الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما ومحنة الهروب

عبدالخالق صبري عقراوي

2014 / 7 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


اوباما ومحنة الهروب
لم يكن بخلد الرئيس الامريكي اوباما وهو يوعد شعبه الامريكي بالخروج من العراق في عجالة ان يحصد بعد حين ماتم زراعته في المنطقة كابوسا مطبقا يقلب الطاولة على احلامه الوردية فيما بعد ويجعله يتلوى من الالم حين يرى قلاعه الدبلوماسية تتهاوى الواحدة تلو الاخرى فمن خسارة مصر شعبا وحكومة ومعارضة الى خلق ليبيا فوضوية لاتبشر بخير للقارة الاوروبية او العالم وكانت الطامة الكبرى التي يبدو انها في طريقها الى قصم ظهر البعير هي خيانته للحليف السعودي وضرباته الموجعة الى حكام الخليج باصطفافه غير المجدي او المفيد مع ملالي ايران التي تنتظر هي الاخرى فرصتها لتهوي بمطرقتها على رأس حليفها الهارب اوباما. وجاءت خطوة البحرين بطرد مساعد وزير الخارجية الامريكي كمطرقة على راس دبلوماسية اوباما الخارجية وايذانا ببدء مرحلة اعلان كامل من الدول الخليجية وامتعاضهم العلني واللامسبوق من طريقة تعاطي ادارة اوباما في ملفات المنطقة، اما في العراق فيبدو المشهد مرعبا للادارة الامريكية التي ماعادت تستطيع لعب اي دور وتحت اي مظلة فاوباما الهارب الاكبر من العراق لايستطيع العودة الفعلية وهو لا يامل ان يقمع اي من اطراف النزاع وانما بدا كمن يتوسل الى قادة الشيعة ليطلعوه على حقائق الامر ويرسل اطرافا الى السنة الذين فقدوا الامل بالامريكان حين دفعوا بغرمائهم الى سدة الحكم وليعانوا ماعانوه خلال الفترة الماضية وجاء اعلان اوباما الاخير باعتراضه الخجول على استقلال كوردستان في خطوة يبدو للاستهلاك الكتابي وذر الرماد في العيون العربية، وعند سؤالي لاحد الاصدقاء من مواطني اقليم كوردستان عن التعامل الامريكي واذا كان اوباما جدي في طلبه من الاكراد الابقاء على دولة العراق الواحد اجابني مازحا اذا كان اوباما يريد هذا الامر فليزور اقليم كوردستان اثناء اجراء استفتاء الاستقلال التي سيجري في الاقليم لاحقا وليحاول ان يثني مواطني الاقليم عن الانفصال أو يقنعهم بعدم المشاركة في الاستفتاء المزمع أو ليحاول مسك يد مواطنوا شعب كوردستان ممن يهموا بكتابة نعم لااستقلال دولة كوردستان في ورقة الاستفتاء فلربما يقنع بعضا منهم بهذا الامر تعبيرا عن موقف شعبنا من تصريح البيت الابيض الاخير وعدم اقتناع الكثيرين من فاعلية القدرة الامريكية الحالية على لعب اي دور مؤثر وحقيقي عدا التفرج على ما يجرى على الارض ومراقبة ردود افعال الاخرين وابقاء حالة لاردة الفعل التي ادمنت عليها هذه الادارة والذي كان واضحا منذ سنوات خصوصا اثناء ادارة الازمة السورية وحقيقة المازق المريع الذي وصلته الادارة الامريكية التي كانت في حالة يرثى لها من التخبط بدون اي عنوان واضح وصريح وليكون الكاوبوي الامريكي لايعرف وجهته القادمة حيث استطاع الدب الروسي العبث بمقدراته واللعب به وقيادته الى حيث لايعلم او اين ينتهي.
ان ادارة اوباما الان تحصد شرق اوسطا اقرب الى الفوضى الكاملة من اثار الزراعة الامريكية وهي تحاول الان أن تتصدى للعنة داعش بالتبخير الكلامي واصدار تحذيرات امنية وتمتين الامن في مطارات اوروبا وامريكا ومن الطرافة ان يصدر في هذا الوقت تصريح امريكي للسفير الامريكي السابق رايان كروكر يقول فيه ان تمدد داعش يصب في مصلحة امريكا حيث يسهل تعقبهم بين منطقتين شاسعيتن في دولتين كبيرتين من الشرق الاوسط بدلا من ان يحشروا في منطقة ضيقة ومحصورة مثل الرقة السورية الامر الذي بدا مثار استغراب الكثيرين.
ان مطبات السياسة الامريكية الخارجية بدأت انحدارها المتوقع في عهد ادارة اوباما منذ اللحظة الاولى للهروب الامريكي الكبير في العراق علم الرغم من الخيارات المعروفة الاخرى التي كانت متوفرة في الساحة وهو هروب ساحق لم يعد يمثل خطرا على المنطقة بل تعدى ذلك الى العالم بعد ان لعبوا باوراق المنطقة وحركوا كثيرا من الاوراق التي لايمكن ان ترجع بزمنها الى الوراء. وحقيقة كان تخلي الامريكان عن موقعهم العراقي بمثابة تخليهم عن التزاماتهم الدولية كقوة عالمية كبرى وحيث لايمكن باي حال او بالامكان الرجوع الى الوراء وبذا اصبح الهروب الى امام هو الخيار الاوحد.

عبدالخالق صبري عقراوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف