الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طز..! من بواكير الشتائم الثورية..!

علي ياسين عوض عبيدات

2014 / 7 / 9
الادب والفن


من بواكير الشتائم الثورية..!

إن تصّفحت مواقع التواصل الاجتماعي، أو إن تروحت قارئاً بين حنايا مجلةٍ أو صحيفةٍ وصِفَّت بأنها مُعارِضة ولا تؤمن بالخطوط الحمراء، ستجدُ بأن ديمقراطية فرنسا وحريات الولايات المتّحدة، جزءٌ لا يتجزء من نُظمنا السياسية العربية، فالنقد الذي كان يرمي بصاحبه في السجون صار اليوم نقداً عادياً وجائزاً، وبالتأكيد لن يلاحق صاحبه قانونياً، فالأنظمة العربية تطرب لما يصدح به كل شتّام، فهي على يقين تام بأن ما يتفوهون به محض كلامٍ عابرٍ لا أثر له، ولا ترتيب يترتب على ما بعده، لنكون في المحصلة في متجرٍ لبيع الكلام، أو في عيادة طبيبٍ نفسانيٍ سَمح للمريض الذي على سريره أن يقول ما يحلو له، مُفرغاً مكبوتاته..!

ولعل هذه الأمثلة تخصُ أهل القلم وأرباب الفكر والصُحف، والحق يقال أن الكاتب العربي قال الصدق وما نافق أو تملق (إلا من غضب عليه ربي) فعلى مر عصور كان وسيبقى هناك صحافيٌ شرس أو ناقدٌ لاذع أو مفكرٌ لا يتقن تجارة المبدأ، ومن هذا أدب السجون والمُعتقلات الذي يدلق من نوافذ تعبيره الضيقة معارضةً متسعة الأكناف وصراخٌ تصم له الآذان.

ومن جهةٍ أخرى -وهنا الغرابة- صار بوسع بائع الفول والبّناء أن يدلي برأيه فيما يخص الموازنة وعجز الميزانية، أو في ملكية الدولة وما سيترتبُ عليها إن أضفنا لها "دستورية"..! إذن فما يحدث اليوم هو قفزةٌ نوعية وعدوٌ متسارعٌ بعد ردحٍ من زمان مُنع العربي فيه حتى عن "لتغندر".! فهذا التسارع -العجيب- وقوة القلب الخارقة للعادة يجعل المرء يتساءل، فهل ما جيء به بسرعة سيغادرنا بسرعة أيضاً باعتباره ضيفٌ ابتلينا به مع حمى الربيع العربي التي نعاني منها، والتي هي السبب في هذي المواطن العربي واندلاق الجرأة منه على هذا النحو؟ والسؤال الأهم هل سيحافظ الرؤوساء العرب الجدد(المنتخبون) على هذا النسق الصارخ والمُستهجن والمستعد للقدح والرافض ؟

بين ما كنا عليه وما أمسينا فيه -بونٌ شاسع- يُعادل بعد الأرض عن غبار الغيم، ويزاحم الفرق بين بسالة السبع وخنوع القط! فبين 2010 و2014 صار بوسع المرء أن يقدح أرقى المقامات وأن ينال من أصحاب أرفع المناصب والنواميس، وأن ينظَّم اعتصاماً يغلق من خلال مُصطّفيه أكبر الشوارع وأزحمها مبدياً غضبه العارم لأن دور وصول الماء إلى منزله تأخر لساعات، فأنى لنا هذه القوة بعد قرنٍ من الوهن والضعف؟



إنه الربيع العربي الذي لم نرى منه إلا وريقات الدم والقتل والنزاع والخطف وكذلك الشتائم التي تتجلى في هذا المقال..! وبعيداً عن ثمار الربيع العربي أو لعنته بالمُجمل أتمنى أن نتساءل ونجيب أنفسنا عن ماهية قوة القلب التي صرنا نتحلى بها شاتمين ومستهجنين ومعتصمين ومن إضراب إلى آخر، فهل هذا ما نحتاجه؟ وهل نحن منتصرون إن شتمنا؟ والأهم هل استفاد المُعتصم وهل يستفيد الشاتم..؟

ولتكن الإجابة مُعلقة ومرهونة بتأملات المواطن العربي لما يراه ولما يعيشه..! وعلى صعيد الرأي الشخصي نحن ننفذ خطة زعامية مفادها الثورة على طريقة الحاكم وشتم الحاكم لبقاء الحاكم فما من تطور وما أفق أوسع من أن نشتم، وكأن الثورات محض حبلٍ دام لسنوات ووضع لنا مفردات صحفية وجمل خبرية يتداولها الكتّبة وأصحاب المهن الحرفية... وها نحن نسمع القعقعة ولا نرى الطحين..!!

علي ياسين عبيدات (كاتب ومترجم عن الفارسية)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قاطع طلاب خطاب الممثل جيري ساينفيلد؟ • فرانس 24 / FRAN


.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس




.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح