها أن تغادر مربع التنسيق الأمني مع إسرائيل الذي بات يُشكل عارًا على الشعب الفلسطيني, وأيضًا على الفصائل الفلسطينية الكف عن زج الكفاح الفلسطيني النقي في أُتون الارتباطات الأقليمية المعقدة التي لا نملك فيها لا ناقة ولا جمل, والرهان الحقيقي الذي لا يخيب أبدًا, هو الانصهار مع كافة أطياف الشعب الفلسطيني في معركة الاستقلال الوطني.

بقلم: أ. منار مهدي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي