الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي خرب العراق وجلس على تله

سوزان ئاميدي

2014 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ثمان سنوات عجاف مليئة بالمآسي والقمع والقتل والفساد والدمار والحرب , هي حصيلة الفترة التي تولي فيها المالكي رئاسة الوزراء في العراق حتى خرب العراق وجلس على تله .
رفض المالكي اي مشاركة لاية قوة سياسية في اتخاذ القرار السياسي في العراق , وتحمل وحده مسؤلية كل ما يحصل في العراق ومن خلال استغلاله لصلاحياته الدستورية وغير الدستورية بمعنى ان كل الوزارات كانت شكلية وكل الكتل السياسية التي كان من المفترض ان تشارك في ادارة العراق ولم تتمكن من ممارسة صلاحياتها بسبب المعوقات التي يفرضها المالكي عليها من خلال عدم السماح لها بممارسة دورها واتضح فيما بعد ان ممثلي دولة القانون كان عملهم الرئيسي يتمثل في الحيلولة دون تطبيق المواد الدستورية , وهنا سؤال يفرض نفسه : هل هنالك اي صفة اخرى غير الدكتاتورية يمكن ان نصف بها نظام حكم المالكي وحزبه ؟ .
فتحكم حزب المالكي بكل القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المجحفة ضد الشعب العراقي حتى وصل الوضع في العراق الى هذه الحالة ولذلك فان الخراب هو الوصف الدقيق والوحيد الذي يمكن ان نصف به هذه الحالة المزرية التي قاد المالكي البلد اليها , والغريب في الامر ان المالكي يشاهد كل ذلك وهو غير مكترث بل نراه مصراً على بقائه في دورة ثالثة , واصراره هذا يعطي رسالة واضحة وهي (انا والدمار على العراق ).
خيبة امل كبيرة في سكوت الاغلبية الشيعية وموافقتهم سياسة المالكي , قد نسمع اعتراضاً من هنا وهناك لبعض السياسيين الشيعة اوبعض المراجع ولكن ذلك لم يشكل اي رادعاً او عائقاً ولم يؤثر تأثيراً حقيقياً على سياسة المالكي وما يحصل للعراق من خراب , مما دفع المواطنين واغلبهم من السنة المطالبين بالفدرالية نتيجة ابعادهم وإقصائهم , إلا إن ذلك المطلب وعلى الرغم من مشروعيته لقي الرفض ايضا . وبالتالي ثار وانتفض المواطنون فقام المالكي بصد هذه المظاهرات والاعتصامات من خلال ارسال الجيوش وتوجيه فوهات المدفعية وكل انواع الاسلحة عليهم وشمل ذلك القصف بالطائرات دون مراعات المدنيين وممتلكاتهم .
كل ذلك امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون اخذ موقف حاسم يمنع المالكي , بل ذهب بعضهم مثل ايران وامريكا الى تعزيز بقائه تحت مبرر المحافظة على وحدة العراق , وهنا سؤال يفرض نفسه : كيف اجتمعت رؤى كلا الطرفين المختلفين المتضادين ايران وامريكا على بقاء المالكي ؟ : وسؤال آخر : هل غابت عن امريكا كل توجهات المالكي الطائفية الواضحة جدا ليعتبروا بقاءه هو حفاظاًعلى وحدة العراق ؟! يبدون ان امريكا كانت تنتظر المعطيات المدمرة الاخيرة في المناطق السنية وخاصة في الموصل ؟ ليروا بملئ اعيونهم كيف ان المالكي يحشد الطائفة الشيعية بتشكيل الملشيات والجماعات المتطرفة التي ترافق الجيش ليضرب بها المناطق السنية المنتفضة ؟ ! وبذلك اثبت المالكي عمق دكتاتوريته وشوفينيته الشخصية بضرب الوحدة الوطنية العراقية (سنة وشيعية وكورد .. وباقي المكونات العراقية) وخلق شرخاً كبير في العلاقات والتي كان بعضها اقرب الى المقدسة , وهنا سؤال آخر يطرح نفسه : هل على الحاكم الطائفي او القومي ان يخدم بالضرورة طائفته اوقومه ؟ وتشهد المعطيات السياسية العراقية وتؤكد ان المالكي الطائفي لم يخدم ابداً طائفته ,وعليه لايمكن ان نعتبره يجسد كل الشيعة . ولا يمكن التعامل مع الشيعة كرد فعل لسياسة المالكي كونه ينتمي الى الشيعة .
واخيرا فان التاريخ سيسجل ما سيؤول اليه العراق فعلى المراجع الشيعية الحكيمة وعلى الجماهير الشيعة المظلومة وعلى سياسييهم الوطنيين نقول : عليكم انقاذ العراق من خلال اعلانكم تشكيل الوحدة الوطنية العراقية بعيدا عن المالكي وحاشيته , واما تقسيم العراق وقد اعطى الدستور هذا الحق فيما جاء في ديباجته (إنّ الالتزام بهذا الدستور يحفظُ للعراق اتحاده الحر شعبا وأرضاً وسيادةً ) وكلا الامرين يكون بالتفاهم والتحاور من دون اللجوء الى قوة السلاح, وبذلك نحفظ دم المواطن العراقي الذي لا حول له ولا قوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير سوزان
ماهر عدنان قنديل ( 2014 / 7 / 9 - 19:15 )
،مساء الخير الدكتورة سوزان
ما يحصل في العراق هو جزء مما يحصل في المنطقة ككل.. حيث يلوح صراع إقليمي دولي على المنطقة وقد تكون إيران وأمريكا (مثلما ذكرتي) من أطراف هذا الصراع ولكن ليسوا لوحدهم فهناك العديد من القوى الإقليمية والدولية التي تتصارع ولكل منهم حلفائه وأزلامه وتكتيكاته ومخطاطاته وهذا ما لا يجب إغفاله


2 - هل نست الكاتية ؟!
أمير ( 2014 / 7 / 10 - 20:44 )
ان التحالف الكردستاني اصرّوا بعناد شديد وضربوا ارجلهم في الارض مطالبين بأزاحة الدكتور ابراهيم الجعفري ومجيىْ نوري المالكي بديلا عنه وهكذا كان بعد ان رضخو لمطاليب الكوردستاني والان ماذا تريد السيدة الكاتبة ؟!

اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة