الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها

بدرالدين حسن قربي

2014 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هناك سؤال متكرر يعرض للسوريين وفي كل مناسبة، يطرحه أعداء الثورة السورية وشانئوها على الدوام: لماذا لاترينا الثورة وثوّارها نشاطهم وقوتهم وبأسهم بالذهاب إلى فلسطين ومقاتلة اليهود طالما عندهم كل هالقوة والبأس في مقاتلة النظام الأسدي وشبيحته، وكأنهم هم الذين اختاروا قتال عصابات النظام وشبيحته وليست هي التي ساقتهم إلى هذا المنحدر من الخراب والدمار. يسألون سؤالهم وهم يعلمون أن الحدود السورية الإسرائيلية في الجولان مملوءة من عشرات السنين حرساً شديداً وشهباً من قوات الأسد التي تمنع ولو طيراً من العبور، ولكنه سؤال من قبيل المناكاة والمجاكرة والمداكرة والغضب على ثائرين على عصابة حاكمة ساقت شعبها إلى القتال وشعارها حرق العالم وليس سوريا ليبقى الاسد.
وفي بعض الجواب على مثل هالأسئلة، يعلم المتسائلون الغيارى على فلسطين وتحريرها أن الثورة السورية ماكانت ولم تكن لتحرير فلسطين ولا الأندلس ولا غيرهما بل هي ثورة وطنية خرجت بمطالب معروفة، استرداد الحرية السليبة والكرامة المغتصبة. كما يعلمون أيضاً بأن عموم السورييون مُستغرَقون بفلسطين ولا داعي للمزايدة عليهم، فهم وطنيون وعروبيون بفطرتهم، وإنما تحملوا ماتحملوا من فظائع ممارسات القمع عليهم والاستبداد والفساد والقهر والتجويع ما لايُحتمل، كيلا تتوقف المعارك أو يتعطل التحرير، باعتبار أن ممارسَه عليهم مقاوم ممانع، ولاصوت عنده يعلو على صوت المعركة. ورغم أن حال السوريين وصلت إلى حالٍ تصعب على الكافر كما يقال، فإن القلقين على فلسطين والمتسائلين عن نسيان السوريين الثائرين لها، لم يُظهروا يوماً امتلاك بقية من رحمة ترحّموا بها بنا، أو لحسةٍ من إنسانية ترأّفوا فيها بضعفنا وحاجتنا ولو بالنصيحة خلال عشرات السنين لهذا النظام الباطش من أن يصلح من حاله ولو قليلاً، ولا نشكّ أيضاً أن لهم أعذارهم وتعذّراتهم بانشغالهم بمعارك التحرير الكبرى عن استحقاقات إنسانية كقضية الحرية وكرامة المواطن ولقمة عيشه التي يواجهها السوري الطفران والمعتّر المطحون.
وفي بعض الجواب أيضاً، فإنه لو صح السؤال فهو أولى وأوجب إلى من قمع السوريين نصف قرن، وسرق أموالهم واقتطعه من لقمة عيشهم وقوت أطفالهم، وجهز القوة والأمن والجيش بحجة فلسطين وتحريرها، وخصوصاً أنه أظهر في حرب شعبه وقتله من القوة والبأس والتوحش وفظاعات الإجرام مالم يظهره أحد من العالمين في أي دولة من دول الأرض.
إن السوريين وقد انفجر بركان ثورة حريتهم بعد نصف قرن من صمت الصامتين والمتفرّجين من السائلين والمتسائلين في معركة كبيرة مع هولاكو العصر وشبّيحته، وقتلاهم فيها تجاوز ألفي ضعف عدد ضحايا مجزرة دير ياسين فضلاً عن قرابة مليون من المصابين والجرحى ومثلهم في مروحة الاعتقال والسجن وأضعاف أضعافهم من النازحين واللاجئين والمشردين داخل البلد وخارجه، مازالوا على عهدهم لفلسطين ولم ولن ينسوا، وإنما كل مايرجونه من السائلين والمتسائلين بعض وقت مستقطَع يدفنون فيه أشلاء أبنائهم وإخوانهم وذويهم وشهداءهم، ويُخرجون فيه من حياتهم إلى الأبد حاكماً، يعرف المتسائلون قبل الثائرين أن الشام وتاريخها ماعرفت أشد إجراماً منه ومن أبيه.
لسنا في موطن المجادلة مع حق أي سوري أن يسأل ويتساءل ويتكلم بما يريد، وإنما لو تكلم هذا السوري بعشر معشار مايتكلم به عن الثورة وقد انفجر البركان السوري لأسباب هو أعلم بها من غيره، ونصح وسدّد وقارب وحذّر من الأخطار والعواقب لقهر السوريين والدوس على كراماتهم وسلب حرياتهم لوفّر هو وغيره على السوريين من الدماء والدمار الشيء الكثير، أو على الأقل يكون قد أبرأ ذمته أمام ناسه وشعبه وأهله ومواطنيه، وإلا فما نفع الكلام والسؤال والتساؤل وقد فات أوانه والشعب السوري قد انفجر بركانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال