الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي

عذري مازغ

2014 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الشيء الوحيد الذي يتجدد ضمنيا في المشرق هو القتل والقتل المضاد، هو إحصاء عدد القتلى.. إحصاء لفظ أنفاس الإنسان، وبعد ذلك تأتي المبررات، مشكل المشكلات في الأمر هو وبدون السقوط في نزعات طائفية هو توزيع ثروة البيترول، أو طريقة وأشكال توزيعها.. أن تعلن الدول هناك عملياتها الديموقراطية وبحضور مراقبين دوليين، الإشهاد نفسه هو عملية تزوير احتاجت مصداقية دولية، فالتصرف في الثروة الوطنية لا يحتاج إلى شهود بل يحتاج إلى الجلوس حول مائدة التفاوض، يحتاج إلى عقد اجتماعي المواطن فيه هو محوره، هو المستفيذ وهو المنفذ وهو المراقب وهو كل شيء في الوطن،. دون ذلك، كل التداعي، كل المبررات الأخرى، هي مبررات القتل والتطاحن أريد لها صيغ شرعية، كل الفتاوى من كل اطراف الصراع تصب جميعها في مناهضة حياة الناس وقتل الأرض التي أنبتتهم..المشكل في المحاصصة، والمحاصصة تعني وجود توزيع طبقي صارخ وإن أخذت طابعا فاشيا وعرقيا أو مذهبيا، فلأنها أرادت شحن وأدلجة الموقف، أن يصبح التوزيع بسبب الطائفة معناه القتل مع سبق الإسرار والترصد للمواطن، المواطن المدني المجرد، المواطن الإفتراضي الذي تصبو إليه المجتمعات المتقدمة..ما يحصل في العراق مثلا هو دمقرطة الطائفية التي استحالت أحزابا، ما يقع هناك هو حزبنة الطائفية، فتوزيع المحاصصة يستند إلى تحالفات فئوية هي في الحقيقة الشكل السياسي الذي يظهر به التحالف الطبقي المسيطر من حيث هو يختفي وراء الطائفية، شحن الصراع في شكله الذي يظهر وكأنه صراع سني شيعي هو الشكل الذي يختفي فيه الصراع الطبقي ليصبح صراعا إلهيا تختزل فيه حقوق الأفراد، حقوق المواطنة لتصبح حقا مغتربا.. عندما يدخل الدين في صراع اجتماعي، ويصبح صراعا كما يبدو، صراعا لوجه الله، تنتفي فيه قضية المجتمع، قضية الإنسان، قضية المواطنة وقضية التمدن والحرية والعدالة والديموقراطية، يصبح الديني فيه مفترسا لكل هذه القيم، بتغييب هذه القضايا يصبح الدين مناهضا لقيم الحياة، يصبح الصراع عبثيا، وهذا هو الوجه الذي تريد به الطائفية أن يظهر به الصراع الطبقي، أن يكون عبثيا بدون حمولة طبقية، لو أن الصراع في العراق مثلا هو صراع طائفي لهان أمر حله: اقتلوا أئمتكم ترتاحون، لكنه صراع متجدر في الصراع الإجتماعي الطبقي، الغائب فيه، بفعل العملية الطائفية نفسها، هو دور الطبقات المناهضة، دور الطبقة العاملة، دور بائعي قوة عملهم، سواء كانوا فنيين أو عمالا بعضلاتهم..والعملية كلها هي تشتيت وعي هذه الطبقة لذاتها من خلال اغترابها في الطائفة وصولا إلى اغترابها في الدين.. لاحظوا كيف تحولت مطالب الشعب السوري في الإنعتاق والحرية إلى تناطح بين دينين، غيبت مسالة التحرر برمتها، غيبت قضية الشعب بكاملها لتبقى الأطماع في خلافة إسلامية هي الراهنة... وهذا كله لا يعني نكران الأجندة الدولية إنما العملية برمتها، يبدأ حلها بإرجاع الصراع إلى الأرض وفي الأرض التي هي محور هذا الصراع، وبإرجاعه إلى الأرض تتحدد المواقف مع الآخر، وتتحدد العلاقات معه وفقا لما تقتضيه صيانة وكرامة المواطنين وليس كرامة الطائفيين ولا كرامة الإله في انحلالها الشيعي السني.
الدين يقتل القيم الإنسانية، يقتل كل القيم التي ذكرناها، في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يظهر الديني أيضا كما لوكان محرك العملية برمتها، يتحول الصراع من جدل الحق في الأرض، الحق في السلام، الحق في العمل والسكن وبشكل تجميلي الحق في الحياة إلى جدل الحق في ترسيخ أرض الله في وعي دينين: إله اليهودية وإله الإسلام وإن حاول كل فرييق أن يوحد الإلهين بطرقته الخاصة، تغيب قضية الأرض والحق في الوطن بمجرد الإعلان عن التمسك بقبة المسجد الأقصى عند الطرف المسلم وحائط المبكى عند الطرف الآخر، بسبب من هذا الموقف وحده يفقد الفلسطينيون كل مرة ما تبقى لهم من أرض، تصبح القبة التي لا تنبت عشبا هي محور الصراع، هي من يعثر المفاوضات، هي شرط ها، هي هي... تصبح القبة رمز خرافي يتحكم في حياة الناس ويناهضها كما تصبح خرافة أخرى (الأرض الموعودة) سببا آخر..تعي إسرائيل هذه اللعبة العبثية فتتمادى في غيها مضيعة هي الأخرى وقتا ثمينا للتعايش السلمي.. الصراع الأخير فجرته عصابات دينية من كلا الطرفين.. وعوض أن يحضر العقل حضرت الصواريخ مسجلة مذابح أخرى وغيبت القضية برمتها في صراع ديني، ليصادر حياة المواطنين العزل من كل جهة..
يتعثر السلم بمجرد البحث عن مبرر للقتل، من السابق في الإعتداء من من..؟ لتصادر حياة أناس آخرين بمجرد جريمة وقعت وكأن الشعوب بفعل الدين محكومة بمصادرة الحيوات الأخرى..
في الثقافة المشرقية، كل الكتاب باستثناء أقلية (برغم أني لا أحب هذا الإستثناء من باب الإستفزاز)، كل الإعلام السمعي والبصري والإلكتروني اتخذت مواقف لتبرير القتل ومناهضة الحياة، الكل يدك في أرض الآخر في الحرب المقدسة، الكل يشحن ضد الآخر في الوقت الذي كل هذا الشحن يصب في حوض واحد هي بركة دماء الأبرياء. والضائع الوحيد في هذه الحروب المقدسة هو الإنسان، هو الحب، هو الجمال، هي الحياة بشكل عام.. وهوأو هي كل مايحفز على العيش، والنتيجة أن الإسلام السياسي حين يدخل في مسالة انعتاق أو تحرر، ينفجل الإنعتاق أو التحرر هربا ليصبح الله وحده لا شريك له مفترسا للحياة.
عذري مازغ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 9 - 20:26 )
- فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

- مناظرة رائعة حول جدلية الأخلاق نسفت الإلحاد نسفا بين (د.هيثم طلعت) والملحد (ألبير صابر) :
https://www.youtube.com/watch?v=1w6cvEEWQPo


2 - ما علاقة هذا بذاك
عذري مازغ ( 2014 / 7 / 9 - 22:52 )
للأخلاق معيار نسبي.. هاهو فضيحة هناك هو فضيلة هنالك
ليس هناك فضيحة أكبر من فضيحة المذابح، الفضيحة هي القتل المجاني من أجل خرافة، قتل أبرياء لإعلاء صنم آخر .. ثم ما علاقة هذا الموضوع بالأخلاق الداروينية والإلحادية؟


3 - الخرافة حين تصير قضية و لها اتباع و قادة و جماهير
علاء الصفار ( 2014 / 7 / 10 - 09:51 )
تحية استاذ عذري مازغ
تحليل يصب في كشف الجذر الطبقي في كل الصراعات. كان دوما الصاعدون على السلم والنازلون على السلم اي الاول يهرب للسماء ويضيع والاخر الذي يرجع الى الارض ليرى الخراب وسبل الحل الذي دعا اليه ماركس- ب ياعمال العالم اتحدوا- نعم لقد نجحت امريكا في العراق بعد غزو العولمة ومن خلال تجربتها من الاحزاب الاسلامية من شيعية و سنية اي امريكا تتعامل بشكل ماركسي في مستعمراتها,و تريد نجاح اللاحزاب الاسلامية الشيعية ام السنية للسيطرة على الشارع فبهذا تعرف سيهرب هؤلاء للسماء وضياع البوصلة الطبقية بتناحر الشعب طائفيا مما يحقق معادلة -فرق تسُد-لقد وضع بول بريمر الدستور العراقي وجاء البلد بدون قانون للاحزاب مع ضمان صعود الاحزاب الكبيرة, ألا وهي الاسلامية الطائفية مع ضمان عدم صعود الاحزاب العلمانية ام اليسارية الصغيرة بهذا سيكون هناك دولة طائفية في المحصلة النهائية لا محال وعندها سيكون الطوفان لذا قام كتلة المالكي بدورها الطبيعي من خلال عقلها المحدد بخدمة الطائفة المنكوبة و لتنسى نكبة الشعب و نكبة العمال و الفلاحين و عملت امريكا على ايجاد المضاد داعش والبعث, لتقضي على امر المواطنة العلمانية


4 - شكرا
عذري مازغ ( 2014 / 7 / 11 - 00:22 )
شكرا لمرورك القيم استاذي علاء الصفار

اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها