الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية والامازيغية بين الإثني والطبقي

محمد أسويق

2014 / 7 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قراءة في كتاب حول المسالة القومية للينين ترجمةإلياس شاهين
يعد تجديد المفاهيم والنظريات وتغيير منطلق التصورات والافكار والمرجعيات أحيانا نتاج لتتطور حاصل في الصيرورة التاريخية الذي تبين نتائجه الملموسة ان مجموعة من العقائدالفكرية والإيديولوجية اصبحت نمطية كلاسيكية غير قادر على مواكبتها للتطورات التاريخية ببعدها الدياليكتكي
وتغيير تلك المفاهيم تجاه مجموعة من الواقائع المحددة للفكركبنية فلسفية هو خيار لا بد منه لمسايرة الدينامية الحتمية وتحيين الافكار والقراءات والرؤى المتقادمة هي خط منهجي تصحيحي لمواكبة المتغيرات الإجتماعية ببعدها الإقتصادي كمحدد اسمى للطرح السياسي المسود
وهذاما يصعب المغامرة فيه من قبل الفاعلين من داخل الاحزاب والتيارات السياسية التي تكون قد اوشك التاريخ على تجاوز آليتها العملية وتكتيكها واستراتيجيتها كما حدث للماركسية كتجربة انسانية ظلت تركز على الصراع الطبقي بشكل تطغى عليه السلوكات الشخصانية وقراءته من منظور قوميي فئوي قطري وليس اممي خصوصا في العالم العربي. مع الإعتماد داخل تسيير الاجهزة التقريرية على المركزية الديمقراطية ذات المرجعية الستالينية لانه لا يكفي ان تكون ديمقراطيا في المجتمع السوفياتي
حيث تم اقصاء باقي القوميات والإثنيات المجاورة للسوفيات لتشمل كل الهويات العالمية بدعوى ان الصراع الثقافي واللغوي والهوياتي يقزم الصراع الطبقي ولا يخدم الاممية الإشتراكية
ومفهوم الاممية كانت تفهم حسب المفهوم القومي ولم يسبق ان بينت الطبقة العاملة العربية تعاطفها مع الطبقة العاملة الإسرائلية علما ان الدين عندها ليس بمحدد مرجعي وهو افيون الشعوب و ان الثقافة السوفياتية ليست ثقافة اممية بل ثقافة قومية لشعب معين
وكثيرا من المتعاطفين المغرب نموذجا مازالت تحكمهم روابط النمط ماقبل المشاعة
ولم تغزوهم بعد قيم الراسمالية ويتعاملون بالمقايضة التجارية خير نموذج بالريف والاطلس والجنوب وفي هذه المناطق المهمشة ليست بها معامل ولا عمال ولا برجوازية ماعدا بعض المهاجرين المستثمرين براس مال اجنبي
لكن الحماس والإندفاع جعل الكل يستعمل مفاهيم لا تنسجم مع خصوصياته
وان ما يهم هذا الناس هو العيش الكريم ومجانية الصحة والتعليم والسكم اللائق
والحق في المحاكمة العادلة والترافع باللغة المحلية والإقرار بالهوية التاريخية
ولو كان كارل ماركس في البداية وجد حقوقه الفكرية واللغوية مهضومة لما تحدث ن الصراع الطبقي
بل هذه الحقوق التي لها اهميتها في مسار تاريخنا وجدها مصونة أكاديميا وعلمايا وادبيا
وكانت تتهم كل الحركات الثقافية في نضالاتها المشروعة باعتبارها تعصب إثني في خدمة البرجوازية الذي يلحق ضررا بالنضال البروليتاري
وان النضال الاممي هو الوحيد من يؤهل إلى اسقاط الانظمة البرجوازية
علما ان البرجوازية معها ظهرت النقابات وحقوق الإنسان وثارت على الكنيسة التي كانت تتاجر بالدين
واعتبر الماركسيون القدامى على ان المناضل القومي لا مكان له سوى في المجتمع الرأسمالي واعتبر لينين المسالة الخصوصية والقومية نزعة تعصبية وشكل من اشكال مناهضة الثورة كما اعتبر الخوض في مسألة اللغة والثقافة سلوك انتهازي او خدعة برجوازية لا تخدم الحركة العمالية العالمية
وهذا لا يعنينا لاننا في مجتمع بدون معمل ولا عمال ولا طبقية علما أننا نقر بنظام مستبد وفقر وبنيات هشة وتحسين هذه الوضعية لا يمكن ان تحسم فيها النظرية السوفياتية بل اهلها ذات الدراية بخصوصياتهم
وهنا وبالتحديد البوندي ليمن ص 9يجب على الثقافة الاممية ان لا تكون ثقافة قومية ثقافة السوفيات
وبالتالي اعتبر لينين ان مستوى هذا النضال لن يكون تقدميا كالنضال من اجل الأمازيغية الذي يروه انه نضال رجعي
لان تحديد المفاهيم غير واضحة مادامت مستودة من مرجعيات تختلف مع مرجعياتنا
بمعنى ان الماركسية لم تكن تنظر إلى الإثنيات من بعدها التاريخي والهوياتي بل على أساس إيديولوجي ولو على حساب خصوصياتها
بمعنى اذا سئل عامل من اي قومية انت فيقول أنا اشتراكي واعتبروا تحطيم القوميات تحطيم المجتمع الراسمالي
وقالوا ان كل ماهو هوياتي محلي خصوصي رجعي تعصبي مدفوع من طرف البرجوازية لحسم الصراع لصالحها
واعتبرت الدولة القومية انفصال علما ان لينين اعتبر حالة سويسرا استثناءفي كتابه حول المسالة القومية لتصير اليوم اليوم قبلة السلام الاممي مع شكل الدول الفيدرالية التي تسود فيها اللامركزية كألمانيا وبلجيكا وهولاندا واسبانيا والدولة الوحيدة الممركزية والرافضة لكل اختلاف وتعايش هي دولة السوفيات التي كانت خلف اضطهاد باقي القوميات المجاورة لها
التي رفضت عليهم لغتها وثقافتها اجباريا كما التوجه العروربي للانظمة السائدة بالمغرب في القضية الامازيغية
وهذا تناقض حاصل في شان البوليساريو الداخل حيث الماركسيين المغاربة يقرون بدويلة عروبية في منطقة امازيغية وهذا يبين اننا لم نحسم بعد هل الماركسيين مع القوميات التي يقول عنها انها تؤسس للطبقية وهي توجه برجوازي ام هم مع القوميات كما هو شان البوليسلريو
التي تدي كيان عروبي في بلاد أمازيغي حساني و هذا دعم غير اشتراكي ولا شيوعي لانه يسعى لتخريب الهوية من طرف دول النفط دولار هو بالفعل تمويل برجوازي اصولي
فلماذا اعتبرت مطالب القومية تكريس لمافاهيم ليبرالية
بمعنى لا للغة القومية لا لثقافتها لإستقلالها الذاتي وهو ما يعني رفضا باتا للحرية الفردية
وحتى روزا لوكسمبورغ في شان تقرير المصير للقوميات دافعت عن الإستقلال السياسي في المجتمع الراسمالي لهذه القومية
مما يبن ان الماركسية شابتها اخطاء نظرية كبيرة استفادت منها الراسمالية لتطيح بها في الاخير
الخطا الاول تنبات بالثورة في مجتمع اقتصادي لتنجح الثورة في مجتمع زراعي
والخطا القاتل هو تركيز نضالها على الصراع الطبقي كان خطا جسيما
واندحارها كان على اسس نظرية مغلوطة غير علمية ولا اشتراكية هي البيريسترويكا
قطيعتها مع الدين وفهمها للدين كان غير اخلاقي ولا ادبي واعتبر كل مناضل اشتراكي هو من يفطر في رمضان ولا يصلي ويترك لحية موسخة ولا يهتم بالهندام ومن اعمل على ممارسة هذه الشعائر او السلوكات فهو بوليسي او مشبوه علما ان خدمة القضية لا تنحصر في هذه الإعتبارات المميعة الفردية التي اساءت لكثير من الافكار التي نتفق معها ولو نختلف معها ايضا

لكن ثمة كوادر مهمة من الماركسيين الجدد لى المستوى النظري حاولوا تقديم نقد ذاتي لهيكلة جديدة أمثال سمير امين عزيز العظمة طيب التزيني محمود امين العالم صادق جلال العظم جورج اطرابشي نصر حامد ابوزيد العفيف الاخضر ميشيل كيلو
فقد حاولوا التجديد في الماركسية والوقوف عند بعض العيوب والتجاوزات كتزكية النضال الهوياتي الذي اصبح طرحا امميا
ومساندة الإستقلال الذاتي والفدرالي
وعلى مستوى المغربي يعتبر كتاب عبد القادر الشاوي تجربة الحلم والغبار احسن نقد ذاتي لمنظمة ماركسية مارست المركزية الديمقراطية و آمنت بالنموذج الاحادي ورفضت الإختلاف والتعايش مع باقي المكونات ذات المرجعية المختلفة وهذا العنف واضطهاد المناضلين ما ادى بظهور عدة تيارات وانقسامات لنخدم الشعب .23 مارس .إلى الامام
مع محطات جماهيرية مهمة مهمة محطات اتحاد الوطني لطلبة المغرب خصوصا المؤتمر 15
فلم يحسن استثمار هذه المحطات وهذا المد الجماهيري بسلوكات فردية لم تكن تهتم بالمرجعية اكثر من الذاتوية

وفعلا عمل بعض المتنورين والمحسوبين على التيار الماركسي على تغيير كثير من المفاهيم
صراع الحضارات بدل صراع الطبقات
المجتمع المدني بدل المجتمع البرجوازي
الفعالية بدل المنضل
الفاعلين الإقتصاديين بدل البرجوازية
العولمة بدل الإمبريالية
الإصلاحات بدل التغيير الجذري
التغيير الإجتماعي بدل الثورة
الحداثة بدل التقدمية
الفئة المتوسطية بدل البرجوازية الصغيرة
الملكية البرلمانية بدل الجمهورية الغشتراكية
يحكم ولا يسود بدل نظام لا وطني لا ديمقراطي
الأمازيغية لغة رسمية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلتاهما مجردتان عن الوعي والواقع
عبد الله اغونان ( 2014 / 7 / 9 - 03:27 )

تنتميان الى الخيال النظري


2 - الكاتب
فؤاد النمري ( 2014 / 7 / 9 - 06:42 )
لم يكتب ماركس إطلاقاً شيئاً للسوقة

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا