الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين برازيلية لا عربية

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2014 / 7 / 9
كتابات ساخرة


فلسطين
شعب الفيسبوك يناصر غزة، يتألم ويبكي من أجلها. يشحن باتجاهها كل ما ادخره من صور وفيديوهات وأبيات قصائد من شعر المقاومة، لا تنسى طائفة مهمة من شعب "الفيسبوك" أن توجه منصات صواريخ الدعاء المستجاب إلى الكيان الصهيوني بهدف تدميره ومحوه بإذن الإله وعونه..
يسربلون الصفحات ببروفيلات تليق بالمناسبة. ومتابعة مباريات المونديال جزء من دعم وتضامن لامشروط مع القضية.
يتعاطف الفيسبوكيون وجيرانهم التويتريون مع جراحات شعب البرازيل. جراحات ممزوجة بطعم الجرح الفلسطيني الغائر في صدر الأمة منذ أزيد من ستة عقود.
ليس عبثا أن يلبس الطفل الفلسطيني القميص الأصفر رقم عشرة الذي يحمل اسم النجم "نيمار" خليفة الأسطورة بيلي، ويقترب من دون أدنى وجل صوب المصفحة الإسرائيلية يقذفها بما تيسر من حجر.
وليس صدفة أن يصاب القائد "نيمار" ويغيب عن يوم المعركة الكبرى، تفتقده الجماهير الهائجة كما يفتقد البدر في الليلة الظلماء.
وفي جنوب مدينة رفح بغزة حي بأكمله يحمل اسم البرازيل.
وقبل سنوات أفتى زعيم شيوعي مغربي على الحسن الثاني كيف يتخلص من أحد عتاة معارضيه الماركسيين أبراهام السرفاتي،وكان قابعا لسنوات في السجن المركزي بالقنيطرة، أن أخرجوه ليلا من السجن ورموه خارج الحدود بدعوى أنه ليس من رعايا السلطان، بل هو من رعايا البرازيل.
ولا أعرف كيف ذكرتني سحنات لاعبي المنتخب الألماني بسحنات جنرالات وضباط الجيش النازي بقيادة أدولف هتلر. وكان من ضمنهم جنرالين مسلمين. مسعود أوزيل التركي وأسامة خضيرة العربي التونسي.
وهذه امرأة عربية من مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي اسمها عزة سامي تزغرد فرحة لهجمات نتنياهو ضد شعب غزة. وسموا أنتم ذلك وقاحة أو عمالة لا يهم ذلك في شيء نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، وهذا منصبها، وإلا ما أشرنا إليها، فأمثالها يتكاثرون بيننا كالفطر، وقد عدت ليلة أمس من لقاء ضم أحد دعاة الأمازيغية المتطرفين، الذين يعتقدون أن معاداة كل ما هو عربي نصر لقضيتهم اللسانية.
كتبت عزة سامي في صفحتها في "فيسبوك"شاكرة رئيس وزراء إسرائيل المجرم بنيامين نتنياهو على جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني..
لا خطر من عزة سامي ومن ما ينشر في "الفيسبوك" وعلى شبكة الانترنيت، كما لا يجدي في شيء تضامن ساكنة القارة الزرقاء مع شعب البرازيل في جنوب رفح. كله شغل افتراض في افتراض....
ومن شرفتي ألقيت نظرة على الشارع فإذا بي أرى الناس تجري وتتسابق في ماراطون هائل تتزاحم صوب الأسواق لتعد الموائد وتتنتظر مدفع الآذان. هنا أيضا مدافع تضرب. إنها حرب أخرى، أو هي الحرب الوحيدة التي ننتصر فيها عند مغيب شمس كل نهار..
عبد الرح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل