الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكفي أن يتغير لون الديكتاتور لكي نستكين ؟

لينا سعيد موللا

2014 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ل يكفي أن يتغير لون الديكتاتور لكي نستكين ؟

كان الناس قديماً عندما يسافرون إلى مدن بعيدة يحطون في أسواقها ... يسألون من أي مدينة حاؤوا، وأي دين يعبدون، وماذا يحملون من أساطير وحكايا .

في زمن شكل الدين قومية، والنبي مثلاً أعلى، هكذا انتشرت الأفكار في الأسواق،

وكان التجار الأكثر معرفة بأديان الآخرين، ولأنهم كانوا يهدفون إلى الربح، فكانت معاملتهم للغرباء أكثر تودداً وتسامحاً من الآخرين الأقل اطلاعاً ومعرفة .

وغالباً ما انتشرت الأديان والمذاهب لاعتبارات اقتصادية بحتة، على يد الملوك والأمراء والتجار .
وكان الناس ينتقلون من دين لآخر لاعتبارات اقتصادية، أكثر منها فهماً واستيعاباً لافتقارهم لأدوات الاطلاع، ومع مرور الوقت يتحول هذا الدين إلى هوية مقدسة بعصبيتها وجموحها .

اليوم يخرج علينا خليفة جديد من الموصل طالباً طاعته من عموم المسلمين، يرتدي السواد معلناً أن زمن الخلافة قد عاد، لكن ليس بالسيف وإنما بأدوات قتل أكثر تطوراً وفتكاً .

والسؤال هل يمكن لهذا الخليفة الذي يبحث عن ألقاب لم يحظى بها الأنبياء زمن رسالاتهم لأنهم كانوا أكثر تواضعاً وخلقاً، أن يأتينا بالديمقراطية والحريات التي قمنا لأجلها بعد قرون طوال من التغييب والتهميش والقهر .



هل يمكن لهذه الشعوب ووفق هذه الآلية القسرية، أن تختار نخبها وتحاسبهم على خطئم وتسائلهم لدرجة الارهاق . أن تبحث لها عن مزيد من الازدهار والرخاء، بدل التسكين عبر بث وتأجيج العصبيات والكراهية والدعوة لقتال المشركين وما أكثرهم .

في الواقع هؤلاء لن يأتوا إلا بمزيد من القمع والقتل، لأنهم ببساطة جاؤوا من أزمنة نريد الانعتاق منها إلى العولمة ولعب دوري حضاري حقيقي يزيد ثقتنا بأنفسنا بدل استيراد الأمجاد من بواطن الصفحات الصفراء المهترئة . فنكون أسيري حقب ولت ولا يمكن إعادتها لأن العالم برمته قد تغير .

يقيني أن الشعوب بما آلت إليه من انفتاح ووعي لن تقبل بديلاً عن تمثيلها ولعب دور جوهري في تقرير مصائرها، ويصعب علينا الاقتناع بأن هناك قوة تهوى البطش عازمة لإعادتنا إلى الوراء، إلى زمن كانت القيم مختلفة والعالم كله من طينة واحدة في أدواته وسلوكياته .

أجزم بإن دورة التاريخ ستنبذ هؤلاء سريعاً جداً، فالشعوب مهما اختلفت في ثقافاتها ووعيها، تبقى موحدة في إنسانيتها وتطلعها للحرية والسمو . فهذه هي طبيعة البشر

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب