الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المونديال والبرازيل وثورتنا

لينا سعيد موللا

2014 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




خسرت البرازيل البارحة على أرضها وبين جمهورها، ونام مئات الملايين من عشاق كرتها حزانى مكسوري الخاطر .

نعم ... كنت واحدة منهم .

لكن فريق البرازيل لم يكن البارحة، الفريق ذاته في تألق لاعبيه و سحرهم ومواهبهم في حركتهم التي تشبه الرقص الجميل، لم يملكوا الخطة ولا التكتيك الجيد .. كانوا مسلوبي الالهام والعزيمة .. ، لذلك فقد خسر خسارة مريرة ولم يكن في أدائه الهزيل يستحق الربح على خصوم بوزن الألمان .

يذكر أغلبنا أن البرازيل فازت طويلاً على ألمانيا، وحققت أمجاداً لم يشاركها بها أحد، لكنها اليوم وعكس أغلب التوقعات تقف مكسورة، وهي لن تفيق سريعاً من هول المفاجأة .

أما عن ثورتنا التي قامت على أكتاف الأحرار وتضحيات السوريين، فقد كان حري بها، أن تفوز بالضربة القاضية ومن الجولات الأولى، بعد أن ترقبنا أن تباغت الخصم بقوة لن يتجراً على مواجهتها فيستسلم !!

إلى هذه المحطة ذهبت أحلامنا وآمالنا ..

والتاريخ يتحدث أن جل الثورات الشعبية قد انتصرت على العصابات الحاكمة، لكن أداء من حمل لواء ثورتنا كان هزيلاً من حيث الحشد والتوحد والعزيمة، فكانوا زعماء من ورق ضعفاء مهلهلين منقسمين لا يستحقون بأن يمثلوا ثورة قام بها قوم سوريون أبناء حضارة ورفعة لا تضاهى في الأخلاق .

يومياً ينقل لي أصدقائي الأحرار والمنتمين لجنسيات شتى، ألمهم في أن تحل داعش محل الشعارات التي تنبض حرية وكرامة وكبرياء، شعارات ألهمت الشعراء والأدباء وسطرت دروساً في الانسانية والتضحية.
مستاؤون لبقاء الأسد الذي يصور نفسه أمام جمهوره بأنه بطل لا يقارع وأنه قضى على الارهابيين.
منزعجون من أنه يصور نفسه ذكياً حاذقاً مسالماً، وهو قمة في الغباء والاجرام والسفالة .

لا يكفي أن نكون أصحاب قضية عادلة لكي ننتصر، فالانتصار قضية تحتاج إلى خطة وتقنيات وتحضير، ووحدة في الهدف، وكما لعب البرازيليون البارحة، وأخفقوا عن تسجيل الأهداف ليخرجوا حزانى، فإن حاملي لواء الثورة لم يكونوا أهلاً ولم يملكوا القدرة في التخلي عن فرديتهم، ولا أن يتحدوا حول هدف واحد، لأخفقوا في أن يجروا من خلفهم شعباً تواقاً للحرية، هدف لا يحيدون عنه ويخلصون إليه، ففشلوا حتى في منحنا الأمل لأن أداءهم لم يحمل بارقة تحسب لهم .

وإذا كان علينا أن نخرج بأمثولة من خسارة البرازيل البارحة، فهو الأداء، فمن دون أداء جيد وخطة محكمة لا يمكن أن يكون هناك انتصار، وأقول لجميع من يصلون ويتضرعون للسماء ورب السماء، أن الملعب البارحة كان مكتظاً بالمصلين الذين يتضرعون لتغيير نتيجة المباراة، لكن النتيجة ازدادت تراجعاً وقتامة، ولم يكن هناك من مجيب .. بل أن بعض أنصار الفريق الخصم كان يصلي أيضاً .. لكن الموضوع جله يتعلق بالأداء ولا شيء آخر.

أسألكم جميعاً هل نفعت صلواتنا في حسم ثورتنا لصالح الحق، صلوات في ظل غياب الأداء الجيد ؟


قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف