الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إياك أن تحلم

حنان علي

2014 / 7 / 8
الادب والفن


إياك أن تحلم
(عليك مصالحة واقعك ولا تعيش الحلم لأن مهما حدث أو صار يبقى لواقعك كلمة الفصل )
لربما هذا الفكرة الاساس التي تبادرت في ذهني لحظة الكتابة , نعلم كلنا أن من سجايا الإنسان الحلم والديمومة عليه , لكل منا أحلام كثيرة , نسافر معها ونترك وراء ظهورنا كل شيء أو بالأحرى نترك الواقع وتفاصيله , ونرحل مع الاحلام حتى وأن لم تتحقق , تجدنا نبحث ونقاسي ونعيش كل وقائع الحلم أيامًا وأشهرًا وربما تصل لسنين لعلها تكن لنا واقع نلتمس فيه عذوبة وروعة ذاك الحلم , وما يلبث إلا أن يقول الواقع كلمة ويعلن الحكم ويجعلك تستيقظ من كل الاوهام التي كنت تسميها أحلام وتسعى بكل جهد لتحقيقها .
تعود ادراجك وأنت محمل بالعبء الكبير أو الذنب الكبير نتيجة لسفرك مع احلامك من هنا قلت إياك أن تحلم , وربما أنا الآن مؤمنة بالواقع وبمرارته وقسوته التي لا نفك عنها , أو بعبارة أدق أنا الآن مؤمنة بالقضاء الذي أرضخ تحته بكل نفس متألمة تحاول جاهدة أن تخلع خمار الحزن عن وجهها وترحب بالأيام القادمة وتعيشها بلا حلم , تحلم به اناء الليل واطراف النهار .
كيف لنا أن نُزين الواقع بالحلم , ونعيش الواقع بأمل تحقيق الحلم ؟ ومهما كان الواقع مريرًا فالحلم دائما يجمل الواقع! بين الواقع والحلم وجع دائما , أقول وانقض نفسي وأعيش الصراع النفسي , بين الحقيقة والخيال وهمًا لا ينتهي , أننا لولا الحلم والخيال لما استطعنا العيش ؟ أ من المعقول هذا !
عند الهروب إلى احضان الاحلام المنتهية بواقع مؤلم , حينها نبحر بسفن اشرعتها دقائق الساعات التي تمضي من اعمارنا ونرسو على شواطئ الذكريات لحنين دبَ بأوصال اللحظات . وعندما يعود الخريف مرة أخرى , تبدأ الأشجار تفقد أوراقها التي لطالما كستها طيلة أشهر , حينها تترك كل ورقة ألم كبير في جسد الشجرة , فتبكيها الأغصان وترحل مع الريح بعيدًا , اليوم أنا أحلم مثل اشجار الخريف التي لطالما شعرتُ أنها تشبهني فاتركُ الذكريات في ذلك المكان الذي غادرناه من دون رجعة . هذه هي الأحلام في سفر دائم وتجوال لا يعرف استقرار , ليت لنا أشرعة من ورق وجناحا طائرًا يجوب بنا المساحات ويقطع المسافات والطرقات لا يتوقف إلا حين يتعب من كثر البحث عن بقايا أمل لعله يجد فيه استقرار .
كل الكلام كان مع الحلم الذي لا يتحقق , لكني أعود لنقطة انطلاقي وأكرر ما قلت , إياك أن تصدق أحلامك فهي سراب , وهمًا بثوب الحقيقة , تعيش وسط زحمة الافكار و يا ليت لم تعش حتى لا تعرف للحلم طريق وتصالح واقعك كيفما كان , وتجاهد حتى تجمل واقعك بواقع وليس بحلم واهم زائل . إذن للحقيقة مكان شاسع وللحلم زمان يمضي ولا يعود مثلما بدأ لحظة الولوج فيه واعتناقه في روحك وخيالك حتى يتسنى لك العيش بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو