الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلث برمودة :الاسرائيلي التركي الكردي

واثق الواثق

2014 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مثلث برمودة : الاسرئيلي التركي الكردي ...
ليس خافيا على القاصي والداني أن العلاقات الإسرائيلية التركية وصلت إلى أعلى مستوياتها في السنين الماضية والتي تلت وصول رجب طيب اوردوكان إلى الحكم كزعيم لحزب العدالة التركي ، رغم وجود السيناريو الدرامي الباراغماتي المُعد سلفا والذي هدد بموجبه اوروكان بالرد السريع والعنيف لأسطول الطائرات الإسرائيلي الذي قصف باخرة المساعدات التركية المتوجه إلى فلسطين .فاوروكان الذي حاول استمالة مشاعر المسلمين وكسب ودّهم في خطوة منه لتنفيذ سياسته التوسعية في المنطقة لم يتوان دقيقة واحدة في الاستجابة للضغوط والطلبات الأمريكية الاسرائيلة كشرطي راعي للمصالح في المنطقة .فمجيئه مكمل لسيناريو معد سلفا بعد جلبه للحكم بأصابع خفية بانت لمساتها فيما بعد عقد صفقات السلاح وتدريب الميليشيات والدعم السياسي والاقتصادي وغيره .
فلا يمكن أن ننكر حجم الوجود الاسرائيلي في تركيا كسيّاح أجانب ومستثمرين وأجهزة استخباراتية ، والتي أخذت فيما بعد أبعادا سياسية واقتصادية توسعية في المنطقة.سيما بعد بلوغ حجم التبادل التجاري بينهما إلى ما يقارب المليارين ونصف المليار سنويا .وهو معدل قابل للزيادة .وهو ما جعل تركيا تتبنى النزاعات والصراعات الإسرائيلية مقابل إطلاق يد تركيا في المنطقة وضمان تدفق الثروات النفطية لها وإنعاش اقتصادها وربما تكون هناك امتيازات أخرى لا يعلمها إلا الراسخون في السياسة الإسرائيلية .
وتركيا التي تحلم بالتوسع على حساب الدول العربية والإسلامية في المنطقة وان تعيد أمجاد الدولة العثمانية ولكن بطريقة أخرى ، وبحلفاء جدد ، وحان الأوان لان تكون عاملا مؤثرا في المنطقة والعالم .فلا يمكن ان ننكر دعم وتدريب وتمرير الجماعات الإرهابية المسلحة عبر الأراضي التركية وبإشراف أجهزتها الاستخباراتية ، بالتعاون مع بعض الدول الخليجية والعربية ( السعودية وقطر والأردن ) ، وبإيعاز وبرمجة ودعم وإسناد إسرائيلي أمريكي بريطاني ، وهو ما لمسناه على ارض الواقع في سوريا والعراق من تعدد جنسيات الجماعات الارهابية العابرة للحدود والحواجز والقارات .لتمهد لااحتلال اسرائيل لمناطق فلسطينية اخرى .
فجميع الدلائل تشير إلى تورط تركيا وقطر والسعودية والأردن في دعم الإرهابيين في العراق وسوريا وتبنيها لها امنيا وسياسيا ولوجستيا بالنيابة عن إسرائيل.ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب ، بل وصل الأمر إلى إعادة تقسيم المنطقة جغرافيا وديموغرافيا أيضا . وما يؤكد دعم هذه الدول للجماعات الإرهابية هو عدم استهدافها يوما من قبل هذه الجماعات او على اقل تقدير أنها تهدد هذه الدول ، فلم نسمع يوما من الأيام انه الجماعات الإرهابية تعرضت لرعايا أو مواطني أو مقرات او منشاة لإسرائيل او أمريكا أو بريطانيا أو تركيا او السعودية أو قطر ؟؟وان حدث فهم من جانب الضحك على الذقون وتغطية مخططاتهم التوسعية والعدوانية في المنطقة والرمية الى إعادة تقسيم المنطقة وفق رؤية اسرائيلية بحته .
فتركيا وبإيحاء من إسرائيل احتضن معظم قادة المعارضين العراقيين وغيرهم للحكومة العراقية وكشّرت عن أنيابها تجاه بغضها وعدم رضاها عن الحكومة العراقية والتي طالما وصفتها بالطائفية ، فقد تركت إسرائيل لها الحبل على الغارب وأطلقت لها العنان في أن تتصرف وتدير الملف السوري وتستعمر أراضيها وبعض من أراضي العراق كالموصل وبعض المناطق الأخرى ، مقابل أن تتخلى عن خطوطها الحمر تجاه الأكراد وكركوك ، وان تبدي بعض المرونة تجاه الأكراد وإقامة دولتهم المنشودة ، مقابل ان تتمتع بمزايا اقتصادية عالية المستوى من الأكراد ، وان يسهلوا مهم إقامة الدولة الداعشية ( ما يسمى بالاسلامية )في غرب العراق .
