الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّها الملك ( فهد ) كان لك أجر المحاولة

ناصر المعروف

2005 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


اثنان في الأغلب كان لهما ( شرف !! ) إعاقة مسيرة الخير والعطاء لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وأدخله فسيح جناته ، للنهوض بالمملكة والمنطقة برمتها نحو الأمام ،

فأما الأول ، فذلك العبث اللامتناهي والذي قاده معتوه المنطقة الأول ومجرمه الأكبر والمدعو ( صدام حسين ) ونظامه العبثي المجرم في حروب وكوارث ومآسي أهدرت فيها الكثير من الدماء البريئة وضيعت فيها القدر الكبير من مقدرات وأموال هذه الأمة !!

وأما الثاني فهؤلاء ( المتأسلمون ) بكافة أشكالهم وألوانهم وتصنيفاتهم ومسمياتهم ( ودون استثناء والله واحد منهم ) والذين وقفوا موقف الند والمعاند والمحارب لكل تطلعات الملك للرقي بشعبه وأمته نحو العلو والشموخ والأمل المشرق سواء للمملكة أو لسائر دول المنطقة جمعاء .

فما أن تأتي رغبة جلالته ( رحمه الله ) بالسير لما هو صالح البلاد والعباد بخطوة واحدة يخطوها نحو الأمام ، انقضت تلك الفئة الضالة والخوارج الجدد كالذئاب المفترسة ومن جحورها المختلفة المظلمة اتجاه تلك الخطوة المباركة وسحبتها دون أدني خجل يذكر ( إن كانوا خارج حدود المملكة ) أو أدنى شعورا وطنيا يحسب ( إن كانوا داخل حدود المملكة ) ، وعملت بكل خبث ومكر بتأويل كتاب الله تعالى وسنة نبيه المطهرة لما يتناسب مع مقاساتها سياستها المتأسلمة وسعت بالعمل المضني والدءوب ( ! ) بالرجوع بتلك الخطوة ( الملكية ) الخيرة إلى عشرة خطوات شيطانية نحو الوراء !! وباتجاه مستنقعهم الفكري الذي ينعمون ويهنئون بالعيش فيه حيث التخلف والتزمت والرجعية وخلق روح وثقافة الكراهية والقضاء المبرم على مبدأ التسامح وبالضربة القاضية الأصولية المتأسلمة من خلال الترجمة الحرفية والفعلية لها والمتمثلة بتلك الأعمال الإرهابية التي نرى آثارها هنا وهناك ، وهم الذين كانوا ومازالوا أحد الأسباب الكبرى مما نعانيه جميعا في هذه المنطقة وبالعالم بأسره ، والذي نحياه بكل ألم وحزن ، والذي يقع ضرره الكبير والجسيم على رؤوس الجميع دون استثناء !!

والطامة الكبرى أنهم يعتقدون بذلك كله أنهم يخدمون به الدين الإسلامي !!

والدين منهم والله براء !!

فإلى جنة الخلد أيّها الملك ( فهد ) فقد كتب لكم وبشهادة المنصفين الخيريين أجر المحاولة والمثابرة ، وكنا نعلم علم اليقين ، أنّك كنت كمثل الذي يجاهد بشق نفقا لإظهار ذلك البصيص من الأمل من ذلك الكهف المظلم والحالك الظلمة في عقول تلك الخفافيش الساكنة به ، والقابعين فيه ولمدد طويلة وسحيقة ، ولكن بسبب سماكة وحجم ذلك الحجر الذي يتكون منه ذلك الكهف المظلم المخيف ، وكذلك تلك الظروف والأزمنة واللتان لم يسعيا معك في هذا الاتجاه الخير الطيب ولو حتى بنصف خطوة !! لم يحالفك ذلك النجاح التام والمنقطع النظير، وما نستدل على سعيك في هذا الاتجاه الخير هذا ، هو اهتمامك الكبير والعميق في نطاق نشر حب العلم والتعليم والتطلع لهما وبالتحديد خارج حدود المملكة المبتلية بقلاع شيوخ التطرف والمتطرفين !! والذي نرجو من يأتي بعدك أن يهدّ تلك القلاع الموبوءة بأعمال الشياطين على رؤوس من سعوا لبنائها والاحتماء بها ، وذلك فقط لترتاح البلاد والعباد في مشارق الأرض ومغاربها من شرور أعمالهم وأفعالهم ما ظهر منها وما خفي !!


وفي الختام ، نعزي هنا شعبنا السعودي الطيب بهذا المصاب الجلل ونعزي أنفسنا كذلك ، فخسارتنا بهذا الملك المتعقل و ( المسالم ) لا تعوض بتاتا ، وكما نعزي تماما أخوتنا في السودان الشقيق لاسيما ( الأخوة في الجنوب السوداني ) بالرجل الذي صنع السلام مؤخرا في أرض السودان بالرغم من أنف السيد الترابي و( أصحابه الكرام !! ) بوفاة ذلك المحارب المخضرم العنيد ( جون قرنق ) النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية ، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ومن كان في معيته ، ونصيحتنا لأخوتنا الجنوبيين للسعي الحثيث للتمسك بما ناضلتم للحصول عليه طلية تلك السنون الغابرة و بما توصلتم إليه مع أشقائكم في السودان وعدم التفريط به نهائيا ، وتحت أيّة ظرف كان ولا يجب بتاتا أن ترتكب أيّة حماقة وخاصة من جانبكم في الوقت الراهن على أقل تقدير ، والتي يسعي إلى إيجادها بين صفوفكم جاهدين أعداء السلام وقارعي طبول الحرب والرافضين للتعايش السلمي مع المختلف الآخر !! حتى ولو تأكد لكم وبالدليل القاطع من أن مقتل قائدكم ( جون قرنق ) ورفاقه في النضال ، كان جراء حادث مفتعل و بفعل فاعل وليس بسبب حادثا عارضا كما يقال وحسب الرواية الرسمية السودانية !!



ملاحظة أخيرة :-


الظاهر والعلم عند المولى وحده كتب علينا أن نرى فقط ، ولمدد طويلة آتية وجوه الأشرار والخبثاء من أمثال أسامة بن لادن والترابي و الزرقاوي وغيرهم الكثير والكثير ، وخاصة ( أخونا الحبيب ذو الطلعة البهية !! ) صدام حسين والذي لازالت فيه الروح والقوة والعين التي لا تستحي والله ليدخل بعدها في مشاجرة ( وبالكفوف أيضا !! ) مع مواطن عراقي مقهور جاء للمحكمة خصيصا لكي يبرد قلبه وكبده ( ولو قليلا ) ويبرد من وراءه قلوب وأكباد أمته البائسة والحزينة والمبتلية بهؤلاء الأنواع وأشكال المخزية والمفزعة والمؤلمة من البشر ( إن صحّ من الأساس ومن الأصل أن نسميها بشرا ) !!

ولكن الطريف والمفجع بالأمر، يقال أن الطاغية ردّ الصاع صاعين !! وكانت مهمة المتواجدين في تلك المحكمة إنقاذ ذلك ( المواطن المقهور ) من أيادي الطاغية صدام !!

حسبنا الله ونعم الوكيل ، فأيّ بلاء نحن قد أبتلينا فيه ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأحزاب الانفصالية في كتالونيا تخسر الأغلبية في الانتخابات ا


.. بلينكن: الاجتياح الواسع لرفح سيزرع الفوضى ولن يؤدي إلى القضا




.. ترقب في إسرائيل لأمر جديد من محكمة العدل الدولية في قضية الإ


.. طائرتان مسيرتان عبرتا من لبنان إلى إسرائيل وانفجرتا في منطقة




.. الإعلام العبري يرصد التوتر المتصاعد بين إسرائيل والولايات ال