الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 4 – 12 )

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 4 – 12 )

كور متيوك
[email protected]
ماهي تلك الاهداف التي تسعى امريكا للحصول عليه من خلال استقلال جنوب السودان ؟ ستظل تلك الاسئلة محل نقاش مستمر من قبل الباحثين و المهتمين لفترة طويلة إلا إن ما يهم هو إن مصالحنا و المصالح الامريكية التقت ، فلقد كنا نبحث عن حريتنا لزمن طويل ، بينما الولايات المتحدة اكتشفت جوهرة يمكنها تحقيقها من خلال استقلال جنوب السودان ! إن ما تبحث عنها الولايات المتحدة عندما يحين وقت تحقيقها و لا اظن إنها تفكر في تحقيقها في الوقت الراهن على اقل تقدير ، لكن حين ياتي ذلك الوقت سيفكر شعب جنوب السودان في تلك الامر ومدى الاضرار التي يمكن إن تنجم من تحقيق واشنطن اهدافها الاستراتيجية عبر الجنوب . اما اولئك الذين يتساءلون عن الرؤية الامريكية من الحرب فهي واضحة و لاتحتاج الى توضيح لاكثر من ذلك ومن خلال سردنا لتاريخ علاقات الدولتين حتى يوم 15/12 و الستة اشهر التي اعقبتها نامل إن يجد القارئ ضالته دون عناء .
وفقاً لبوسويل بدات العلاقة بين واشنطن و الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان مع العضو الديمقراطي من نيوجرسي دونالد باين و فرانك وولف جمهوري محافظ من فرجينيا ويقول بوسويل إن باين حكى له كيف إنه زار جنوب السودان في العام 1989م و التقى العديد من قادة الحركة الشعبية ، كما إن التقرير الذي نشرته وكالة رويترز في 11 يوليو 2012م تحت عنوان ‘‘ الخبراء الذين باعوا واشنطن في جنوب السودان ‘‘ اشار إلى إن علاقة واشنطن بجنوب السودان ابعد من سنة 1989م الذي ذكره بوسويل في مقاله ؛ وبما إن العلاقة التي تجمع الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان لم تكن رسمية بل ظلت مختصرة على قادة سياسيين وخبراء امريكيين فيمكننا الافتراض إن علاقة واشنطن بجنوب السودان بدات منذ بواكير تكوين الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان .
يقول جون قاي إنه من الصعب تحديد الفترة الزمنية التي بدات الولايات المتحدة باهتمامها الرسمي و الشعبي بقضية الجنوب إلا إنه يرى إن اكتوبر 1993م كانت بمثابة نقطة الانطلاق لاهتمام الكونغرس الامريكي بقضية الحرب الاهلية في السودان ، ويشير قاي الى إن رئيس لجنة العلاقات الخارجية وقتها هاري جونسون استطاع جمع كل من العقيد قرنق دي مبيور و رياك مشار وذلك في فعالية للمعارضة السودانية في العاصمة الامريكية في اكتوبر 1993م . في كتاب ( الثورة الشعبية لتحرير السودان ) لدكتور لام اكول يشير إلى إنه في العام 1988م قام الامين العام للامم المتحدة خافيير بريز دي كويلار باختيار السيد جيمس بي قرانت المدير التنفيذي لليونسيف ليكون مسؤولاً عن تنظيم عملية اغاثة خاصة بالسودان ، ويقول اكول لتنفيذ عملية شريان الحياة كان في اتصال مع السيد قرانت و السفارة الامريكية في اديس ابابا منذ تلك الوقت . وفي مارس 1989م استقبل دكتور جون قرنق وفد من الكونغرس الامريكي في موقع بالقرب من توريت ، تكون الوفد من السيناتور غردون همغري وعضوين من مجلس النواب هما فرانك وولف وقاري اكيرمان . ووفقاً لجون قاي فان عدداً من السياسيين الامريكيين ابرزهم فرانك وولف زاروا المناطق الخاضعة لجناحي الحركة بقيادة كل من قرنق و رياك في 1993م وشاهدوا المجازر التي ارتكبت من قبل الطرفين .
في ويونيو 1999 زار ثلاثة من اعضاء الكونغرس الامريكي جنوب السودان وهم سام براونباك ، دونالد فين ، توم تاكريدو وطالبوا ادارة الرئيس كلينتون بالتدخل لوقف الحرب وايجاد حل سلمي وذهبوا ابعد من ذلك بالمطالبة بتقديم الدعم العسكري للحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان في حال فشل عملية السلام ، وكان بيل فيرست رئيس لجنة العلاقات الخارجية الفرعية بالشؤون الافريقية في مجلس الشيوخ الامريكي قد طالب في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست الخميس 10 يونيو 1999م الولايات المتحدة بمضاعفة الجهد من اجل وضع نهاية للحرب الاهلية في السودان مقترحاً تعيين مبعوث خاص للسودان .
بمغادرة الرئيس كلينتون البيت الابيض لم يتغير الامور في واشنطن بل ظل السياسات التي رسمت من قبل الادارة السابقة هي نفسها لكن بشكل اكبر من سابقاتها ، فالرئيس بوش الابن في اليوم الثاني لدخوله البيت الابيض وجه كبار الموظفين بالتركيز على انهاء الحرب في السودان وهذا إن دل ، فيدل على إن قضية جنوب السودان كان من اولويات بوش ، بعض المراقبين يربطون بين الاهتمام الامريكي المفاجئ بملف السلام في السودان و تفجيرات الحادي عشر من العام 2001م و تورط السودان في مساعدة تنظيم القاعدة و الجماعات الارهابية وتواجد بن لادن في السودان إلا إن تلك التطورات قد تكون واحد من الاسباب التي جعلت الادارة الامريكية تصمم على انهاء الحرب في السودان وهذا لا يعني بالضرورة إن السياسة الامريكية التي جعلت الحكومة السودانية ترضخ وتقبل بالتسوية الشاملة تشكلت بعد احداث الحادي عشر ، ويعتقد إن القس فرانكلين جراهام الذي سبق وزار جنوب السودان عدة مرات بعد الاستقلال لعب دوراً كبيراً في إقحام قضية جنوب السودان في اجندة بوش في افطار جمعهم في فلوريدا قبل يومين من الانتخابات الرئاسية وتحت الضغوطات الكنسية ، قام بوش بتعيين السيناتور السابق و الاسقف جون دانفورث مبعوثاً خاصاً له في السودان وذلك لوضع نهاية للحرب التي ظلت مستمرة لما يقارب النصف قرن ؛ بعد إن غابت سوزان رايس عن الادارة الامريكية في فترة الرئيس بوش ، عادت مرة اخرى مع فوز الرئيس باراك اوباما على خصمه الجمهوري جون ماكين واصبحت سفيرة لامريكا بمجلس الامن الدولي ، ادارة الرئيس اوباما كانت مهتمة بملف جنوب السودان و الحرب ، إلا أنها احتارت حول اولويتها بين الحرب في دارفور وملف سلام جنوب السودان اي متابعة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ، لان من الصعب العمل على الملفين في وقت واحد ، قضية دارفور وملف الجنوب لذلك اخذت ادارة اوباما فترة طويلة في انتقاء خياراتها ومع تعيين سكوت قرايشون اختلف مع رايس التي كانت تعتقد إن السياسة الامريكية يجب ان ياخذ في الاعتبار مشاكل المناطق الاخرى في السودان لكن قرايشون فضل تركيز الجهد حول استفتاء جنوب السودان وهذا اقرب للمنطق لكن من الصعب التصور إدارة ملف استفتاء جنوب السودان بمعزل عن قضية دارفور و المناطق الاخرى مثل جبال النوبة و النيل الازرق لتشكل ضغط للحكومة السودانية وبعد مناقشات استمرت سنة ونصف من الفترة الاولى للرئيس باراك اوباما ؛ تم الاتفاق على ملف استفتاء جنوب السودان و دارفور ومحاربة الارهاب ؛ بحسب دينيس ماكدونو رئيس موظفي مجلس الامن القومي في ذلك الوقت إن الرئيس اوباما في العام 2010م دعى في شأن السودان الى اجتماع في المكتب البيضاوي واكد إنه لن يسمح بعودة الحرب بين جنوب السودان و السودان ، في مطلع يونيو 2010م و في إطار اهتمام الادارة الامريكية باهمية نجاح استفتاء جنوب السودان في ميعاده دون عراقيل ، تم تكليف نائب الرئيس جو بايدن للقاء بالزعماء الافارقة في جنوب افريقيا اثناء حضورهم افتتاحيات كاس العالم بجنوب افريقيا وحث القادة الافارقة بضرورة إن يمضي الاستفتاء كما هو مقرر له وذلك لان بعض الرؤساء الافارقة كانوا متوجسين ومتخوفين من إن يكون استقلال جنوب السودان فاتح شهية للكثير من الجماعات الثورية و الحركات المسلحة التي ستكثف من عملياتها القتالية وضغوطاتها على الحكومات الافريقية من اجل نيل الاستقلال ، مهمة نائب الرئيس بايدن هو تطمين هولاء القادة إن امريكا لن تسمح بحدوث امر مماثل .
في يوم انضمام جنوب السودان الى الامم المتحدة في حديث لسوزان رايس امام مجلس الامن الدولي وعدت بان تظل امريكا صديقاً وفياً لشعب جنوب السودان وتعهدت واشنطن بمساعدات تبلغ 370.8 مليون دولار في الستة الاشهر الاولى فقط بعد الاستقلال .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخرج من قائمة أكثر 10 دول تفضيلاً لأصحاب الملايين |


.. قتلى فلسطينيون جراء قصف إسرائيلي على الطريق التجاري في رفح




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تفوز على النمسا بصعوبة وتخسر خدمات مبا


.. هوكستين يشدد على ضرورة إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بط




.. ما الرسائل العسكرية من مشاهد حزب الله لمواقع عسكرية وبنى تحت