وهو ما تم فعلا ، حيث تنصلت القيادات الكردية العسكرية في الموصل عن واجبها الوطني وانسحبت تاركتا الأرض والسلاح لأيدي الداعشيين ، مقابل أن يتركوا لهم كركوك النفطية لتحقق مآربها وأحلامها القومية في إقامة دولة كردية بعد ان تتخلى تركيا عن مواقفها السلبية تجاه الأكراد .
وهذه المعادلة ستضمن امن إسرائيل في إقامة دول صديقة وحليفة وعازلة لها في المنطقة ، إضافة إلى دولة داعش ، فالدولتان الكردية والداعشية أن صح التعبير أذما قامتا فعلا ، سيكون انقلابا لم يشهده التاريخ الحديث ، او ربما صدمة لجميع الدول العدوّة والصديقة ، ما يزيد من قوة وامن اسرائيل في المنطقة أولا.
ويضمن قطع المد الشيعي الإيراني العراقي السوري اللبناني الروسي. فان إقامة دول داعش بين العراق وسوريا يعني إقامة جدار عازل بين الشيعة وبالتالي إضعاف المقاومة وتفتيتها وقطع اذرعها والسيطرة عليها .وهذا يصب في مصلحة إسرائيل أيضا . أما إقامة الكرد لدولتهم فهم يعلمون أن لا يمكن لقوة على وجه الأرض ان تحقق لهم ذلك باستثناء إسرائيل بعد توفر الظروف المناسبة لإقامة دولتهم المنشودة ، وبالتالي إقامة كيانات أجنبية دخيلة على الأرض العربية وزرعها في قلب الأمة العربية تساهم في تمزيقها وشتاتها وتذويبها .
فكان المخطط الامريكي الذي سلم فيه زعيم المعارضة الكردي التركي عبد الله كول من قبل c>i>a الامريكية واختطافه وتسليمه إلى الحكومة التركية كان مقابل صفقات عقدت من ضمنها التعاون الاستراتيجي مع اسرائيل وتقديم الدعم لها وعلى كافة المستويات ، بالمقابل ضمان عدم قيام حزب العمال الكردي بأي نشاط من شانه أن يخل بالنظام الداخلي التركي .بعد عقد مفاوضات مع الزعيم كول منها تجميد عمل الحزب في تركيا مقابل ترتيب وضع كردي في العراق باعتباره مهيئا ليكون دولة كردية تلبي طموحات الكرد في العالم . وهو ما تحقق فعلا فالأكراد العراقيين هم أفضل حالا من غيرهم من الكرد المشتتين في العالم ، لإقامة دولتهم المنشودة وتقرير مصيرهم الذي ضمنته لهم كافة القوانين والأنظمة الدستورية المحلية والعالمية .
إذا مثلث برمودا الإسرائيلي التركي الكردي قد حقق غاياته ولم يبق إلا القليل منه .هذا المثلث إن كتب له النجاح سيبتلع مقاطعات وأقاليم ومدن او ربما دول أخرى لتحييدها ومن ثم إعلانها كدول مستقلة تخدم الطوق الاسرائيلي لتحقيق شعار إسرائيل من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل .
كما ان هذا المخطط سوف تستفيد منه الدول الخليجية المناوئة للعراق كالسعودية وقطر والبحرين ، كونه منافسا نفطيا قويا لها ، فاستنزاف ثروات العراق النفطية بالحروب ربما هو امر لامناص منه وكتب على العراق ان يكون حقل تجارب وصراعات اقليمية ودولية لامفر منها و لا نفاد لها .
كما يضمن عدم قدرة العراق المشاكس بأي عمل عدواني او عسكري في المنطقة من شانه ان يهدد امن الدول المجاورة والمصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إحترام العقل
عبدالرحمن الخليل ( 2014 / 7 / 9 - 20:23 )
لدي سؤال بسيط للسيد الكاتب..من أين لكم هذا الكم الهائل من المعلومات وحضرتكم لا تعرفون إسم رئيس الوزراء التركي بشكل مقبول؟؟

اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد